تعد العراق أكبر دولة عربية من حيث امتلاكها للأراضي الزراعية، وذلك بسبب امتلاكها الكثير من المياه من الأنهار الموجودة بها، وفي الماضي كانت الزراعة تشكل جزءا مهما من صادرات العراق، وكانت تعتمد على البذور والحبوب والتمور والخضروات والفواكه، إلا أن الجفاف الذي ضرب وسط وجنوب العراق بسبب التغيرات المناخية أدى إلى تراجع الزراعة بشكل كبير، وفي هذا المقال نستعرض تاريخ الزراعة في العراق، أكبر دولة عربية زراعية.
الزراعة في العراق
تمتلك العراق حوالي 50 إلى 60 في المائة من الأراضي التي لا تزال صالحة للزراعة، ولكن بسبب السياسات العنصرية في إقليم كردستان، لم تحصل هناك دعم كاف للاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، فإن السياسات الزراعية غير المتناسقة في عهد الرئيس السابق صدام حسين لم تشجع الإنتاج المحلي في السوق. على الرغم من توافر العديد من الموارد مثل الأراضي والمياه التي يمكن أن تدعم إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية، إلا أن العراق أصبح الآن مستوردا صافيا للأغذية. في إطار برنامج الأمم المتحدة للنفط مقابل الغذاء، قام العراق بشراء العديد من منتجات الحبوب واللحوم والدواجن والألبان. هذا التطور أدى إلى تقليل الإنتاج الزراعي المحلي وزيادة توريد المواد الغذائية بأسعار خارجية بشكل اصطناعي. وقد تسببت العمليات العسكرية في عام 2003 في تكبد القطاع الزراعي في العراق أضرارا كبيرة. فقد انخفض إنتاج الحبوب بنسبة 22 في المائة في هذا العام مقارنة بعام 2002. وبالتالي، يتوقع أن يصبح العراق في المستقبل من الدول المستوردة للمنتجات الزراعية.
عقبات تنمية الزراعة بالعراق
عمل المصرف الزراعي التعاوني في العراق عام 1984م بوضع أهداف منخفضة الفائدة من أجل إقراض المزارعين للعمل على شراء المعدات الخاصة بالزراعة، والقيام بمشاريع الدواجن والبستنة والتشجيع عليها، ولكن تعترض الزراعة في العراق الكثير من العقبات مثل نقص الأيدي العاملة، والإدارة الغير كافية، وعدم وجود الصيانة، وهجرة الفلاحين إلى المدن، والاضطرابات الناتجة عن الإصلاح الزراعي السابق، فقد عمل استيراد العمال الأجانب على زيادة أعداد النقص في الأيدي العاملة في المجال الزراعي والصناعي، والتي تزايدت بشكل كبير بسبب الحرب، والآن يتم الكثير من المحاولات لتطوير الزراعة ورجوعها كما كانت بالسابق، إلا أن تركيز المعادن والأملاح في التربة بسبب استنزاف الأرض جعلها غير صالحة للزراعة.
يعمل عدد من المزارعين الصغار بتشكيل جمعيات مختصة بتنمية الزراعة، مثل جمعية المدائن الخضراء، التي تعمل كجمعية تعاونية لتوفير نظام الري بالتنقيط والبيوت البلاستيكية، بالإضافة إلى توفير فرص الحصول على الائتمان لأعضائها.
أكبر الدول الزراعية في العالم
الصين
تعتبر الصين أكبر دولة في العالم من حيث إنتاجها الزراعي وتصديرها. ورغم وجود الكثير من الأراضي الجبلية والقاحلة في الصين التي تجعلها غير صالحة للزراعة، إلا أن إنتاجها الزراعي ضخم ومستدام بفضل التربة الخصبة في المناطق الشرقية والجنوبية. وبالتالي، تمتلك الصين أكبر قوة عاملة في مجال الغذاء على مستوى العالم، حيث يبلغ عدد العمال فيها نحو 315 مليون عامل. وتشمل المحاصيل التي تنتجها الصين الأرز والبطاطس والقمح والخس والبصل والملفوف والفاصوليا الخضراء والباذنجان والبروكلي والسبانخ والخيار والجزر والطماطم والإجاص والتفاح والعنب والخوخ والبطيخ والبرقوق.
الولايات المتحدة
كاليفورنيا وأيوا وتكساس وإلينوي ونبراسكا هي أكبر الولايات زراعيا في الولايات المتحدة، حيث تزرع الذرة وفول الصويا والقمح والبطاطا وقصب السكر وشمندر السكر. ويرجع ذلك إلى توفر الموارد الطبيعية وتحسين ظروف الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أنها تعمل على أن تكون من الدول الرائدة في إنتاج وتصدير المنتجات الزراعية. وتم توظيف حوالي 827 ألف شخص في هذا المجال في عام 2014، وكان إجمالي عدد المزارع في تلك الولايات يقدر بنحو 2008 مليون مزرعة في عام 2014، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة حوالي 307 مليون كيلومتر مربع، وبلغت صادراتها حوالي 133 مليار دولار في عام 2015.
البرازيل
تعد البرازيل واحدة من أقدم الدول التي اهتمت بالزراعة وخاصة زراعة قصب السكر، حيث تشكل المساحة الزراعية في البرازيل 31% من مساحة الدولة، ويتم إنتاج العديد من المنتجات مثل القهوة وقصب السكر الذي بلغ إنتاجه في عام 2017 ما يقارب 756 مليون طن، وفول الصويا الذي وصل إنتاجه إلى 115 مليون طن في عام 2017، كما تنتج البرازيل العديد من الفواكه مثل البرتقال والأناناس والبابايا وجوز الهند، وذلك بفضل مناخها الدافئ والمناسب لزراعة الفواكه.