خصائص القصة الرمزية .. أمثلة عليها
خصائص القصة الرمزية
القصة الرمزية هي أسلوب سردي يتم استخدامه في الفنون، حيث يتم استخدام عدد من الرموز للتعبير عن القصة بشكل غامض ومبهم، سواء في الأحداث أو الشخصيات، مما يجعل العمل الفني جذابا ومثيرا للانتباه.
الرمز
يستخدم الرمز الرموز من قبل الرمزيين للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم المختلفة. فالرمز يمكنه كشف غموض العالم وما وراء الواقع.
فمفهوم الرمز عند الرمزيين جاء بالشكل التالي:
- يمكن للرمز أن يعبر عن المشاعر الخفية والأحلام العميقة في النفس البشرية، حيث لا يستطيع لغتنا العادية التعبير عن السر الخفي الذي يكمن وراء الواقع.
- الرمز هو ما يستمد من الواقع الخارجي ويمكن وصفه بأنه خارج التراث وغير مألوف، ويستخدمه فقط المتعلمون الذين فهموه بشكل جيد، ويعبر عن المشاعر المجردة ولكنه لا يمكن مقارنته بالتصوير التقليدي. وعند استخدام الرمز، يحاول الشاعر تجنب الغموض قدر الإمكان وجعل الرمز يعبر عن معنى حقيقي يشير إلى شيء محدد، وفي الوقت نفسه يحتوي على مدلول يرتبط بالنشاط الفكري للشخص الذي يستقبله.
- لا يمكن للرمز أن يعبر عن المعنى المقصود بشكل صريح، ولكنه يعبر عن الحالة تدريجيًا حتى يستنتجها المتلقي.
- – الرمز هو وسيلة للتعبير عن الحالة، ولا يمكن فهمها بشكل كامل إلا بفك رموزها حتى يتم استكمال الدائرة بذاتها.
- “تتميز الرموز بخاصية القدرة على فرض أسلوب الاستشعار عن بعد، مما يساعد المتلقي في فهم القصة الرمزية بشكل أكبر.
الغموض
لا يستخدم الرمزيون أسلوب الوضوح تمامًا في كتابة القصة الرمزية، بل يستخدمون الرموز التي تعبر عن المعنى والتي تجعل المتلقي يفكر في الأمر، وبعد قراءة القصة الرمزيةيتوصل إلى الحالة التي تم تصويرها في القصة، حتى يشعر المتلقي في بعض الأحيان بأنه يشارك الكاتب في إبداعه.
فمفهوم الغموض عند الرمزيين جاء بالشكل التالي:
- تعتمد بعض الكتاب على أسلوب الإخفاء في التعبير عن الحالة، ولا نجد في كتاباتهم التعبير المباشر عن المعاني والدقة وأسلوب وضوح المعنى وتأكيده.
- يجب تجنب استخدام أسلوب المخاطبة، حيث لا يجب أن تجده في قصته وكأنه يخاطبك، بل يعتمد الرمزيون على التعبير عن الرسائل المخفية.
- عادةً ما يُستخدم في القصة الرمزية فنًا وليس نثرًا، ولذلك يمكننا أن نجد في الكتابات تجنُب استخدام أسلوب المنطق.
- عند البحث في معظم القصص الرمزية، سنجد بعضها يميل إلى استخدام أسلوب الوضوح والتخاطب والدقة مثل كتابات بودلير وفيرلين، وهذا يدل على أن الاعتماد الكلي في الكتابة ليس فقط على الغموض، بل هناك مدرسة تميل إلى الشفافية، على عكس مدرسة رامبو في كتاباته التي اعتمدت على الغموض.
- لا يمكن أن نؤكد إن مدرسة القصة الرمزية تعتمد على الشفافية في الاتصال بالمستلم بشكل مباشر ، ولكن المعنى الفكري هو عدم التعقيد وعدم إثارة القارئ للحيرة والشك عند قراءة تلك القصة ، حيث يمكن للقارئ فهم المغزى من خلال فهم الرموز المستخدمة.
- يتم استخدام الغموض في عدة صور عند كتابة تلك القصص، إما بوصف معاني اللغة وتراكيبها، أو استخدام الإشارات وكذلك التعليقات والحواس مثل التعبير عن القلب على هيئة مغزى آخر كشريان الحياة وهكذا.
- تعتمد أسلوب الغموض على استخدام الإبهام والاختصار ووصف الأمور التي يصعب على أي شخص التعبير عنها، وأيضا يعتمد على أسلوب الفن التشكيلي، ولا يتم التعبير عن الرمز بشكل واضح، بل يترك للمتلقي أن يفهمه من خلال تخيله ويعتمد بشكل كامل على خياله.
الموسيقى الشعرية
- استخدم المؤلفون الرموز في كتاباتهم لتمثيل الموسيقى المخفية في الحروف، واعتمدوا على الأصوات المخفية في الكلمات سواء كانت بشكل فردي أو في تراكيب.
- للتأكد من تناغم الموسيقى الشعرية مع القصيدة بشكل متسق يمكن ان يفعل ذلك عن طريق الاهتمام بها بشكل كامل في كل مرحلة من القصيدة، وذلك للتعبير عن الحالة النفسية للقصيدة بشكل متناسق وليس عشوائي، مما يجعل المتلقي يستطيع فهمها.
- لا يعني هذا أنهم اعتمدوا على الموسيقى الشعرية المتاحة في أنواع الفنون الأخرى، ولكنهم اعتمدوا على بناء موسيقاهم الخاصة سواء في الأوزان بين الكلمات والقوافي، بهدف الوصول إلى السخرية من باقي الفنون الأخرى.
- مثال على ذلك هي القصائد النثرية الصغيرة التي أبدعتها مدرسة بودلير.
اللغة الجديدة
- كما اعتمد الرمزيون لفنهم الموسيقي على استخدام لغة جديدة تعبر عن أسلوبهم الفني، فإن اللغة التي اعتمدوها كانت تعتمد بشكل كامل على التلميحات والغموض للتعبير عن أفكارهم.
- كانت المجازات في اللغة الجدية خاصة بالقصص الرمزية وتعبر عن الحالة النفسية للشخصيات، وكذلك التشبيهات التي استخدموها كانت خاصة بهم.
- تعتمد الأسلوب اللغوي الحديث على تحريك الحواس وخلق قوة جاذبية بين النصوص والمتلقي.
- يعتمد الأسلوب الفني على التعبير الغامض عن النفس البشرية بإستخدام رموز خفية.
- يعني التعبير عن الأمور بشكل مبهم أو ضبابي مع تحريك قوى التصور لدى القارئ بشكل فعال؛ للوصول إلى عالم بعيد عن تخيلات القارئ، ويمكن وصف هذا الأسلوب بالأطياف والاستشعار عن بعد.
لغة الإحساس
- عندما يعتمدون على المعطيات السابقة في كتاباتهم، يجب أن يستخدموا لغة الحس ومكنونها للتعبير.
- استخدم الرمزيون عددًا من الأدوات التعبيرية للتعبير عن الأحداث الداخلية للقصة، مثل استخدام اللون الأصفر كرمز للشمس، بالإضافة إلى الحركات وجميع الحواس مثل الشم والتذوق والأصوات.
- استخدم الرمزيون تلك المعاني بما في ذلك اللمس للتعبير عن الأسلوب الحسي المتبع في القصة.
- كان مؤلفو القصص المنسقة، التي لا يفهمها سوى الأشخاص الذين يفضلون هذا النوع من القصص، يختلفون كثيرًا عن أسلوب الرومانسية.
- الاعتماد على الطبيعة يتضمن التعبير الحسي عن القصة الرمزية، وليس مقتصرا على الطبيعة فقط، بل يشمل التعبير عن معاني ومفاهيم مختلفة وجميع الأشكال. كانوا يعبرون عن الغيوم باللون الأسود، مع دمج تلك الطبيعة مع النفس البشرية والانغماس في أعماقها.
- يحمل كل رمز كتبهم دلالة حسية محددة، وتم التعبير عنها بإيجاز وبشكل غامض للتأثير على المتلقي بشكل مفاجئ.
أمثلة على القصة الرمزية
فيلم Allegory of the Cave لأفلاطون
يعتبر ذلك الفيلم من أكثر القصص التي تعبر عن استخدام أسلوب القصص الرمزية حيث يبدأ سرد الأحداث بأشخاص يعيشون في كهف فالكهف مظلم تماماً ولا يستطيعون رؤية أي شيء إلا على هيئة ظلال كما إنها تبدو واضحة جداً على الجدران وتظهر على هيئة نار ولا يستطيع أي شخص بالكهف رؤية أي شيء وتظل الظلال الواقع الذي يعيشون به.
في ذلك الفيلم الذي صُمم بمهارة عالية من قِبَل أفلاطون ، تم استخدام الرمزية لتوضيح كيفية تفاعل الإنسان مع العالم من حوله، حيث تم استخدام خط فلسفي للدلالة على ذلك ، بينما تم تصوير السرد السطحي بأحداث وشخصياتفي الكهف. وأيضاً تم استخدام أسلوب التناقض بين معتقدات الإنسان والواقع.
مزرعة الحيوانات (جورج أورويل)
تتحدث تلك الرواية للمشهور جورج أورويل عن مجموعة من الحيوانات التي تعيش في مزرعة وتتعرض للقمع والاستبداد، وفي وقت لاحق من القصة يتمكن هذه الحيوانات من السيطرة على المزرعة، ويقصد الكاتب من خلال هذا الرمز ذكريات الثورة الروسية
باستعراض الأحداث وإسقاط الليبراليين، استخدم الخنازير كرمز للتعبير عن ليون تروتسكي وجوزيف ستالين الشيوعيين في تلك الفترة، حيث رمز كل رمز إلى تأثير الشيوعية على روسيا.