أبو القاسم الشابي .. هو أعظم شعراء تونس التي أنجبتهم، وشاعر الخضراء، وما زالت أبيات شعره متداولة حتى الآن لما تحمله من معاني عميقة وحكم مؤثرة.

أبو القاسم الشابي

أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي الملقب بـ شاعر الخضراء، هو شاعر تونسي ولد في قرية الشابية التونسية، ودرس وتخرج من مدرسة الحقوق، ورغم صغر سنه وقصر حياته، إلا أنه استطاع بموهبته الفريدة أن يحفر اسمه ضمن فحول وعمالقة الشعر العربي.

من المؤسف أن نعلم أن أبو القاسم الشابي تعرض للمرض وعانى كثيرا، حيث كان يعاني من مشكلة في القلب منذ صغره وتفاقمت هذه المشكلة ومنعته من الاستمتاع بحياته كغيره من أقرانه. وبدا ألمه النفسي بوضوح عندما مر بإحدى الضواحي

“هَا هُنَا صَبِيَّة يَلْعَبُونَ بَيْنَ الحُقُول وَهُنَاك طَائِفَةٌ مِنْ الشَّبَابِ الزيتوني والمدرسي يرتاضون فِي الْهَوَاءِ الطَّلْق وَالسَّهْل الْجَمِيل وَمَنْ لِي بِأَنْ أَكُونَ مِثْلُهُم؟ وَلَكِن أنّى لِي ذَلِكَ وَالطَّبِيب يَحْذَر عَلَيَّ ذَلِكَ لِأَنَّ بِقَلْبِي ضعفاً ! آه يَا قلبي ! أَنْت مَبْعَث آلامِّيّ وَمُسْتَوْدَعٌ أحْزَانِي وَأَنْت ظُلْمَة الْأَسَى الَّتِي تَطْغَى عَلَى حَيَاتِي الْمَعْنَوِيَّة والخارجية“

قصائد أبو القاسم الشابي

بفضل براعة ومهارة الشاعر أبو القاسم الشابي، كتب العديد من القصائد الفذة، ويمكن تلخيصها في الجدول التالي:

يمكنك تحميل أي قصيدة كاملة من هذه القصائد عن طريق الضغط على هذا الرابط هنا

أشهر قصائد أبو القاسم الشابي

ربما كانت قصيدة إرادة الحياة لأبو القاسم الشابي، والتي حظيت بشهرة واسعة في تاريخ الشعر، أبرز قصائده، حيث أعيد تصويغ بعض أبياتها لتكون النشيد الوطني التونسي، ويتضمن بعض أبياتها ما يلي

عندما يريد الشعب الحياة يومًا، يجب على القدر أن يستجيب
سيأتي يومٌ وينجلي الليل، وسيأتي يومٌ وينكسر القيد
ومن لم يشعر بالشوق للحياة، فإنه سيتبخر في جوها ويندثر
فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ .. من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ

أيضًا، أخبرتني الكائنات وحدثتني روحها المستترة
وقد هبت الرياح بين النوافذ والجبال وتحت الأشجار
إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ .. رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ .. ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ

من لا يحب صعود الجبال، فعليه أن يعيش بين الحفر إلى الأبد
اضطرب قلبي بدماء الشباب وهزت رياح أخرى صدري
أطرقتُ واستمعتُ لصوتِ قصفِ الرعود وعزفِ الرياحِ ووقعِ المطر
قالت لي الأرض عندما سألتها: أيتها الأم، هل تكرهين البشر؟

وقال في قصيدته الشهيرة أيضًا سئمت الليالي وأوجاعها: 

سَئِمْتُ اللَّيالي وأَوجَاعَها .. وما شعْشَعَتْ من رحيقٍ بِصَابْ
فَحَطَّمتُ كَأْسي وأَلقَيتُها .. بوَادي الأَسَى وجَحيمِ العَذابْ
فأنتِ وقد غمرتها الدموع، واستقرّت وأفاضت منها الحبيبات

ألقى الأسى ثوبه على المرأة وأدفنها الصمت والاكتئاب
أين الأماني وألحانها، وأين الكؤوس والشراب؟
أكف الظلام سحقتها وشفاه السراب رشفتها

فالعيش في حومة بأسها شديد، وصداحها لا يجيب
كَئيبٌ وَحِيدٌ بآلامِهِ .. وأَحْلامِهِ شَدْوُهُ الانْتِحابْ
أزهارها ذبلت في الربيع، لذا انامت وقد مصَّهُنَّ التراب

حين يُلفظ النحور على ذلة، ويموتون وأحلامهن تصبح عذابًا
فحال الجمال وغاض العبير، وأذوى الردى سحرهن العجاب

اقتباسات أبو القاسم الشابي

بالطبع، تنعكس جمال وروعة قصائد أبو القاسم الشابي على المستمعين، وقد اعتمد العديد منهم بعض الاقتباسات الملهمة، ومن بينها

• كنتُ أنا الذي سكنت المدينة بكرهٍ ومشيت إلىالقادم بقلب ينزف
• النور في قلبي وبين جوانحي، فلماذا أخشى المشي في الظلمة؟
• اتقبل الحياة كما هي، وابتسم في وجهها سواء كانت مليئة بالأشواك أو بالفراغ
• مَن لا يحبُّ تسلق الجبال، فليعيش أبد الدهر بين الأودية الضيقة
• يا قلبي، لا تقنع بشوك اليأس من بين الزهور، فوراء آلام الحياة عُذُوبة الأمل الجسور
• يا قلبي، صلِّ إلى الله، فإن الموت لا يأتي إلا بالصلاة
• ينتظر الحساسين في دنياهم الويل والآس والعذاب