قصص من حياة سيدنا موسى عليه السلام
النبي موسى: هو نبي الله موسى بن عمران، كان نبيا لبني إسرائيل. ولد بعد وفاة نبي الله يوسف بنحو 520 سنة في أرض مصر التي كانت تحكمها فرعون في ذلك الوقت، وكان يضطهد بني إسرائيل ويذلهم ويعذبهم، حتى أمر بقتل مواليدهم الذكور لإنقاذهم من النبي الذي سيخلص الناس منه.
عندما ولد سيدنا موسى، أمر فرعون بقتل جميع المولودين الذكور، ولكن والدة موسى خافت على حياة ابنها، فوحى الله لها أن تلقيه في اليم، وأن الله سيحفظه ويعيده إليها. ففعلت والدة موسى كما أمرها الله، ووجدته زوجة فرعون وأحبته وتعلقت به، واتخذته ابنا لها، وتربى سيدنا موسى عليها السلام في قصر فرعون، وهي من أطلقت عليه اسم موسى الذي يعني “المنتشل من الماء.
نشأ النبي موسى في قصر فرعون ولكنه كان يدرك انتمائه لبني إسرائيل. في يوم ما، وهو يتجول في المدينة، رأى رجلين يتقاتلان، أحدهما من بني إسرائيل والآخر من آل فرعون. فاستدعا المساعدة من الذي كان من بني إسرائيل، وعندما تدخل، ضرب الآخر بضربة أدت إلى موته دون قصد. هذا جعله يشعر بالخوف، وانتشر الخبر في المدينة، مما دفعه للهروب والتوجه إلى بلاد الشام.
عرف موسى على النبي شعيب الذي سقى ابنتيه دون أجر، فحكى له موسى قصته، وعرض عليه النبي شعيب أن يتزوج إحدى ابنتيه مقابل أن يعمل لديه لمدة ثماني سنوات، وبعد مرور عشر سنوات، قرر موسى العودة إلى مصر مرة أخرى.
سافر موسى إلى مصر برفقة أهله، وفي رحلته تلقى الله عليه وحيا وكلفه برسالة. أمر بالذهاب إلى فرعون ونقل رسالة الله له. أظهرت عجائب موسى كعلامة من الله. طلب موسى إرسال أخيه هارون لأنه أفصح في الكلام. ذهب موسى وهارون إلى فرعون برسالة الله والعجائب، لكنهما لم يصدقا وكذبهما. استمر فرعون في ظلمه حتى غرق، ونجا موسى وبنو إسرائيل .
قصص من حياة سيدنا موسي :
جاءت امرأة إلى النبي موسى عليه السلام وطلبت منه أن يدعو الله ليرزقها بابن صالح. فدعا النبي موسى الله أن يرزقها بطفل صالح. وأخبرها الله تعالى أنها عقيمة ولن يرزقها بطفل. ثم أخبرها النبي موسى بما قاله ربه له. وعادت المرأة وطلبت نفس الطلب بعد عام، وتكرر الرد نفسه. وبعد عدة سنوات، عادت المرأة إلى موسى وهي تحمل ابنها على يديها. فسأل موسى ربه قائلا: `كيف يمكن لهذه المرأة أن تحمل طفلا وأنت تقول إنها عقيمة؟!` فأجابه الله تعالى قائلا: `كلما قلت `عقيمة` قالت `رحيمة`. فقد غلبت رحمتي على قدرتي.
بعد هروبه من مصر، سافر النبي موسى إلى مدينة مدين. وعندما استراح وجد فتاتين ينتظران حتى ينتهي الرجال من ملء المياه. سألهما لماذا لا يأتي أحد من أسرتهما ليروي لهما. قالا له إن والدهما شيخ كبير ولا يستطيع أن يرويهما. فسقى لهما موسى. عندما حكت الفتاتان لوالدهما، أعجب به الأب. أمر أحد بناته أن تذهب إليه وتحضره له. عندما طلبت منه أن يذهب إلى أبيها، سار معها وطلب منها أن تصف له الطريق وتتبعه خلفه لكي لا يرى جسمها وهو يتحرك. هذا يدل على عفته، وزهده، ونبل أخلاقه.
– سئل موسى الله أي الناس أعلم؟ فقال الله : توجد عبد في البحرين يعرف بالخضر، وهو أعلم الناس. سافر موسى إلى هناك ليطلب العلم منه ويطلب منه أن يعلمه ما علمه الله. وافق الخضر وشرط عليه أن يطيعه وألا يسأله عن أي شيء. سافرا معا في سفينة بدون أجر. قام الخضر بنزع لوحة من السفينة، واعتقد موسى أنه يريد أن يغرق السفينة. سأل موسى الخضر عن سبب فعله، وذكره الخضر بالاتفاق الذي توصلوا إليه. اعتذر موسى ونزل من السفينة، ثم وجد فتى وقتله. أنكر موسى فعلته، وذكره الخضر مرة أخرى بالاتفاق. اعتذر موسى مرة أخرى. ثم ذهبا إلى قرية، وهناك كان هناك سور مهدد بالسقوط، وأعاد الخضر بنائه. سأله موسى عن سبب بناء السور، فتوجه الخضر وأخبره أنه حاول منع حاكم ظالم من الاستيلاء على السفن الجديدة، وقتل الفتى لحماية والديه الصالحين من فساده. أما الجدار، فكان ليحمي طفلين يتيمين وتحته كنز يخصهما. بنى السور ليحافظ على الكنز لهما. وفي النهاية، أخبره أن الله هو من أخبره بهذا الأمر .