منوعات

معلومات عن صخرة المعراج

الصخرة المشرفة هي صخرة طبيعية غير منتظمة الشكل تقع في أعلى نقطة من المسجد الأقصى، وتتراوح أبعادها بين حوالي 13 و18 مترا، وارتفاعها حوالي مترين تقريبا. وقد تم تداول العديد من القصص الخيالية غير الصحيحة حولها، مثل ادعاءات بأنها طائرة في الهواء أو طارت خلف النبي محمد (ص) أو أن لها ضوءا وما إلى ذلك. والحقيقة هي أنها صخرة عادية ليست لها أي ميزة خاصة، باستثناء أنها كانت قبلة أنبياء بني إسرائيل قبل النبي محمد (ص)، ويقال أن النبي محمد (ص) عرج من فوقها للسماء ليلة الإسراء والمعراج، وتحتوي على مغارة صغيرة تسمى “مغارة الأرواح”، وقد تم بناء مسجد قبة الصخرة فوق الصخرة المشرفة، وهي ظاهرة واضحة حتى اليوم .

جدول المحتويات

اسم صخرة المعراج

ارجع بعض أهل العلم الصخرة لاسم البراق فقيل فيها إنها صخرة البراق، بالرغم من أن العلماء الأوائل كانوا يستخدمون لفظ الصخرة عند الحديث عنها بدون ذكر اسمها، وهي الصخرة التي ربط فيها جبريل عليه السلام البراق عندما وصل مع النبي -عليه السلام- إلى بيت المقدس للصلاة في المسجد الأقصى، ويتذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكرها عندما وصف رحلته لأصحابه، فقال: (عندما انتهينا إلى بيت المقدس، قال جبريل: بإصبعه فخرق به الحجر وشد به البراق).

أراء الفقهاء عن الصخرة

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه `مجموع الفتاوى` المجلد السابع والعشرين، كتاب الزيارة، صفحات 11، 12، 13

أما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فلم يكونوا يعظمون الصخرة، وما يذكره بعض الجهال عن وجود أثر قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – أو أثر عمامته وما إلى ذلك، فكل هذا كذب، وأكذب من هؤلاء هو من يعتقد أنها مكان وقوف الرب. وكذلك الحديث عن المكان الذي يزعمون أنه مهد عيسى – عليه الصلاة والسلام – كذب، فهو في الواقع موقع معمودية النصارى. ومن الأكاذيب أيضا زعم وجود الصراط والميزان، أو أن السور الذي يفصل بين الجنة والنار هو الحائط المبني شرق المسجد. وكذلك، ليس من الواجب تعظيم السلسلة أو مكانها.

لم تصل الصخرة إلى عهد عمر بن الخطاب ولا إلى عهد الصحابة ولم يكن لها قبة في عهد الخلفاء الراشدين، بل كانت مكشوفة في عهد عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان، وقد بنى عبد الملك بن مروان القبة عليها وقال: إن عمر بن الخطاب لما فتح البلد

قال لكعب الأحبار: سُئِلَ عن مكان صلاة ابنه في المسجد؟ فقال: خلف الصخرة. فقالوا له: قد خالطتك يهودية، فأجاب: بل أبنيه أمامها، فإن لنا حقوقًا في المساجد.

تم بناء المصلى الأول للجامع القبلي والذي يطلق عليه العامة اسم `المسجد الأقصى` بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والبناء الحالي للمسجد هو بناء أموي ولم يتمسح بالصخرة أو يصلي عندها، وذلك بالرغم من أنه قد قبّل الحجر الأسود وفقًا للصحيح الذي يفيد بذلك

أنا أعلم جيدًا أنك حجر لا يضر ولا ينفع، ولكن لو لم أر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يقبّلك، لما قبّلتك

في كتابه المنار المنيف، ضعف الإمام ابن القيم جميع الأحاديث المذكورة في الصخرة وقال (87-88):

كل ما يتحدث عن الصخرة (المسجد الأقصى) هو كذب مفترى، والحديث عن قدمها هو كذب موضوع من صنع المزورين الذين يروجون لها لجلب الزوار. وأعلى شيء في الصخرة هو أنها كانت قبلة اليهود، وفي نفس المكان والزمان الذي كان فيه السبت. ولكن الله استبدلها بالكعبة البيت الحرام لهذه الأمة المحمدية. وعندما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بناء المسجد، استشار الناس ما إذا كان يجب أن يبنى أمام الصخرة أو خلفها. وأجابه كعب بن مالك قائلا: “يا أمير المؤمنين، ابنه خلف الصخرة”. فرد عليه عمر بن الخطاب: “يا ابن اليهودية، تظهر لي علامات اليهودية في كلامك، فلن أبنيه خلف الصخرة. بل سأبنيه أمام الصخرة حتى لا يستقبلها المصلون، وبني المسجد في المكان الذي هو عليه الآن

وقال عبد الله بن هشام في كتابه

قيل: `لقد وصلني خبرٌ عن جماعةٍ من الجُهَّال يجتمعون في المسجد يومعرفة، ويدور بينهم من يطوف حول الصخرة، وينصرفون عند غروب الشمس، وكل هذا ضلال وخرافات`. هذا ما جاء في كتاب `تحصيل الأنس لزائر القدس` (مخطوط) صفحة 64

ومما تدل عليه عبارة صاحب المخطوطة: توجد تجاوزات من بعض الأفراد في تقديس الصخرة، وعلماء المسلمين رفضوا هذه التجاوزات بشكل واضح وحذروا الناس منها.

ويقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني عن تقديس الصخرة في المسجد الأقصى

يقول البيان: “الفضيلة للمسجد الأقصى، وليست للصخرة، وما ذكر فيها لا قيمة له إطلاقًا من الناحية العلمية، ولا ينبغي تقديس ما لم يقدسه الشرع، ولا تعظيم ما لم يعظّمه الشرع

يشار في سيرة الصحابة وأئمة المسلمين إلى أنهم كانوا يصلون في المصلى الذي بناه عمر عند دخولهم المسجد الأقصى، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه

يعد المسجد الأقصى واحدًا من المساجد الثلاثة التي يتوجه إليها الحجاج، ويتم تسميته من قبل العامة اليوم باسم “الأقصى”، وهو اسم يطلق على المسجد بأكمله، ولا يتم تسمية هذا المسجد أو غيره كمكان مقدس، حيث يتم تحديد الحرم الشريف في مكة والمدينة فقط

فتشيد عمر المصلى الواقع في القبلة، ولكن عمر والمسلمون لم يصلوا عند الصخرة، ولم يمسحوها أو يقبلوها. وقد تم تثبيت أن عبد الله بن عمر كان يدخل بيت المقدس ويصلي فيه، لكنه لا يقترب من الصخرة أو يقترب من أي من تلك المناطق، وهذا أيضا يشاع عن السلف الصالحين، مثل عمر بن عبد العزيز والأوزاعي وسفيان الثوري وغيرهم. فبات اتفاق المسلمين أنه لا يجوز استلام الصخرة أو تقبيلها، ولا الاعتماد على تبركها، كما يفعل بعض الجاهلين، ولا يتمتع بخصوصية في الدعاء. ويجب تحذير المسلمين من هذا الفعل. ولم يتم تثبيت حديث صحيح بشأن فضل الصخرة، وكل ما يقال عنها لا يمتلك سندا صحيحا يعود إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم. وروى مسلم في صحيحه عن مسلم بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – `في آخر الزمان سيظهر دجالون كاذبون يأتون بأحاديث لم تسمعوها أنتم ولا آباؤكم، فاحذروهم واحذروا أنفسكم، فإنهم لن يضلوكم ولكنهم سيفتنونكم`.

علّل بعض الكتّاب في فضائل بيت المقدس التساهل في التدقيق بالأحاديث المذكورة بسبب استخدام الأحاديث الضعيفة في فضل الأعمال، وتجاوز البعض نقل المكذوب والموضوع، واستخدموا كلام القصاص بطريقة غير مناسبة.

صخرة المعراج في اليهودية

ذكر بعض أهل العلم أن الصخرة كانت قبلة لليهود بعد وفاة موسى عليه السلام، ولكن لم يرد أي دليل على أن موسى -عليه السلام- صلى إليها أو أمر قومه باتخاذها قبلة لصلاتهم. يشير العلماء والمؤرخون إلى أن آخر عهد لليهود في فلسطين كان في عام 130 ميلادية، وانتهت وجودهم حينما حكم هدرياك في عهد البيزنطيين ونفى ما تبقى من اليهود. ثم جاءت الأمم والحضارات المتعاقبة حتى فتح المسلمون القدس في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في عام 638 ميلادية، وأصبحت القدس ملكا للمسلمين. ثم تم بناء قبة الصخرة، وهي القبة التي تعلو الصخرة المذكورة في عهد عبد الملك بن مروان في عام 691 ميلادية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى