مرض الجثة الحية .. متلازمة كوتار
مرض كوتار المتلازم، المعروف أيضا باسم متلازمة الجثة الحية أو متلازمة الجثة المتحركة، يبدأ بالاكتئاب وينتهي بالعيش كميت. قد لا تكون قد سمعت عن هذا المرض من قبل لأنه نادر الحدوث. هل يمكن أن تتخيل شخصا يخبرك بأنه ميت ولا يوجد له وجود؟ أو أنه فقد جزءا من جسده بشكل دائم؟ والآن، دعنا نتعرف سويا على أعراض وأسباب متلازمة كوتار.
ما هي متلازمة كوتار
متلازمة كوتار أو متلازمة الجسم المتحركة هي حالة نفسية نادرة، حيث تم تشخيصها لدى 200 مريض فقط في العالم. يترافق دائما مع هذه المتلازمة حالة من الإنكار الذاتي والتوهم الشديد، حيث ينكر المريض وجود عضو من أعضاء جسده أو يعتقد أنه فقده ولم يعد موجودا. قد تصل الأوهام إلى الاعتقاد بأنه ميت أو مفقود بشكل دائم وأنه غير موجود.
رغم وصفها بأنها حالة نفسية، فقد ارتبطت بالإضافة إلى ذلك بحالات عضوية مختلفة واستخدمت أشكال أخرى من علم النفس المرضي، وتم اكتشاف أنها تصيب المصابين بالاكتئاب أو الفصام أو الأمراض العقلية الأخرى.
تاريخ متلازمة كوتار
تم تشخيص متلازمة كوتار لأول مرة عام 1880 من قبل الطبيب النفسي الفرنسي جول كوتار، ولذلك يطلق على المتلازمة اسمه، حيث وصفها بأنها اضطراب نفسي يتفاوت في درجته، حيث يمكن أن يتطور من الأعراض الخفيفة إلى الأوهام الشديدة والاكتئاب المزمن.
تم تشخيص حالة سيدة تعاني من متلازمة الجثة المتحركة، ولم تعترف بوجود أجزاء من جسدها وحاجتها لتناول الطعام، وكانت تعتقد أنها محكومة باللعنة الأبدية ولا يمكن لها الموت بطريقة طبيعية. ونتيجة لتلك الأوهام الشديدة والمعاناة، توفيت هذه السيدة جوعًا.
أعراض متلازمة كوتار
العدمية هي أحد الأعراض الرئيسية لوهم كوتار، حيث يشعر المريض بعدم وجود قيمة أو معنى لحياته، وتشمل متلازمة الجثة المتحركة بعض الأعراض الأخرى مثل
- الشعور بالموت وعدم الوجود، وبعض الحالات الأخرى تشعر بأنها لم تكن موجودة من قبل.
- الاعتقاد بفقدان عضو أو جزء من أجزاء الجسم .
- الإنعزال والإنطواء والإكتئاب الشديد.
- التوهم بأصوات تخبر المريض بأنه ميت وليس له أي وجود.
- التجوع الذاتي “رفض الطعام”.
- تعمد إيذاء النفس.
في عام 2008، تم الإبلاغ عن حالة لسيدة تبلغ من العمر 53 عاما، قررت أسرتها أنها بحاجة لدخول المشفى بسبب اعتقادها أن أفراد أسرتها قد توفوا وأن رائحتهم تشبه رائحة السمك المتعفن. وطلبت أيضا دخولهم المشرحة لأنهم يعتبرون موتى.
أسباب متلازمة كوتار
لم تتمكن الدراسات من تحديد أسباب واضحة وملموسة لمتلازمة كوتار، ومع ذلك، يعتقد في الغالب أن هذه المتلازمة ترتبط بمشكلة تؤثر بشكل كبير على الدماغ، وبالتالي يرتبط ظهور متلازمة كوتار بعدة أمراض، من بينها:
- الخرف
- اعتلال الدماغ
- الصرع
- مرض الشلل الرعاش
- السكتة الدماغية
- نزيف الدماغ
- اضطراب الشخصية المتعدد
- الإنفصام
- الصداع النصفي
- التصلب المتعدد
- الاضطراب ثنائي القطب
يعتقد بعض الأطباء والباحثين أن متلازمة كوتار يمكن أن تنتج عن نوعين من تلف الدماغ، النوع الأول يؤثر على طريقة اعتقاد الناس بأنفسهم، في حين يجعل النوع الثاني الناس يواصلون الإيمان بتلك الاعتقادات الخاطئة، ولكن هذه الدراسات ليست مؤكدة.
مراحل تطور متلازمة كوتار
مثل غيرها من الأمراض، تبدأ متلازمة كوتار بأعراض خفيفة وتصل فيما بعد إلى مراحل متأخرة، ولذا تقسم مراحل تطورها إلى ثلاثة مراحل
- المرحلة الأولى من الإصابة بالاكتئاب والوسواس تظهر.
- تمثل المرحلة الثانية تطور المرض حيث ينعكس على ظهور الأوهام وإنكار وجود الذات.
- في المرحلة الثالثة، المعروفة باسم المرحلة المزمنة، يعاني المريض من الاكتئاب المزمن والهلوسة الشديدة.
تشخيص متلازمة وهم كوتار
نظرا لأن متلازمة كوتار ليست مرضا عاديا يصيب الجسم، فإنها لا تحتوي على معايير تشخيصية موحدة. ولذلك، يعتمد الطبيب على مراجعة الأعراض التي يشعر بها المريض والاستماع الجيد له ومراقبة تصرفاته، بالإضافة إلى معرفة تاريخ المريض مع حالات الاكتئاب والاضطرابات العقلية.
مضاعفات متلازمة كوتار
إصابة شخص بمتلازمة كوتار قد تؤدي إلى العديد من المضاعفات، مثل التوقف عن النظافة الشخصية مثل الاستحمام، مما يؤدي إلى ابتعاد الآخرين وزيادة الشعور بالإكتئاب والعزلة، كما يمكن أن تتسبب المضاعفات في مشاكل في الجلد والأسنان، ويمكن للبعض التوقف عن الأكل والشرب لأنهم يعتقدون أن أجسامهم لا تحتاج إلى الطعام والشراب، وهذا قد يؤدي إلى الوفاة جوعا.
مهم أن نذكر أن هناك محاولات للانتحار تحدث بشكل شائع بين الأشخاص الذين يعانون من وهم كوتار، حيث يعتقد بعضهم أنها طريقة لإثبات وفاتهم بالفعل، ويشعر البعض الآخر بأنهم محاصرون في جسد وحياة غير واقعية.
علاج متلازمة كوتار
غالبا ما يترافق الكوتار مع حالات صحية أخرى، لذلك يختلف العلاج من مريض إلى آخر، ومع ذلك، يتم الاتفاق على علاج الصدمات الكهربائية والذي يعد العلاج الأكثر شيوعا، حيث يتم تطبيق التيارات الكهربائية عبر الدماغ.
على الرغم من فعالية العلاج بالصدمات الكهربائية، إلا أنه يحمل بعض المخاطر والآثار الجانبية المحتملة، مثل فقدان الذاكرة والإرتباك والغثيان وآلام العضلات، ولذلك يلجأ الأطباء في البداية إلى العلاج بطرق أخرى واستخدام الأدوية
- مضادات الإكتئاب
- مضادات الذهان
- مثبتات المزاج
- العلاج النفسي
- العلاج السلوكي
من يُصاب بوهم كوتار
تشير العديد من الدراسات إلى أن متوسط عمر الأشخاص المصابين بوهم كوتار يبلغ حوالي 50 عاما، ويمكن أيضا أن يصيب الأطفال والمراهقين، خاصة الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، وتشير الدراسات أيضا إلى أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة به.
العيش مع وهم كوتار
وهم كوتار هو متلازمة تؤثر على العقل وتعتبر خطيرة جدا، خاصة في المراحل المتقدمة. من الصعب العيش والتكيف مع هذا المرض، لذا إذا كنت تشعر ببعض الأعراض، يجب أن تبحث عن طبيب متخصص لتشخيص الأعراض التي تعاني منها ووصف العلاج المناسب لك، أو النظر في العلاج بالصدمات إذا استدعت الحالة ذلك.