اسماء درجات الجنة بالترتيب
أعلى درجات الجنة
خلق الله الأرض ومن عليها وأكرم الإنسان ويسهل عليه جميع طرق الحياة ليعيش حياة كريمة، وأنزل الله رسالته السماوية ليدعو الناس لعبادة الله وحده ليعرف الناس الطقوس الدينية التي يجب عليهم أداؤها ومكافأة أعمالهم، لذلك خلق الله الجنة والنار، وأكرم الله عباده الصابرين والمتدينين والمتقين بأن دخولهم الجنة هو جزاؤهم في الحياة الآخرة
ذكرت كلمة الجنة في القرآن الكريم 139 مرة، وهناك درجات مختلفة في الجنة، حيث تفوز بالدرجات الأعلى منها الأشخاص القليلون، وأعلى درجة في الجنة هي الوسيلة، التي لا يفوز بها إلا شخص واحد، وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يكون هو صاحب الوسيلة
فقد روى الترمذي عن أبي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :« سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الوَسِيلَةُ؟ ، قَالَ :« أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الجَنَّةِ؛ لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ ، أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو َ»؛ وصححه الألباني في” صحيح الترميذي”، لذلك يدعو المسلمين بعد كل أذان بهذا الدعاء لرسولنا المصطفى الكريم: «اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد».
أسماء الجنة ودرجاتها
ذُكِر في القرآن الكريم عدة أسماء للجنة، فالجنة تحمل أكثر من اسم حسب صفاتها وأصناف النعيم الموجودة فيها، لكن الاسم الشائع للجنة هو الجنة، ويتم استخدام المسميات الأخرى وفقًا لترتيب الدرجات وهذه بعضها:
- الجنة: الآخرة هي المصطلح المستخدم لوصف الجنة، ويأتي اسم الآخرة من الستر والغطاء، ووعد الله المؤمنين الذين يقيمون حدوده ويفعلون ما أمرهم به من أعمال بالجنة، والتي تعتبر جزاء لهم على أفعالهم في الدنيا، وتحتوي على جميع أنواع النعيم، وقد وصفها الله تعالى في القرآن بأنها تحتوي على أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وجميع أنواع الثمار ومغفرة من ربهم
- دار السلام : تعرف الجنة بأنها دار السلام؛ لأنها دار الله سبحانه وتعالى الخالية من أي شر أو بلايا، وسميت بذلك لأن أهلها يسلمون على بعضهم، فسلمها الله وسلم أهلها. وقد قال تعالى: {لهم دار السلام عند ربهم}، وقال أيضا: {والله يدعو إلى دار السلام}، كما يسلم الله عز وجل على أهلها
- دار الخلد: تعرف الجنة بدار الخلد، لأن أهلها يعيشون فيها إلى الأبد ويمدهم الله بالعطاء الذي لا ينقطع، فأهل الجنة يعيشون في نعيم دائم، وقد قال تعالى: {قل أذٰلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون ۚ كانت لهم جزاء ومصيرا}
- الفردوس: جنة الفردوس” هي أعلى درجات الجنة وأفضلها، وتعني كلمة “الفردوس” في اللغة “البستان”، وأعدها الله لعباده المؤمنين، وقد قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا}
- جنة المأوى: هي أحد أسماء الجنة ودرجة من درجاتها، وجنة المأوى هي وصف لها، وذكر الله تعالى في القرآن {عند سدرة المنتهىٰ * عندها جنة المأوىٰ}، وذكرت السيدة عائشة أنها جنة من الجنان، وذكر ابن عباس أن جنة المأوى تعرف بهذا الاسم لأنها يأوي إليها سيدنا جبريل وجميع الملائكة عليهم السلام، وقيل أنها جنة المأوى لأنها تأوي أرواح الشهداء إليها
- جنة النعيم: يطلق اسم `الجنان` على جميع الجنات، لأنها تجمع جميع أنواع النعيم. فيها يتمتع المؤمنون بكل أنواع الطعام والشراب والمسكن وسبل الراحة. وقد قال الله تعالى: `إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم`
- دار الإجلال: تسمى الجنة بدار الإجلال لأن الله صنع كل ما فيها من نور، قصورها وبيوتها ومدائنها، ولكن لم يرد ذكر اسم دار الإجلال للجنة في القرآن، ولكن وردت هذه المعلومة عن ابن عباس
- دار المقامة: قال الله عز وجل في وصف حالة أهل الجنة في الآخرة: `وقالوا الحمد لله الذي أزال عنا الحزن، إن ربنا لغفور شكور. الذي أحلنا دار المقامة من فضله، حيث لا يصيبنا فيها نصب ولا يصيبنا فيها لغوب`. فأهل الجنة سيكونون فيها إلى الأبد، ولذلك سميت بدار المقامة
درجات الجنة وأهلها
- مقام الوسيلة: تعتبر الوسيلة إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعلى درجات الجنة، وهي داره الشريفة، ومن يسأل الله الوسيلة يحصل على شفاعته في يوم القيامة.
- غرف أهل عليين: تتألف مبانيها من القصور المصنوعة من الجواهر والأحجار الكريمة، وتجري فيها الأنهار، وهي جزاء للأنبياء والرسل والشهداء والصابرين على البلاء والمتآخين في الله
- غرف الجنة: غرف الجنة هي قصور مصنوعة من الجواهر الشفافة، وهي مسكن المؤمنين عباد الله الذين يطعمون الطعام ويقومون بالصلاة في الليل ويتحدثون بكلام طيب. أما بقية الفائزين بالجنة، فسيسكنون في درجاتهم المئة الأخرى، والتي يفصل بين كل درجة وأخرى مسافة تعادل المسافة بين السماء والأرض. وأدنى مستوى نعيم أهل الجنة لديه ملك يعادل عشرة أضعاف ما يمتلكه أغنى ملك على الأرض.
صفات أهل الجنة
- صفات رجال أهل الجنة: يتم إرسال الرجال يوم القيامة بمظهر يشبه مظهر السيد آدم عليه السلام، وستكون أعمارهم ثلاث وثلاثون عاما، ويكونون جميلي الشكل مثل سيدنا يوسف عليه السلام، وسيبقون في سن الشباب دائما ولا يشيخون أو يموتون، وسيتحدثون بلغة القرآن الكريم وهي اللغة العربية بالضبط، وسوف يتحدثون بألسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
- صفات نساء الجنة: يفوق جمالهم جمال حور العين، حيث منحهم الله جمالًا لم يسبق وصفه أو رؤيته من قبل أي إنسان، وعدّ الله لهم بكل أساليب الراحة وألوان النعيم.
دخول الجنّة
قد فرض الله على المسلمين العديد من الأعمال الصالحة والطاعات والعبادات التي تؤهلهم لدخول الجنة، ومن بين هذه الأعمال:
- يجب على المسلمين الحفاظ على أداء العبادات المفروضة عليهم، والابتعاد عن الشرك بالله، والإيمان بأن الله وحده خالق ومدبر لهذا الكون ولمن فيه. وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “جاء رجل إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسأله عن الإسلام، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `خمس صلوات في اليوم والليلة`. فقال الرجل: `هل علي غيرها؟` فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `لا، إلا أن تطوع`. ثم قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `وصيام رمضان`. فقال الرجل: `هل علي غيره؟` فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `لا، إلا أن تطوع`. ثم ذكره له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `الزكاة`. فقال الرجل: `هل علي غيرها؟` فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `لا، إلا أن تطوع`. فأدبر الرجل وهو يقول: `والله لا أزيد على هذا ولا أنقص`. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أفلح إن صدق`.
- الطاعة لله ورسالة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وذكر في القرآن الكريم عن طاعة الله وطاعة الرسول، حيث قال الله تعالى: “وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا.
- التوبة إلى الله تعني التوبة عن الخطايا والابتعاد عنها، وقد قال الله – تعالى – `إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا`
- السعي للعلم هو أحد أعظم الأعمال التي ترضي الله. قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: `من سلك طريقا يسعى فيه للعلم، يسهل الله له طريقا إلى الجنة.
- الخلق الحسن يتبع نهج سيد الأنبياء، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويتبع خلق الصحابة والتابعين رضي الله عنهم. وفي السنة النبوية قيل: `إن الرجل يصل إلى درجة الساهر الذي يحرص على الخلق الحسن كما يحرص الظامئ على الطعام
- يعتبر الصدق من أهم صفات المؤمنين، بالإضافة إلى الوفاء بالعهد وإعادة الأمانة، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: `إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة`.
- ترويج السلام بين الناس وتوثيق الرحم وتقديم الطعام وقيام الليل، كما ورد في الحديث النبوي: `يا أيها الناس، انشروا السلام وأطعموا الجائعين وصلوا والناس نيام، ستدخلون الجنة بسلام`.