دراسة تبين أن التمارين الرياضية تبطل آثار السمنة على الصحة
دراسة جديدة تشير إلى أن النشاط البدني قد يكون متساويا، وربما أكثر أهمية من تأثير الوزن الزائد على الصحة. فإن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تلغي الآثار الجانبية للسمنة المفرطة .
أظهرت دراسة أن ممارسة التمارين الرياضية تقلل من آثار السمنة على الصحة
هل من الممكن أن تحافظ على لياقتك الجسدية وصحتك حتى لو كنت تعاني من زيادة في الوزن؟ هذا هو السؤال الذي طرحه باحثون في كلية الصحة بجامعة يورك، في دراسة حديثة أظهرت أن النشاط البدني قد يكون مهمًا بنفس القدر أو أكثر أهمية من الوزن عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة .
وفقا لآخر دراسة قامت بها جنيفر كوك، أستاذة مشاركة في كلية علم الحركة والعلوم الصحية في جامعة يورك، بالتعاون مع الدكتور سين وارتون، المدير الطبي لعيادة وارتون الطبية والأستاذ المساعد في جامعة يورك، فإن الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة ولكن لديهم لياقة بدنية جيدة، يكون وضعهم الصحي مماثل لأولئك الذين يزنون أقل منهم بكثير، وكان الهدف من الدراسة هو تقييم فوائد اللياقة القلبية التنفسية على صحة القلب والأوعية الدموية للأفراد الذين يعانون من السمنة الخفيفة إلى الشديدة .
تصريحات كوك
تشير النتائج إلى أن الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة، أو مؤشر كتلة جسم أكبر من 40، يمكن أن يكونوا لائقين رياضيا وصحيا .
يقول كوك : ” البدانة مرتبطة فقط بصحة أسوأ لدى الأفراد الذين لا يمارسون أي نشاط بدني، فنحن نعلم أنه بمجرد أن يتجاوز مؤشر كتلة الجسم 40، فإن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يزيد أضعافا مضاعفة، حتى ظهرت هذه الدراسة التي أثبتت أن وجود مستوى عال من اللياقة البدنية مفيد لأصحاب السمنة المفرطة، وأن هذا الاكتشاف يعزز حقا من أهمية اللياقة البدنية ” .
يقول كوك إن ممارسة التمارين البدنية لمدة 150 دقيقة في الأسبوع وفقًا لتوصيات النشاط البدني يؤدي بشكل عام إلى فقدان نصف رطل من الوزن، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي هذا الوقت المخصص للتمارين إلى تحسينات كبيرة في الصحة لأولئك الذين يعانون من البدانة المفرطة .
كما يقول كوك : يجب بالفعل على الشخص فصل وزن جسمه عن أهمية اللياقة البدنية، حيث يمكنه الحصول على جسم لائق بدنيا والاستفادة من فوائد صحية دون فقدان الوزن .
تفاصيل الدراسة
استخدمتالدراسة بيانات 853 مريضًا كنديًا حضروا عيادات تهيئة وإدارة الوزن في وارتون الطبية في جنوب أونتاريو، حيث أجري الفحص السريري للأفراد وشمل فحوصات الدم أثناء الصيام واختبارات الإجهاد القصوى من المشي .
وجد البحث أن كمية اللياقة اللازمة لتحقيق الفوائد الصحية أقل بكثير مما يتصوره معظم الأفراد، حيث يصلح 80% من الناس بما في ذلك الكفاية للحصول على منافع صحية من ممارسة الرياضة، بينما تكون صحة الـ 20% الباقية أفضل عند عدم ممارسة الرياضة بمستويات كبيرة .
نتائج الدراسة
في هذه الدراسة كان 41 % من المشاركين الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم مستويات عالية من اللياقة البدنية، في حين أن 25 في المائة و 11 في المائة من المشاركين يعانون من السمنة المعتدلة والشديدة على التوالي، ويمتلكون كذلك مستوى عالي من اللياقة البدنية، وكان الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم والسكر و الدهون الثلاثية إذا كانوا في ضمن الـ 20 في المائة من الأشخاص السابق ذكرهم، ولكنهم لم يكونوا أكثر عرضة لهذه القضايا إذا كانوا في مجموعة الـ 80 في المائة .
أظهرت الأبحاث السابقة أن الحاجة إلى النشاط البدني لتحسين الصحة أقل من الحاجة إلى النشاط البدني لفقدان الوزن، ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة الأولية إلى أن النشاط البدني قد يكون أكثر أهمية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة .
يقول وارتون : ” في مهنتي أرى العديد من المرضى الذين يبحثون عن نتائج مختلفة، فهناك بعض المرضى الذين يريدون تحسين صحتهم بشكل ملحوظ، والبعض الآخر يبحث فقط عن الأهداف الجمالية للشكل، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالصحة فإن هذه الدراسة تعزز فكرة أن الناس لا يحتاجون لانقاص وزنهم لكي يتمتعوا بصحة جيدة ” .
المصدر : ساينس ديلي