ما هي منقصات الايمان ؟.. وأمثلة عليها
ما هي منقصات الإيمان
الإيمان يزداد بالطاعة وينقص بالمعصية، وتعتبر هذه الدنيا التي نعيش فيها بيتا للاختبار والابتلاء، ويتذبذب الإنسان في هذه الدنيا بين التزايد والتناقص، فعندما يتدبر آيات القرآن ويكثر من ذكر الله ويمارس الأعمال الصالحة، يزداد إيمانه، بينما ينقص إيمانه عندما يغفل عن الله وينصرف نحو أمور تضعف الإيمان مثل النفاق والمعاصي والذنوب.
هناك العديد من الأسباب المختلفة لضعف الإيمان الذي ينتشر في قلوب كثير من المسلمين. وللمؤمن الحق، عليه أن يحذر من هذه الأسباب، وذلك بالإقبال على القرآن الكريم والسنة النبوية، وزيادة الطاعات والذكر والاستغفار والتوبة الصادقة ومصاحبة الأخيار والاستفادة من علمهم.
مظاهر نقص الإيمان
نقص الإيمان له أعراض ومظاهر عديدة، منها:
- الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات: المؤمن الحق هو من يخشى الله سبحانه وتعالى ويكون دائما في حالة المراقبة والتوبة، ومن علامات نقص الإيمان هو ارتكاب الكثير من المعاصي، وإذا كثرت المعاصي تتحول إلى عادة مألوفة حتى يزول رداؤها القبيح من القلب ويتجاهر بها الشخص. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (جميع أتباعي معافى إلا المعترفون بالمعاصي، ومن بين أشكال المعترف بالمعصية أن يقوم الرجل بعمل في الليل ثم يستيقظ ويجد أن الله قد ستره، فيقول: يا فلان، قمت بفعل كذا وكذا الليلة الماضية، وبينما كان الله يستره، يستيقظ ويكشف ستر الله عنه).
- قسوة القلب: يحدث هذا عندما يصبح الإنسان عديم التأثير بالموعظة الحسنة. فقد قال الله تعالى في سورة البقرة: `ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً`.
- عدم إتقان العبادات: مثل الانشغال بالأمور العابرة خلال الصلاة وتلاوة القرآن، وقلة التأمل والتفكر في معاني الأذكار والأدعية.
- التساهل في أداء الطاعات والاهتمام بالعبادات على أنها مجرد حركات جسدية فارغة من المعنى الحقيقي المراد منها، كما قال الله تعالى في سورة النساء: `وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا`. وبالمثل، التساهل في أداء صلاة الضحى وصلاة الاستخارة وقيام الليل والإسراع إلى المسجد وغيرها من الأعمال الصالحة.
- ضيق الصدر وتغير المزاج: عندما يصبح الشخص غير صبور وسريع الضجر والتأفف، وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بأنه الصبر والسماحة.
- عدم التأثر بكلام الله سبحانه وتعالى وما نزل من الحق: يتسبب ضعف الإيمان لدى الشخص في قلة تأثره بآيات القرآن وأوامره ونواهيه ووصفه ليوم القيامة والبعث.
- يعتبر الغفلة عن ذكر الله سبحانه وتعالى، كما ذكر في سورة النساء: `وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا`، من الأمور الهامة التي يجب الانتباه إليها في العبادة اليومية.
- عدم الغضب عند انتهاك محارم الله، وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الشح والبخل: يؤدي الضعف في الإيمان إلى الشح في القلب، وفق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: `لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا`، ويترتب على ذلك عدم الإسراع في إعطاء الصدقات وفعل الخير لسبيل الله.
أسباب نقص الإيمان
توجد أسباب كثيرة لضعف الإيمان، ويشمل ذلك عدم الإيمان ببعض الأمور كما يلي:
- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة: وهذا يؤدي إلى ضعف الإيمان في النفوس، كما قال الله تعالى في سورة الحديد: `ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل، فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم. وكثير منهم فاسقون.` وهذا الابتعاد، إذا استمر لفترة طويلة، يمكن أن يؤدي إلى انحسار الروحانية والإيمان.
- الابتعاد عن القدوة والصحبة الصالحة: تحث على الاجتهاد في طلب العلم النافع والعمل الصالح وتقوية الإيمان.
- يجب الابتعاد عن الإهمال في طلب العلم الشرعي وقراءة القرآن والحديث والكتب القيمة التي تحفز النفوس وتحرك الدوافع الإيمانية الكامنة فيها.
- العيش في مجتمع مليء بالمعاصي والذنوب، والتعلق الزائد بالدنيا والانشغال بها، يؤدي إلى الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى.
- الجهل بأسماء الله وصفاته يعد من أسباب نقص الإيمان، لأنه عندما ينقص معرفة الإنسان بذلك، ينقص إيمانه.
- الانشغال بالمال والأولاد: قال الله تعالى في سورة آل عمران: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).
- الإفراط في تناول الطعام والنوم والسهر والكلام والتعامل مع الناس والاستمتاع باللذات الحياتية المؤقتة يؤدي إلى ثقل النفس وقسوة القلب تجاه طاعة الله.
علاج نقص الإيمان
إن الإيمان يتزايد وينقص، ففي بعض الأحيان يمكن أن يتأثر المؤمن بالغفلة وينقص إيمانه، كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم. يشبه قلب المؤمن القمر، حيث تظلله سحب مظلمة من الخطايا وتنقص من إيمانه، ولكن عندما يبذل المؤمن الجهد ويسعى ويرجو الله، يزداد إيمانه وتتلاشى تلك السحب. ونظرا للفائدة والأهمية الكبيرة للإيمان، فإنه من الضروري معرفة وسائل تقويته وطرق تعزيزه.
وفيما يلي بعض الوسائل التي يمكن الاستعانة بها لعلاج ضعف الإيمان:
- يقول الله تعالى في سورة الإسراء: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)، وبالإضافة إلى ذلك، يجب على الناس التفكر في القرآن الكريم والعمل به، والشعور بعظمة الله سبحانه وتعالى، واتباع أوامره وتجنب نواهيه.
- استشعار عظمة الله سبحانه وفهم أسمائه وصفاته: معرفة أسماء الله الحسنى هي أساس الإيمان واليقين، وهي من أفضل الأساليب لعلاج نقص الإيمان.
- التمسك بطلب العلم الشرعي وحلقات ذكر الله تعالى يؤدي إلى زيادة الإيمان، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا يجلس قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده).
- يتمثل الاجتهاد في أداء النوافل والزيادة في الأعمال الصالحة والاستمرار فيها باستمرار من أجل تقوية الإيمان، وأن القليل المستمر خير من الكثير المنقطع.
- تنويع العبادات: يمكن استخدام الصلاة والصيام والزكاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء كأدوات لتجديد العزم وتنشيط النفس، ويمكن معالجة ضعف الإيمان عن طريق تنويع العبادات والاستمرار في الفرائض التي أمر الله بأدائها.
- يمكن للتفكر في الكون وخلق السموات والأرض وكل المخلوقات المتنوعة بينهما، والتأمل في خلق الإنسان أن يساعد على تقوية الإيمان والشعور بعظمة الخالق وقدرته.
- محاسبة النفس: يمكن تخصيص وقت للانفراد والتفكير في الذات ومحاسبتها، وذلك كما قال الله تعالى في سورة الحشر: `يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ`.
في النهاية، يجب الدعاء وإرسال الدعوات إلى الله تعالى والتوكل عليه، وبذل الجهد للحفاظ على الإيمان والاقتراب من الله سبحانه وتعالى لتحقيق الفوز والنجاة في الآخرة.