امتداد الدولة الاموية وجهودها في نشر الاسلام
في عام 41 هجريا الموافق 750 ميلاديا بدأت الدولة الأموية، وهي أكبر دولة إسلامية تأسست وثاني خلافة في تاريخ الإسلام، واحدة من أهم وأكبر الدول الحاكمة في العالم، واستمرت حكمها لما يقرب من 91 عاما، أي ما يعادل قرنا من الزمان، وكانت عاصمتها في مدينة دمشق، وامتدت حدودها من الصين شرقا إلى جنوب فرنسا غربا.
بداية الدولة الأموية ونسبهم
يعزى أمويون أصلهم إلى قبيلة قريش، ويعتبر معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية، وقد أسلم في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تولى معاوية حكم الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب قبل تأسيس الدولة الأموية. وبعد مقتل عثمان بن عفان، نشب نزاع بين علي بن أبي طالب ومعاوية، واستمر حتى عهد الحسن بن علي بن أبي طالب، ثم تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية، ومن هنا بدأ تأسيس الدولة الأموية.
عهد معاوية بن أبي سفيان
فعل معاوية بن أبي سفيان العديد من الأمور التي تتعلق بالحكم والإدارة، مثل تحويل الخلافة إلى وراثية وتسليمها إلى ابنه يزيد، وحصن نفسه بملك كبير وجيش من الحراس، وإنشاء ديوان الخاتم ونظام البريد، ولكن بعد وفاة يزيد بن معاوية، اضطربت الأمور في الدولة ونشأت الخلافات، وطالب الزبير بتولي الخلافة، ولكن عبد الملك بن مروان طالب بالخلافة أيضا وقام بقتل الزبير في مكة في عام 73 هجريا.
ملامح الدولة الأموية
في عهد الوليد بن عبد الملك، تم فتح العديد من الدول، حيث تم فتح المغرب بالكامل والأندلس بكاملها، كما تم فتح بلاد السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم.
ثورات الدولة الأموية
كانت الدولة الأموية دولة إسلامية فتاحة كبيرة، ولكن كانت تشهد أيضا العديد من الفتن والثورات، وخاصة من قبيل الخوارج والشيعة، ومن بين هذه الثورات ثورة الحسين بن علي ضد يزيد بن معاوية، حيث شهدت معركة كربلاء ومقتل الحسين بن علي، وتبعتها ثورات أخرى للشيعة مثل ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي، واستمرت الثورات لأكثر من نصف قرن من الزمن، بما في ذلك ثورة زيد بن علي التي قادها الخوارج لمدة تقرب من عشرين عاما، وكان الحجاج بن يوسف الثقفي أحد العوامل التي ساهمت في إخماد هذه الثورات، حيث كان واليا للعراق والمشرق، وهذه المنطقة كانت تعتبر أكثر البلاد عداء لحكم الأمويين، بينما كانت الشام حليفة للأمويين وعاصمتهم، ويمكن القول إن أشد الثورات التي شهدتها الدولة الأموية هي ثورتا عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث.
امتداد الدولة الأموية وجهودها في نشر الإسلام
تميزت الدولة الأموية بالعديد من الفتوحات الإسلامية، حيث لم تهدأ الجيوش منذ عهد معاوية بن أبي سفيان، وأسس الأساطيل، وأرسل عددًا من قادته إلى أطراف الدولة لتثبيت دعائمها.
خلال هذه الفترة، قام الرومان بعدة هجمات على الحدود الإسلامية من الجهة الشمالية الغربية، واستعد معاوية جيوشه لمواجهتهم. بلغ عدد سفنه حوالي 1700 سفينة، وتمكن من الاستيلاء على قبرص وروودس وجزر الروم، وحاول فتح القسطنطينية في عام 48 هجريا بقيادة ابنه يزيد وبمشاركة عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وأبي أيوب الأنصاري، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح.
حتى شمل الفتح الإسلامي تونس والجزائر والمغرب الأقصى، وذلك بعدما قاد عقبة بن نافع هذا الفتح في الخمسين من الهجرة، وقام بنشر الإسلام بين البربر، ثم قام ببناء مدينة القيروان. وفي عهد يزيد بن معاوية، استمر الفتح حتى وصل إلى حدود أفريقيا عند المحيط الأطلنطي، وقال يزيد مقولته الشهيرة: “والله لولا هذا البحر لمضيت في سبيل الله مجاهدا.
ثم في عهد عبد الملك بن مروان تم فتح بلاد ما وراء النهر، والصفد ومرو وبخاري وسمرقند، وفيما يتعلق بمحمد بن القاسم فقد قام بفتح السند، وقام مسلمة بن عبد الملك هو أيضا بالكثير من الفتوحات مثل حصن طوالة وحصن عمروية وهرقلة وسبيطة وقمونية وطرسوس وغيرها.