معركة ” الحاضر ” أشهر الفتوحات الإسلامية
معركة الحاضر هي واحدة من أشهر المعارك في التاريخ الإسلامي، حيث دارت بين جيش المسلمين والجيش البيزنطي في عام 637 م. قادها خالد بن الوليد، ووقعت في بلدة تعرف الآن باسم قنسرين والتي تقع في سوريا .
تفاصيل معركة الحاضر بقنسرين
بداية المعركة
دارت المعركة بعد أن تمكن المسلمين من فتح مدينة القدس ، حيث عاد خليفة المسلمين وقتها ، الصحابي عمر بن الخطاب ، إلى المدينة المنورة ، قام الخليفة عمر بن الخطاب بإرسال شرحبيل بن حسنة و عمرو بن العاص ، ليتم فتح الأردن و فلسطين ، هذا إلى جانب إرساله لعبيدة بن الجراح ، للقدس حتى يتم فتح شمال سوريا ، و كان الجيش الذي تم إرسال عبيدة فيه يتألف من 17 ألف مقاتل ، فيما كان قائد الجيش هو خالد بن الوليد .
تحركات المسلمين
بدأ زحف المسلمين لمدينة قنسرين ، فتحرك أبو عبيدة بن الجراح إلى دمشق ، و منها اتجه إلى حمص ، و التي لاقى فيها استقبالا رائعا ، على أن يتحرك خالد بن الوليد لها و كان يترأس سرية الفرسان التي لقبت بسريعة الحركة ، و كان هنا يهدف إلى أن يكون طليعة الجيش المتجه إلى هناك ، و قد استطاعت الوصول لمنطقة الحاضر ، و التي تبعد عن منطقة قنسرين بحوالي ثلاث أميال فقط ، و هنا شن البيزنطيين أول هجمة على فريق المسلمين .
سبب هجوم البيزنطيين على المسلمين في الحقبة الحالية
في ذلك الوقت، كان القائد ميناس هو قائد البيزنطيين في قنسرين، وكان يتميز بشدة وحب رجاله له. عندما شن أول ضرباته على جيش المسلمين في المنطقة الحاضرة، كان يدرك تماما أن بقائه داخل قنسرين، التي يتجه إليها جيش المسلمين، سيشكل خطرا حقيقيا؛ حيث سيحاصرون المدينة وقد لا يستطيع هرقل إمدادهم. ونتيجة لهذا الحصار ستكون استسلام البيزنطيين وسقوط المدينة بيد المسلمين. لذا كان من واجبه أن يبدأ الهجوم، ليكون في مقدمة جيش المسلمين ويقضي عليه، قبل أن يتحد صفوف المسلمين، مما يجعل الأمر صعبا .
في ساحة القتال
بدأت المعركة باصطفاف الجيشين أمام بعض ، على أن يكون جيش المسلمين في وضع الاستعداد ، و جيش بالبيزنطيين كامل التأليف ، و كان في مقدمة جيش المسلمين قائدهم خالد بن الوليد ، و في مقدمة جيش البيزنطيين قائدهم ميناس ، ثم بدأت المعركة ، و هنا تم قتل ميناس ، و الذي كان وقعه على الجنود صعب للغاية ، حيث أنهم حين بلغهم النبأ صارو أكثر شراسة ، من أجل الانتقام لقائدهم المحبب .
ظهر دهاء خالد بن الوليد عندما واجه شراسة الجيش البيزنطي في المعركة، حيث اتفق مع أحد جنوده على عمل ثغرة في خلفية جيش البيزنطي. ومن خلال هذه الثغرة، تمكن المسلمون من زعزعة الجيش البيزنطي واختراقه، مما أدى إلى فوزهم في المعركة .
نتائج معركة الحاضر
بعد انتهاء المعركة، خرج جميع الأهالي الحاضرين تحيةً لخالد بن الوليد وإبلاغهم بأنهم لا ينوون المشاركة في أي قتال، بل هم عربٌ مرحبون بقدومهم .
ثم توجه خالد بن الوليد إلى قنسرين وأرسل إليهم رسالة، وكانت نتيجة هذه الرسالة استسلام قنسرين دون قتال، وتمكن المسلمون من نشر الإسلام في قنسرين، ومن ثم استمر المسير إلى حلب ومنها إلى أنطاكية .