أنواع الدعم الاجتماعي وأشكال بالأمثلة

مفهوم الدعم الاجتماعي

العلاقة الديناميكية بين البعد الاجتماعي للفرد والبعد النفسي تعني أن البعد النفسي يشمل العمليات الفكرية والعاطفية والمشاعر وردود الأفعال، بينما البعد الاجتماعي يشمل العلاقات والأسرة والمجتمع والقيم الاجتماعية والممارسات الثقافية .

الدعم النفسي الاجتماعي هو مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى معالجة الاحتياجات النفسية والاجتماعية للفرد والمجتمع والأسرة.

تعرف الاتحاد الدولي للدعم النفسي الاجتماعي الإطار النفسي الاجتماعي على أنه عملية تجعل التعامل بين الأفراد والمجتمعات أكثر مرونة من خلال الكرامة وآليات التأقلم للأفراد والمجتمعات.

كما يساعد الدعم النفسي الاجتماعي في تعزيز التماسك الاجتماعي والبنية التحتية، وتم تنفيذ بعض التدخلات للدعم النفسي الاجتماعي من قبل الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

: “إذا قام جميع الناس بدعم بعضهم البعض، فسوف يتحسن ثقتهم بأنفسهم وبمواردهم الفردية والجماعية، ويستطيعون التعامل مع التحديات المستقبلية ويحصلون على الدعم النفسي.

يمكن أن يكون الوقاية والعلاج من الأمراض العقلية، عندما يساعد الناس في مشاكلهم النفسية والاجتماعية، بأي سبب كان. هذا يساعد على زيادة القدرة على التحمل في مواجهة ظروف الحياة الصعبة.

أنواع الدعم الاجتماعي

هناك أربع  أنواع من الدعم الاجتماعي وهم :

• الدعم العاطفي

عندما نفكر في معنى الدعم والدعم الاجتماعي، فإن الشخص الذي يأتي إلى ذهننا هو الشخصالذي يستمع لنا ويقبلنا، ويوفر لنا الدعم الذي نحتاجه، ويكون متواجدًا بجوارنا دائمًا لنتحدث إليه دون الشعور بالخوف.

يمكن أن يكون مصدر الدعم والتعاطف الشخص المقرب مثل الصديق، ويمكن أن يكون هذا الدعم عبارة عن نظرة موجزة من قبل الشخص المساند عندما يشعر الشخص الآخر بالإحباط واليأس من شيء ما، حيث ينظر الشخص المساند إليه بابتسامة ونظرة تحمل معنى أن كل شيء سيكون بخير.

إن ذلك أيضًا يعتبر دعمًا، وعندما لا يتوفر الراحة النفسية ولا يتم تقدير الروابط العاطفية يوميًا، فإن ذلك يمكن أن يحسن من صحتنا.

• الدعم إعلامي

التواصل مع مصادر الأخبار وكل ما هو جديد يمكن أن يتم من خلال مشاهدة التلفزيون أو متابعة الأخباراليومية على وسائل التواصل الاجتماعي، أو قراءة مقالات مثل هذه، وكل ذلك يساعد في توسيع مدارك المعرفة.

يعتبر هذا الدعم الإعلامي مثالاً على عدم الحاجة إلى الاتصال الهاتفي مع شخص ما، حيث يتم دعمه من خلال نشر الأخبار والمعلومات الإيجابية التي تعزز النمو الذهني والفكري لدى الأفراد.

• دعم ملموس

يشير مصطلح الدعم إلى كل ما يمكن للشخص أن يشعر به من الدعم، مثل نقل الشخص إلى مكانٍ معين، أو تقديم كوبٍ من مشروبيحبه، أو مرافقة الشخص في جولة مع كلبه، أو فتح باب مفتوح للشخص.

يعتبر هذا الدعم دعماً عملياً وليس معنوياً فقط، حيث يشعر الفرد بأنه ليس وحيداً وأنه إذا احتاج إلى المساعدة فستكون متاحة له

• احترام الذات أو الدعم الإيجابي

إذا وجدت نفسك محاطًا بمجموعة من الناس، سواء في العمل أو مع أصدقائك، وتشعر بأن الجميع يحترمك ويقدرك، فهذا يعد نوعًا من الدعم الذي يمكن أن تحصل عليه من خلال مسؤولياتك تجاه أسرتك.

يتلقى العاملون في الخطوط الأمامية دعمًا وتقديرًا من هذا النوع، ويجب أن نعترف بإنجازاتنا ونتلقى مدح الناس، لأن هذا أمر غاية في الأهمية للحفاظ على الدافع والحماس.

أمثلة على الدعم الاجتماعي

1. يمكن تنظيم مجموعات دعم لمقدمي الرعاية المجتمعية من خلال الهياكل الاجتماعية الحالية لتلبية الاحتياجات النفسية والعاطفية لمقدمي الرعاية، وأظهرت الأبحاث أن المشاعر الإيجابية تجاه الأطفال والأداء الأسري الأفضل ليستبالضرورة مقتصرة على مجموعات الدعم .
2. يتم دمج أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي في المجتمع والأنظمة الصحية، وتعزيز مجموعات الدعم للآباء والأسر ومقدمي الرعاية المجتمعية والشباب.
3. يعتبر دعم الأسرة لتلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية للأطفال بشكل فعال، ورعاية الأطفال في مجتمعاتهم المحلية حيث يعتني المجتمع بالأطفال ويقدم لهم الدعم والمحبة، من أفضل المجتمعات التي تدعم الصحة النفسية والاجتماعية.
4. من خلال برنامج تنمية الأطفال الصغار، يتم توفير الأنشطة النفسية والاجتماعية التي تدعمهم، وذلك لأن تعرض الأطفال الصغار للإجهاد منذ سن مبكرة يمتلك تأثيرات سلبية طويلة المدى على سلوكياتهم ونمو أدمغتهم أيضا.
5. دعم البرامج التوجيهية للأطفال والشباب والأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز يساعد في تقليل الحزن، مما يؤدي إلى تأثيرات إيجابية على الفرد، وخاصة الأطفال.
6. يجب مراعاة الاحتياجات النفسية والاجتماعية المحددة للأطفال الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية في معالجة احتياجاتهم. يجب أخذ في الاعتبار كيفية استجابة الأطفال بشكل مختلفللمواقف المعاكسة وفقًا لظروفهم وجنسهم، عند تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.
7. تتضمن تطوير قاعدة أدلة لتدخلات الدعم النفسي والاجتماعي، التي تدعم رفاهية الطفل، برامج دعمٍ نفسي واجتماعي، ولا يمكن تقييمها بشكل واضح، لأن النتائج لا تكون واضحةً لفترة طويلة، وهناك قياس محدود لتأثيرهاعلى الأطفال.
8. تحتاج تعزيز خدمات الرعاية الاجتماعية وسياسات حماية الأطفال المجتمعية، بما في ذلك حقوق الميراث، إلى دعم بعض الجهود الخارجية من صانعي السياسات .

أهمية الدعم الاجتماعي

يتمتع الدعم الاجتماعي بالكثير من الفوائد، وتم إنشاء برامج الدعم الاجتماعي منذ عقود، ومن بينها Anonymous التي تعرف باسم برامج دعم الأقران، وذلك لأنها تتطابق مع الأشخاص بناءً على ظروف معينة .

تتوفر برامج الإدمان والصحة العقلية وبعض الأمراض المزمنة وبرامج الدعم لتحسين الرفاهية وزيادة الثقة بالنفس، وتقليل آثار التوتر وتحسين السلوكيات المرتبطة بالصحة، وتحسين نتائج المرض مثل التحكم في نسبة السكر في الدم، وتكون شبكات الدعم الاجتماعي أقل رسمية بكثير من معظم الناس.

يعتبر الحفاظ على الصحة الاجتماعية أمرا هاما لجودة الحياة ورفاهيتها على المدى الطويل، خاصة بالنسبة للأشخاص المعزولين عن العالم والتعامل مع الآخرين، حيث يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب.

من ناحية أخرى، إذا كانلديك شبكة اجتماعية قوية، فهذا يرتبط بانخفاض معدل الوفيات المبكرة بنسبة 50٪، كما أن هناك فوائد للإقلاع عن التدخين، وتشير المؤشرات إلى وجود شبكة اجتماعية قوية يمكنها تعزيز بعض أجزاء الجهاز المناعي.

ووجد أن بعض الناس في بعض البلدان مثل سردينيا (خارج إيطاليا) يحافظون على صحتهم وعافيتهم حتى عندما يصلون إلى سن الـ 90 عامًا، على الرغم من مشاق الحياة.

يعود ذلك إلى وجود شبكة دعم قوية بين الرجال والنساء في سردينيا، مما يسمح للأفراد بالاتصال المستمر ويؤدي إلى دعم اجتماعي قوي يلعب دورا كبيرا في صحتهم وزيادة العمر الافتراضي للسكان في سردينيا.