أفضل ما قيل عن دمشق من قصائد وأشعار
دمشق أو كما يطلق عليها الأراميون درمسق أو درمسوق كما ينطقها السريان، وتعني في اللغة الهيروغليفية الأرض المزهرة أو الحديقة المزهرة، فتعتبر دمشق أجمل بلاد العالم العربي، إذ كانت عاصمة للدولة الإسلامية وظلت مضيئة لأكثر من أربعة آلاف عام، حيث اجتمعت فيها كل الثقافات والحضارات وتميزت بطابع خاص جعل كل من يعيش فيها يعشقها وكل من يزورها يتغنى بجمالها، ولكن الأحوال ساءت في دمشق في الفترة الأخيرة نتيجة لسوء الأوضاع السياسية والأمنية هناك حتى حل الخراب محل العمارة وتحطمت دمشق وتحطم معها الشعب السوري، ولكن دمشق ستظل في التاريخ المدينة المزدهرة التي يتغنى بها الشعراء والأدباء من جميع أنحاء الوطن العربي، وبذلك تظل هذه الكلمات شاهدا على جمال دمشق، ولذلك نقدم أفضل القصائد التي قيلت عن دمشق .
قصيدة عاشق دمشقي للشاعر السوري نزار قباني
أنا أطلُّ على ترابِكَ الطاهرِ الهَدْباءِ، يا دمشق، فلماذا نبدأ العتب؟
يا حبيبتي، فاستلقي كأغنيةٍ على ذراعي، ولا تطلبي مني السبب
أنتِ جميعًا نساء، ولم يكن هناك امرأة أحببتها بعدكِ إلا خانتني بالكذب
يا شام، جراحي لا تنتهي، فامسحي الحزن والتعب عن جبيني
الرجوع بي إلى أسوار مدرستي وتسليم الحبر والطبشور والكتب
قصيدة طريق دمشق للشاعر محمود درويش
من الأزرق ابتدأ البحر
هذا النهار يعود من الأبيض السابق
الآن جئت من الأحمر اللاحق..
اغتسلي يا دمشق بلوني
ليولد في الزمن العربي نهار
أحاصركم: قاتلا أو قتيل
و أسألكم .شاهدا أو شهيد
متى سيتم إطلاق النهر لأعود إلى الماء الأزرق؟
دمشق. ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك
كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر
نادى و حركني
ثم نادى ..و فجرني
ثم نادى.. و قطرّني كالرخام المذاب
قصيدة سلام من صبا بردي للشاعر أحمد شوقي
تحية سلام من صبا في بردى مع دموع لا تتوقف، يا دمشق
عذرا لعدم وصف يدق باليراعة والقوافي ، فجلال الرزء
وتذكر عناقيد أفكارها تجذب قلبي وتثيره
لديّ جروحٌ في القلب بسبب الجراح التي سببتها لي الليالي
تجري الأنهار تحت جنانك وتملأ أوراق وورق رباك
قصيدة لوس أنجلوس للشاعر ايليا أبو ماضي
أنا لست في عالم الخيال ولا الروح، وكأنني فيه لروعة ما أرى
هل هذه حقائق أم رؤى وأنا؟ هل أنا صاح أم شربت مخدرا؟
لا تتعجب من دهشتي وتحيّري، واستغرب إذا لم أكن متحيّرًا
زمنٌ خلع شبابها في أرضها، فهي الآن خضراءٌ في المنحدرات وبين الأجيال
أخذت من المدن العواصم مجدها وجلالها، ومن القرى حلوياتها
قصيدة لشاعر النيل حافظ إبراهيم
تنتسب لمصر أو لربوع الشام، هنا تكمن العلوم وهناك يكمن المجد والحسب
منطقتان شرقيتان لا تزالان تمثل قلب الهلال، ويتأرجح عليها الخافق
الخِدْرُ الذي لم تهتكْ ستورُهُ ولا تحوَّلَ عن مغناهُ الأدبُ
أمُّ اللُّغاتِ غَداة َ الفَخْرِ أَمُّهُما وإنْ سَأَلْتَ عن الآباءِ فالعَرَبُ
في الشَّرقِ والغَربِ أنفاسٌ مُسَعَّرَة ٌ تَهْفُو إليكَ وأكبادٌ بها لَهَبُ
كم غادةٍ في براري الشام باكيةٍ على رفيقٍ لها يلقي الطلب عليها
قصيدة للشاعر السوري على أحمد سعيد الملقب بأدونيس
أومأتِ
جئتُ إليكِ حنجرةً يتيمه
أقتات، أنسج صوتها الشفقي من لغة رجيمها
تتبطّنُ الدنيا وتخلع باب حكمتها القديمَهْ
وأتيتُ، لي نجمٌ ولي نارُ كليمه:
يا نجمُ ، رُدّ لي المجوسَ
فالكونُ من ورقٍ وريحِ
ودمشقُ سرّة ياسمينْ
حُبلى،
تمدّ أريجَها
سقفاً
وتنتظرُ الجنينْ.
قصيدة شموع دمشق للشاعر راشد حسين
كما ينتهي كلٌّ حبٍ كبيرٍ بدمعهْ
تنتهي …
تنتهي كل شمعهْ
ولكنني في دمشقَ
أكتبُ شعراً وحباً وحرباً
على ضوء شمعهْ
وأعرفُ ..
بعض شموعِ الحروبِ تموتُ بسرعهْ
لكنني في دمشقَ
وشمعُ دمشقَ عزيزُ الدموعِ
وكل الشموع التي في دمشقَ تحبُّ
وتعرفُ كيفَ تحبُّ
وكيفَ تعيشُ
قصيدة للشاعر إبراهيم اليازجي
هذا الغريب الذي أبكى دمشق ولقي في رحلاته المنسية المصير الذي لا مفر منه
ليظل الأسى مع آل قلاووز الكرام طوال الزمن والدموع تسقط بغزارة
رحل إلى ربه الغفور وهو يسلك الطريق الصحيح نحو العلياء
في حال زرعت التربة يا من يوثق التاريخ، اكتب دعاء إبراهيم واتبعه
قصيدة للشاعرة السورية غادة السمان
أدرك تماما أنني سافرت بالطائرات وعبرت المحيطات
أنا رقصت بين القارات، وما زلت أتجول في الزقاق الشامي الذي
وُلدت في هذا العالم وسأرحل منه، منذ طفولتي وحتى وفاتي
بغض النظر عما تغسل في مياه التايمز والدانوب والسين
ما زالت مياه البردى، مثل نهرَي المسيسيبي والراين، تبللني وحدي
تجف عني.
أدركت أنني، أينما كنت، لا زلت في بيتي في دمشق تحت ظله
أنتَ عينايَ الوحيدة يا حبيبي، يا أجمل الشباب، يا قاسيون الأبدية
قصيدة نسبت إلى البحتري
تبرز مدينة دمشق بجمالها، ولقد وفت بوعدها بإرسال المطر
قل للإمام، الذي تمتد فواضله شرقاً وغرباً، إنه لا يمكننا حصر عددها
الله ولك عن علم خلافته والله أعطاك ما لم يعطه أحدا
تتغير حالة السحب على قممها ليلاً وتكون النباتات في الصحارى خضراء في النهار
يبدو أن فصل الصيف قد انتهى بعد وصوله، أو أن الربيع قد اقتربَبْعد ما مضى
لا نسأل الله سوى أن تستمر النعم علينا وتظل لنا إلى الأبد