منوعات

بحث عن دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي

تعد الصداقة من أهم العلاقات الاجتماعية التي تربط الأفراد ببعضهم البعض، حيث يقف الصديق الحقيقي إلى جانب صديقه في جميع الأوقات، سواء كانت سعيدة أو حزينة، ويقدم له الدعم الكامل، سواء كان ذلك الدعم معنويا أو ماديا، وعلى الرغم من أن الصداقة تحمل العديد من المزايا، فإنها تمثل أيضا ضررا كبيرا في بعض الأحيان، ولذلك يجب اختيار الأصدقاء الأخيار ذوي الأخلاق الحميدة، حيث يلعبون دورا هاما في تشكيل السلوك الشخصي.

دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي

تلعب الأصدقاء دورًا مهمًا في تشكيل سلوك الشخص، وقد تم تناول أهمية الصداقة في تكوين السلوك الإنسان بالتفصيل في العديد من الأقوال

يحاول الصديق في تقليد الأفعال تقليد أصدقائه في الأقوال والأفعال، ويقضي معهم وقتًا طويلًا، وبالتالي فإذا كان أصدقاؤه سيئين، فسيتأثر بهم بالتأكيد. ولذلك، يجب على كل شخص التقرب من الأصدقاء الذين لديهم أخلاق حميدة وطموحات جيدة في الحياة.

القدوة هي أمر هام لتحديد السلوك الشخصي، حيث يمكن لاهتمام الأصدقاء بشيء ما أن يؤثر مباشرة على سلوك الآخرين، وتؤثر أيضا على سلوكهم بطريقة مباشرة.

3- يتأثر الناس بالأفكار الأخرى، وفي بعض الأحيان يمتلك بعض الأشخاص أخلاقا حميدة وحسنة، ولكنهم يحملون أفكارا وأيدلوجيات سيئة، وتؤثر هذه الأفكار على الأشخاص الآخرين، وخاصة الأصدقاء المقربين منهم، وتؤثر على سلوكياتهم بشكل عام، ويمكن للأشخاص الذين يحملون أفكارا إيجابية أن يؤثروا على الآخرين.

وبناء على ما سبق، يمكن استنتاج أن الصداقة علاقة شاملة لا يمكن تحديدها بنوع محدد. وبالتالي، فإن صداقة الأباء والأبناء تعتبر واحدة من أفضل أنواع الصداقة التي تساعد الأشخاص على تجاوز العديد من المشاكل المختلفة. فلا يوجد أحد يهتم بمصلحة الأبناء مثل الأباء. لذلك، فإن تعزيز العلاقة بين الأباء والأبناء وتطويرها يعد خطوة رفيعة المستوى تلعب دورا هاما في حل العديد من المشاكل المختلفة، وفي الوقت نفسه يضمن عدم انحراف الأبناء. وسيساهم ذلك بالتأكيد في تقدم المجتمع ورفعة الأمم وتقدم المجتمع بشكل عام.

تأثير الأصدقاء على السلوك الشخصي

من الجدير ذكره أن السلوك الشخصي للفرد يتحدد من خلال البيئة المحيطة التي يعيش فيها، فلاشك أن كل عنصر يوجد بالبيئة يلعب دور هام في التأثير على السلوك الشخصي للإنسان، فعلى سبيل المثال نلاحظ أن كل من الأسرة والمدرسة والجامعة والأصدقاء والشارع دور هام في تكوين السلوك الشخصي للفرد، وهذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل:

الأثر الإيجابي

عندما يواجه الإنسان أصدقاء يتمتعون بصفات حسنة وجيدة وأخلاق دينية حميدة، فإن ذلك سيؤثر بالتأكيد إيجابيا عليه، حيث يوجه للسير في الطريق المستقيم والالتزام بالسلوك الصحيح في كل جوانب الحياة. فور التعارف مع أصدقائه، سيتعلم منهم أسلوب التعامل ويتأثر بطبائعهم المختلفة. على العكس من ذلك، عندما يكون للشخص أصدقاء ذوي أخلاق سيئة وغير حميدة، والذين يفتقرون إلى الجوانب الدينية والعبادية، فإن ذلك سيؤثر بالتأكيد سلبا عليه، وسيكتسب منهم أيضا الأخلاق السيئة والغير مرغوبة.

من الناحية العلمية، فإن تعليم الطلاب الذين يحصلون على أفضل الدرجات سيؤثر بشكل إيجابي على التلاميذ الآخرين، حيث يشجعون على الإجتهاد والعمل الجاد. وبالمقابل، فإن تعليم الطلاب الذين لا يحققون النتائج المرجوة سيؤثر عليهم سلبيا، إذ يشغلون الطلاب الآخرين بأعمال سيئة، ويمنعهم من القيام بواجباتهم المدرسية.

الأثر السلبي

يتأثر الأصدقاء بسلوكيات بعضهم البعض، سواء في ممارسة بعض العادات السيئة مثل التدخين وتعاطي المخدرات والإدمان على الكحول، وغيرها من العادات السيئة الأخرى. لا شك أنه عندما يكون للفرد أصدقاء سيئين، فسوف يقلدهم في جميع العادات والتصرفات السيئة، وهذا سيؤثر عليهم سلبا سواء من النواحي الجسدية أو النفسية.

بالعكس، عندما يرافق الشخص أصدقاء يتمتعون بصفات وعادات صحيحة، مثل ممارسة التمارين الرياضية والاهتمام بتناول الوجبات الصحية وحضور الدروس الإسلامية وتبني عادات إيجابية أخرى، فإنه سيتأثر بتلك الأصدقاء بالتأكيد وسيتبنى تلك العادات الجيدة التي تعود بالفائدة على جميع أفراد المجتمع وتدفعه نحو التقدم والازدهار بسبب ترابط أبنائه واتباعهم للسلوك الحسن

كيف يكون تأثير الاصحاب دور في حياتنا

قل لي من تصاحب أقل لك من أنت”، هذه المقولة الشائعة ليست عبثا، فالصحبة الصالحة حقا ترفع الإنسان وتعينه وتشجعه على فعل الخير. أما الصحبة السيئة، فقد تقود الإنسان إلى الهاوية. فمن الممكن أن نجد شابا تربى على يد أهله بشكل جيد، حيث نشأ وهو يطيع الله ويلتزم بالأوامر، ويهتم بدراسته ومساعدة أهله. ثم يتعرف على أصدقاء سيئين، فقاموا بأن يأخذوه إلى طرق خاطئة مثل الشرب والسكر والعربدة وملاحقة النساء. فقد تجاهل دراسته وحياته ولم يجد وظيفة جيدة، ونجح في إخفاقه في الدين والدنيا.

للأصحاب دور كبير في حياتنا، ويمكن أن يؤثروا شكل أعمق مما نتخيل، لأن الرفقة الصالحة هي الخير كله، وهي زاد الإنسان في حياته كي يستطيع الاستقامة، فلا يوجد أجمل من صحبة يتسابق أفرادها في حفظ القرآن أو في الاستقامة أو قيام الليل والإنفاق في سبيل الله، ومساعدة المحتاجين إذا كانوا قادرين على ذلك.

لا ينحصر تأثير الصحبة الصالحة في الأمور الدينية فقط، بل يمكن أن يساعد الأصدقاء الحسناء في دراسة المواد التي لا يفهمونها والتحفيز على الدراسة والتعلم وكسب المعرفة، ويكونوا دعمًا لهم في حالة الحاجة إليها.

ينبغي للمسلم أيضا أن يتحرى في البحث عن رفقاء صالحين حتى أثناء سفره، ولا يقتصر السفر على الذهاب للعمرة والحج فقط، بل يمكن تطبيق ذلك على سيناريو مثل شاب يرغب في الدراسة في الدول الأوروبية، حيث سيشعر أهله بالطمأنينة الأكبر إذا كان يرافقه صديق صالح، ليتعاونا ويدعما بعضهما البعض في الدراسة والتحديات الصعبة، ويساعدا بعضهما على تجنب المحظورات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى