هل يجوز أكل الحيوان المقتول بالصعق الكهربائي
صعق الحيوانات بالكهرباء قبل الذبح
يتم تربية مليارات الحيوانات سنويا للأكل في جميع أنحاء العالم، ولتعتبر هذه الحيوانات إنسانية، يجب ذبحها بطريقة لا تسبب أي ألم أو معاناة غير ضرورية، وقد تم تطوير الصعق الكهربائي أو التخثر الكهربائي في فرنسا وألمانيا في أواخر العشرينات للاستخدام في الماشية والأغنام والخنازير والعجول والخيول، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تم تطوير أنظمة صعق كهربائي عالية الإنتاجية في أوائل الثلاثينيات.
يتجه بعض البلدان إلى تطبيق صدمات كهربائية للحيوانات، وهي عملية قتل تتم عن طريق منع وصول الأكسجين للقلب ومنع تدفق الدم في الجسم بأكمله، وتشار إليها عادة بمصطلح السكتة القلبية، وبالتالي يموت الحيوان بسرعة بسبب تمرير التيار الكهربائي عبر قلبه، وهذا يعني أن ألياف عضلات القلب تتقلص بشكل سريع وغير منتظم بدلا من أن تتقلص بشكل منتظم ومنسق، مما يؤدي إلى توقف الدورة الدموية، وإذا استمرت هذه الحالة، يحدث ما يعرف بالرجفان البطيني.
هل الحيوان المقتول بالصعق الكهربائي يجوز اكله
إذا كنت مسلما وسافرت إلى بلد غير المسلمين وقررت البقاء هناك لعدة سنوات للعمل أو الدراسة، فهل يمنع أكل اللحم كليا طوال هذه المدة؟ أو في هذه الحالة يعتبر الأكل لضرورة ويكفي أن تذكر اسم الله على اللحم وقت الأكل؟ وهل يجوز أكل الحيوان المقتول بالصعق الكهربائي
بالطبع، يحظر أكل الحيوان المذبوح بالصعق الكهربائي في الإسلام، لأن هذه الطريقة محرمة، سواء قام بها شخص من أهل الكتاب (يهودي أو نصراني) أو مسلم، ولا يمكن استثناء هذا الحظر بدون ذكر اسم الله عند ذبح الحيوان، حيث أن قول بسم الله شرط ضروري لجعل اللحوم حلالة، ولا يمكن تبرير النسيان أو الجهل في هذا الأمر، وذلك وفقا للراجح من أقوال العلماء.
حكم صعق الحيوان قبل ذبحه
يجوز ذبح أحد أهل الكتاب (يهودي أو نصراني) ولكن بشرط توفر عدة شروط
- إذا ذبح الحيوان كما يفعل المسلم وقطع الحلق والمريء وسمح بتدفق الدم، فإن لحمه يجوز للأكل. ولكن إذا قتل الحيوان بالخنق أو صدمة بالكهرباء أو غرق في الماء، فلا يجوز لحمه، وبالمثل إذا فعل المسلم ذلك فإن اللحم الذي يحصل عليه لا يجوز تناوله.
- لا يتعين ذكر أي اسم آخر فوقها سوى اسم الله، كما ورد في الآية 121 من سورة الأنعام، حيث قال الله تعالى: `ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ۗ وإن الشياطين ليوحون إلىٰ أوليائهم ليجادلوكم ۖ وإن أطعتموهم إنكم لمشركون`. وكما جاء في سورة البقرة الآية 173 في قوانين المحرمات، حيث قال تعالى: `إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله ۖ فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ۚ إن الله غفور رحيم`.
- إذا ذبح مسلم أو كتابي (يهودي أو نصراني) دابة من أجل اللحم ولم يكن كذلك معروفاً هل ذكر اسم الله عليه أم لا؟ فيجوز الأكل منه ولآكله أن يقول بسم الله والسبب في ذلك رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أن قوماً قالوا يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ قَوْماً يَأْتُونَنا باللَّحْمِ لا نَدْرِي أذَكَرُوا اسْمَ اللَّهِ عليه أمْ لا، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَمُّوا اللَّهَ عليه وكُلُوهُ.
إذا سافر شخص إلى بلد غير إسلامي ووجد فيه مسلمون يذبحون الحيوانات والنصارى أو اليهود يذبحون الحيوانات، فمن المباح له أن يأكل لحومهم، ما لم يتم صدم الحيوانات بالصعق الكهربائي، أو يذكر اسم غير الله عز وجل عليها. وإذا كان القاتل عبدا للأوثان أو شيوعيا، فلا يجوز أكل لحم المذبوح منه. وإذا كان اللحم محرما، فلا يجوز أكله للضرورة، طالما أن الإنسان يستطيع العيش بغيره من الأطعمة مثل الأسماك والخضروات وغيرها. والسمك حلال في كل الأحوال لأنه لا يتوقف تناوله على طريقة الذبح أو ذكر اسم الله عليه.
فإذا كانت أنواع اللحوم الأخرى منتجة من قبل شركات أو أفراد من أهل الكتاب، سواء اليهود أو النصارى، ولا يعلم عنهم أنهم يقتلون الحيوانات بواسطة الصدمة الكهربائية أو الخنق أو الضرب على الرأس، كما هو معروف في الغرب، فإن تلك اللحوم تعتبر حلالا.
وهناك دلائل قرآنية تؤكد ذلك، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة الآية 172 (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)، وفي سورة النحل الآية 114 (فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون، إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به، فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم).
حكم التسمية عند الذبح
اختلف الفقهاء في البسملة في الذبح على ثلاثة أقوال:
- القول الأول: أنه مستحب فقط وهو مذهب الشافعي.
- القول الثاني: أن يكون شرطا لاعتبار اللحم حلالا، ولكن من نسيها نسيها جائزا، وهذا هو قول الحنفية والمالكية والحنابلة.
- القول الثالث: يجب أن يكون هذا الأمر غير قابل للتنازل بأي حال من الأحوال، سواء كان بسبب خطأ أو عمدا أو نتيجة للجهل. هذا هو رأي الظاهريين وأيضا رأي مالك وأحمد وبعض السلف. وقد اختار شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الرأي، وقال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – أن هذا هو الصحيح. وقد استدلوا أيضا بعموم الآية التي قال الله فيها في سورة الأتعام الآية 121 (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ۗ وإن الشياطين ليوحون إلىٰ أوليائهم ليجادلوكم ۖ وإن أطعتموهم إنكم لمشركون).
إذا سال الدم وذكر اسم الله، فكلوه، ولكي يكون اللحم حلالا، يجب ذكر اسم الله. ومن المعلوم أنه إذا لم يتحقق الشرط، يكون الأمر باطلا. فإذا لم يذكر اسم الله، فلا يكون اللحم حلالا كما في الحالات الأخرى. ولهذا، إذا صلى شخص ونسي أن يتوضأ، يجب عليه إعادة الصلاة. وكذلك، إذا صلى وهو غير مدرك أن وضوءه قد نقض، ظنا بأن خروج الريح لا ينقض الوضوء أو أن أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء، فيجب عليه إعادة الوضوء؛ لأن الأمر ليس كذلك صحيحا دون استيفاء الشروط
ولذلك، لا يجوز ذبح الأضحية أو أي حيوان آخر إلا إذا كان صاحبه يحافظ على الصلاة. كما يجب أن يذكر اسم الله عند الذبح ويقول “بسم الله”. ويستحب أيضا التكبير عند الذبح، فيقول “بسم الله والله أكبر”. وروى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذبح كبشين أملحين أقرنين بيده وسماهما وكبر، ووضع رجله على صفاحهما.
لماذا حلل الله ذبح الحيوانات
يتساءل الكثيرون من النباتيين المسلمين وغير المسلمين لماذا سمح الله للبشر بقتل الحيوانات؟ ولماذا خلق الله شيئا يشعر بالألم ويسمح لنا بإيذائه؟ فأي أيديولوجية تسمح بالقتل لا يمكن أن تكون من عند الله، ويصارع الكثيرون هذا الأمر ويتساءلون لماذا يسمح الرحمن لنا بفعل شيء غير رحيم وحسب تصوراتنا
ما يبدو أنه يحدث بين العديد من الأشخاص ذوي النوايا الحسنة هو أنهم ينظرون إلى هذه المسألة من خلال عدسة قدراتهم البشرية المحدودة مما يؤدي إلى اختزال الله في حدود الفكر البشري ومع ذلك ليس من غير المعقول وللرد على تلك الأسئلة قال الله تعالى في سورة البقرة (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
أن الله تعالى له حكمة في ذلك فكل مخلوق مرتبط بالآخر في توازن إلهي هذا موجود في كل نظام بيئي على هذا الكوكب ستجد أنه عندما يأكل حيوان آخر هناك تأثير إيجابي متتالي على بقية النظام البيئي لذا فإن مفهوم أخذ الحياة بين الحيوانات كان يحدث لمئات الملايين من السنين حتى يومنا هذا لذلك سمح الله لأشكال الحياة الأخرى أن تستهلك بعضها البعض كجزء من نظام بيئي مترابط.