صحة

حساب الاحتياجات الغذائية من الكالسيوم للمرأة المرضع

الرضاعة الطبيعية هي إحدى الفترات الهامة في حياة المرأة، وتحتاج المرأة خلالها إلى الاهتمام الخاص بالتغذية، وذلك لأن هذه الفترة لا تتعلق بصحة المرأة فقط، ولكنها تتعلق أيضا بصحة طفلها الذي يحتاج إلى العديد من العناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المرأة تحتاج إلى العديد من العناصر الغذائية الأخرى التي تعوض ما تفقده أثناء الرضاعة، ومن أهم هذه العناصر الغذائية هو الكالسيوم.

ما أهمية الكالسيوم أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية ؟

الحمل والرضاعة هما لحظات متتالية في حياة المرأة، حيث تزداد الاحتياجات الغذائية خلال تلك المراحل، ويعتبر الكالسيوم من بين أشياء أخرى مهمة خلال تلك المراحل من الحمل والولادة، وهو عنصر غذائي يلعب دورا مهما للغاية.

يتم في الثلث الثالث من فترة الحمل ترسيب أكبر كمية من الكالسيوم في الهيكل العظمي للجنين، وتزداد امتصاصية الأمعاء للكالسيوم في النساء خلال هذه الفترة لتلبية هذه الحاجة.

خلال فترة الرضاعة، يعود امتصاص الكالسيوم إلى مستوياته السابقة للحمل، ويظل محتوى الكالسيوم في حليب الأم مستقرا إلى حد ما، حتى إذا كانت كمية الكالسيوم المستهلكة من قبل الأم منخفضة، ويعود ذلك إلى قدرة هيكل العظام للأمهات على تخزين الكالسيوم. خلال هذه الفترة، يمكن للأمهات استهلاك حتى 2٪ من كمية الكالسيوم في العظام خلال مدة 100 يوم من الرضاعة، وبالتالي يمكن أن يحدث نقص كبير في كمية كالسيوم الأم إذا كانت الكمية المستهلكة منخفضة و/أو إذا كان تدفق الحليب عاليا.

بعد فترة الرضاعة، تعاود المرأة استعادة كثافة العظام على المستويات الأولية، وهذا يعني أن تناول كمية كافية من الكالسيوم يعد أمرا مهما جدا، حيث تلتزم أنسجة عظام الأمهات بتوفير الكالسيوم ودعم نمو الجنين وإنتاج الحليب الثدي عندما لا يكون هذا الكمية كافية.

تشير الدراسات الوبائية إلى أن تناول كميات منخفضة من الكالسيوم خلال الحمل (أقل من 400 مليغرام / يوم، وهي حوالي 400 سي سي من الحليب يوميا) يرتبط بزيادة معدل الإصابة بارتفاع ضغط الدم، بينما ينخفض معدل الإصابة بشكل كبير عندما يكون تناول الكالسيوم أعلى (800-1000 مليغرام / يوم، وهو حوالي 1 لتر من الحليب يوميا).

الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم ؟

من المهم أن يكون مصدر الكالسيوم متوفرًا بشكل حيوي، أي يتم امتصاصه بسهولة حتى يمكن للكائنات الحية استخدامه.

منتجات الألبان هي المورد الرئيسي للكالسيوم في الأطعمة: تشكل حوالي 60٪ من إجمالي الكالسيوم في النظام الغذائي.

في بعض الأحيان نفكر في زيادة استهلاك الكالسيوم ونفكر فقط في الحليب أو مشتقاته، ولكن يتوفر الكالسيوم في جميع الخضروات المنزلية مثل القرنبيط والبروكلي والملفوف والكرنب والفجل.

أيضا في المكسرات مثل: السمسم ومشتقاته مثل الطحينة، واللوز يعتبران بذورا.

يمكن أن تساعد المشروبات المعلبة الغنية بالكالسيوم في تحقيق هذا الغرض.

علاقة الرضاعة الطبيعية والعظام

لا يؤثر تناول مكملات الكالسيوم على تركيز كتلة العظام لدى الأمهات المرضعات أثناء الرضاعة الطبيعية، والفرق هو أن صلابة وقوة العظام تعود عندما يتوقف تناول المكملات الغذائية في حالة تناولها.

يتم إنتاج حليب الأم بكميات كبيرة، ولكن إذا لم تحصل الأم على الكالسيوم الكافي من النظام الغذائي، فسيتم استخدام الجسم الاحتياطي الذي يحتوي على الكالسيوم من العظام، وهذا يزيد من خطر هشاشة العظام لدى الأم في المستقبل، لذلك يجب زيادة تناول الكالسيوم بمقدار 700 مليجرام يوميا، وهو ما يعادل حوالي ست حصص من الألبان.

على أي حال، فإن الطبيعة قد أعدت المرأة لاستعادة كالسيومها اللازم لها بشكل صحيح عند توقف الرضاعة الطبيعية، وثبت أن ذلك ينطبق على النساء اللاتي يرضعن طبيعياً لمدة تصل إلى ثماني سنوات متتالية.

نصائح مهمة للأم المرضع

تشير إحدى التوصيات الرئيسية إلى أنه ينبغي على الأم المرضعة أن تزيد استهلاكها للسعرات الحرارية بمقدار 500 كيلو سعرة حرارية في اليوم، مع مراعاة أن المرأة التي لا تقوم بأعمال شاقة يجب أن تتناول ما بين 2300 و 2500 سعرة حرارية في اليوم في الظروف العادية. والمرأة التي ترضع طبيعيا ستحتاج إلى استيعاب حوالي 3000 سعرة حرارية يوميا، وإذا كانت الأم تمارس بعض التمارين الرياضية أثناء الرضاعة الطبيعية، فإنها ستحتاج إلى حوالي 3400 سعرة حرارية.

هناك شيء آخر يجب القيام به، وهو “زيادة العناصر الغذائية الكبيرة” مثل البروتينات والدهون والكربوهيدرات. وبما أن لبن الأم يحتوي على هذه العناصر الغذائية، فإنها تحسن النمو العصبي للطفل. ويجب تناول الأسماك مثل السلمون والتونة بشكل خاص، ويجب أن تكون نسبة الكربوهيدرات حوالي 55٪ في النظام الغذائي للأم المرضعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى