منوعات

أشهر أقوال الحجاج بن يوسف الثقفي

إن حكم التاريخ يكون واضحا تجاه الأشخاص المعروفة، الذين تركوا بصمة قوية بين صفحاته، فإما أشخاص خيرة دافعت عن الحق، وإما أشخاص مريضة جلبت الدماء والحروب إلى العالم، ولكن هناك بعض الشخصيات التي وقف التاريخ عاجزا تجاهها، فلا يستطيع أن يصدر فيهم حكمه، عظمت مصائبهم وسيائتهم، وكثر خيرهم وحسناتهم، فوقفوا في منتصف أرض التاريخ جعلوه حائر كيف يصفهم .

الحجاج بن يوسف الثقفي
ولد أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي في الطائف عام 661 م، وانتقل إلى الشام، وأمره عبد الملك بن مروان بقتال عبد الله بن الزبير، فجاء بجيش عظيم إلى الحجاز وقام بقتل عبد الله بن الزبير، فكافأه عبد الملك بن مروان وجعله والي على مكه والمدينة والطائف .

ثم تولى الحجاج حكم العراق أيضا، حيث كانت هناك ثورة تجري فيها، ونقل الحجاج إلى الكوفة وألقى خطبته الشهيرة، ثم قمع الثورة وحكم البلاد لمدة 20 عاما، واتهم بأنه كان سفاحا ومرتكبا للقتل، وهناك رأي يزعم أنه حقا سفك الدماء، ولكنه أدى الكثير من الأعمال الخيرة على الرغم من ذلك، حيث بنى الحجاج مدينة واسط وتوفي فيها عام 714 م .

أشهر أقوال الحجاج بن يوسف الثقفي
خلق الله آدم وذريته من الأرض وساروا عليها وأكلوا ثمارها وشربوا من أنهارها وهتكوها بالمرور، ثم دفعهم الله إلى الأرض وأكلت لحومهم كما أكلوثمارها وشربت دمائهم كما شربوا من أنهارها، وقطعتهم في جوفها وفرقت أوصالهم كما هتكوها بالمرور.

2- يا رجل، وكلكم مثل ذلك الرجل، إنه رجل يهتم بنفسه ويهتم بمحاسبتها، حيث يقودها بحبلها إلى طاعة الله ويمنعها بحبلها عن معصيته. الله ليترحم على الشخص الذي يعود على نفسه، الشخص الذي يلوم نفسه، الشخص الذي يجعل نفسه عدوه، الشخص الذي يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه شخص آخر، الشخص الذي ينظر إلى ميزان أعماله، الشخص الذي ينظر إلى حسابه، الشخص الذي يقيس أعماله، الشخص الذي يفكر فيما سيقرأه غدا في صحيفته ويراه في ميزانه، والذي يكون له غضب في قلبه ويهتم في همه. الشخص الذي يمسك زمام عمله كما يمسك زمام جملته، فإذا قاده إلى طاعة الله، سار وراءه، وإذا قاده إلى معصية الله، تجاوزه. الشخص الذي يفكر في أمره بعقله، الشخص الذي يفاجأ ويستيقظ ويكره المعاصي والنفاق، والذي يتوق بشدة إلى ما عند الله .

أنا أتحمل الشر بكل ثقله، وأتبعه بنعليّ، وأجزيه بما يستحق .

إن امرء ضاعت ساعة من عمره في شيء لم يخلق له، فله الحق في أن تطول حسرته عليها حتى يوم القيامة .

يقول: “أيها الناس، من أعياه داؤه فعندي دواؤه، ومن استطال أجله فعلي أن أعجله، ومن ثقل عليه رأسه فعلي أن أخفف عنه، ومن استطال ماضي عمره فقد قصرت عليه باقيه، إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو .

للشيطان ظلٌ وللسلطان سيفٌ .

7- لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة، وهادمي الأمم، وما أتى عليهم قادم بخير الا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب، وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل، لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ماتركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه .

لتتجنب غضبهم ولا تثير نيرانا لا يستطيعون إطفائها إلا خالقهم. فانتصر بهم فهم أفضل جنود الأرض. وتحلى بالورع تجاههم في ثلاثة جوانب: نسائهم، فلا تقترب منهم بسوء، وإلا سيأكلونك كما تأكل الأسود فرائسها، واحترم أرضهم، وإلا ستحاربك صخور جبالهم، وتحترم دينهم، وإلا سيحرقون دنياك. إنهم صخرة في جبل كبرياء الله، تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله. (جزء من رسالته لطارق بن عمرو) .

من الأمور الصعبة أن يكون الرأي في يد شخص واحد دون آراء أخرى .

خطبة الحجاج الشهيرة لأهل العراق
قال الحجاج: بالله، إني أرى رؤوسا تنمو وقد حان وقت قطافها، وأنا صاحب هذه الرؤوس، وإني أرى الدماء تتسرب بين العمائم واللحى. وبالله، أيها أهل العراق، إن أمير المؤمنين قد تناثرت أقلامه بين يديه، فعجم عصيانها فوجدتها تعود وتقوى، لذلك أنتم ضحايا لأنكم دائما تفضلون إثارة الفتنة وتتمادون في أماكن الضلالة. وبالله، لسوف أعاقبكم في البلاد وأجعلكم عبرة في كل واد، وسوف أضربكم بضربات غير مسبوقة .

وأنا بالفعل، أيها الناس في العراق، لم أقم إلا بوفاء التزاماتي، ولم أتخذ قرارا إلا بعد التفكير الجيد. فأنا وهذه الزرافات والجماعات نحن مسؤولون. ومهما قيل وتم الترويج له، أنتم أهل قرية آمنة ومطمئنة، تأتيها رزقها بسخاء من كل مكان. لقد أنكرتم نعم الله، فحان الوقت لتقبلوا عيدكم القريب من ربكم. تشددوا واستقيموا واعملوا ولا تميلوا. تابعوا وكونوا واجتمعوا واستمعوا. أنا لن أهدر وقتي وجهدي في الزيادة غير المجدية. إنما سيفي هو الحل. وكما لا يمكن أن يفصل الشتاء عن الصيف، سيذل الله أمير المؤمنين صعبكم ويجعل له النصر القاطع .

بعد ذلك، اكتشفت الصدق مع البر، ووجدت البر في الجنة، ووجدت الكذب مع الفجور، ووجدت الفجور في النار. وقد أوصاني أمير المؤمنين بالتوجه إليكم، وأمرني بأن أنفق فيكم وأوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلب بن صفرة. وأقسمت بالله أنني لا أجد رجلا يتخلف عن إعطاء حقه بعد ثلاثة أيام إلا سأعاقبه بقتله. يا غلام، اقرأ كتاب أمير المؤمنين”، ثم قرأه الغلام عليهم. وبعد ذلك، حكم الحجاج العراقي لمدة عشرين عاما دون أي انتفاضة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى