سيف الله المسلول خالد بن الوليد
في موعدنا اليوم، سنتعرف على شخصية تاريخية عظيمة في الإسلام… إنه خالد بن الوليد، المعروف بسيف الله المسلول كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم. إنه أفضل فرسان قريش… اعتنق خالد بن الوليد الإسلام في السنة الثامنة من الهجرة… وعلى الرغم من تأخره في الإسلام، إلا أنه اعتنق الدين بصورة جيدة… ولد خالد بن الوليد في عام 592 ميلادية وتوفي في عام 21 هجرية، وهو يوافق 642 ميلادية .
نبذة تاريخية عن الصحابي الجليل خالد بن الوليد
اسمه و نسبه : اسمه هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة… ونسبه يلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد السادس… والده الوليد بن المغيرة كان أغنى أغنياء قريش، حيث كان الكعبة مكسوة بالكامل من قبل قريش لمدة عام، وكان الوليد وحده يكسوها لمدة عام، وهو من فصيلة بني مخزوم وهي من أعراق قريش ذات مكانة عظيمة، حيث كانت ذات ثروة وشأن وجاه… أمه هي لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية من بني هلال، وتلتقي أيضا مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد السابع .
مولده و نشأته : ولد خالد بن الوليد في العام 592 ميلاديا في مكة، وكما كان يفعل أغنياء وأشراف العرب في تلك الفترة، تم إرساله إلى الصحراء ليعيش مع مرضعة ويتعلم الفروسية، وعاد إلى أهله عندما كان يبلغ من العمر خمسة أو ستة أعوام. وبعد ذلك، تعلم الفروسية وأصبح بارعا فيها، وكان أفضل فرسان عصره، وتميز بالشجاعة والقوة والحركة السريعة، وكان ماهرا في مهارات القتال والكر والفر .
خالد بن الوليد قبل اسلامه :
بالأسف، شارك خالد بن الوليد في العديد من الحروب والغزوات ضد المسلمين قبل إسلامه… لم يشارك في غزوة بدر ولم تعرف الأسباب، ولكن أخوه الوليد بن الوليد شارك وكان غير مسلما، وقد أسر وذهب خالد بن الوليد وشقيقه هشام وفدوه. وبعد ذلك بفترة قليلة، أسلم الوليد أخو خالد ولكن خالد نفسه لم يسلم بعد… وشارك خالد بن الوليد في غزوة أحد ضد المسلمين وكان سببا في هزيمة المسلمين في ذلك الوقت، حيث استغل خطأ المسلمين عندما تركوا جبل الرماة لجمع الغنائم وتعجلوا الفوز. فتف خالد حول الجبل وهاجم هو وجيش الكفار مؤخرة جيش المسلمين وحول هزيمة قريش إلى فوز… وشارك أيضا خالد مع الكفار ضد المسلمين في غزوة الخندق… وشارك أيضا مع المشركين في غزوة الحديبية .
اسلام خالد بن الوليد :
بعد إصلاح الخلاف بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين الوليد، بعث الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة إلى الوليد السائل عن خالد وسبب عدم اعتناقه الإسلام حتى الآن، فأرسل الوليد رسالة لأخيه وعرض عليه أن يعتنق الإسلام، ووافق خالد في ذلك الوقت، وعرض خالد على بعض أصحابه أن يعتنقوا الإسلام معه وينضموا إليه في رحلته إلى يثرب ليعلنوا إسلامهم، ووافق عثمان بن طلحة العبدري على ذلك وذهب معهم، وفي طريقهم التقوا بعمرو بن العاص الذي كان ذاهبا أيضا ليعلن إسلامه… فأسلم الثلاثة معا، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظة: `إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها`… وكان ذلك في السنة الثامنة للهجرة .
خالد بن الوليد بعد اسلامه :
في نفس العام الذي اسلم فيه خالد بن الوليد التقى المسلمون مع المشركون في غزوة مؤتة وشارك فيها خالد بن الوليد ولكن هذه المرة كان مع المسلمين ضد الكغار وكان له دور عظيم فى الحفاظ على جيش المسلمين من الابادة وقاتل فيها ببراعة ولقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ان رجعوا منها بسيف الله المسلول … وبعدها شارك خالد بن الوليد مع المسلمين في فتح مكة وكان بطلا فيها … وفي خلافة ابو بكر الصديق رضى الله عنه شارك خالد بن الوليد في حروب الردة ضد المشركين وايضا شارك في معركة الروم وكان دائما من افضل الفرسان والمقاتلين… فبالرغم انه تأخر في الاسلام الا انه حسن اسلامه .
وفاته : خالد بن الوليد” كان صحابيا جليلا شارك في العديد من المعارك وقاتل بشجاعة، ورغم ذلك توفي على فراشه وليس في أي معركة. توفي في العام 21 هجريا، والذي يوافق 642 ميلاديا، ويقال إنه توفي في حمص بالعراق، ولكن بعض الأقوال تشير إلى أنه توفي في المدينة المنورة. قبل وفاته، قال خالد بن الوليد على فراش الموت: “لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء .