قصص الشاكرين ← ” قصص قصيرة عن شكر النعمة “
مقدمة عن شكر النعم
شكر النعم وحمد الله سبحانه وتعالى أمر واجب على كل مسلم، حيث أن كل نفس نتنفسها أو نعمة نتمتع بها ما هي إلا من الله سبحانه وتعالى ولله علينا منة فيها، وشكر النعم يتم بالقيام بالأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى، وورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تبين فضل استعمال نعم الله فيما يحب، ويكون الحفاظ على هذه النعم باستمرارية شكر الله تعالى، فأهمية الشكر تكمن بالمحافظة على الموجود وجلب المفقود، ووعدنا الله سبحانه وتعالى بأنه سيستمر في منحنا النعم وزيادتها إذا شكرنا عليها.
الشكر هو أن لا يستغني العبد عن النعمة التي أعطاها الله سبحانه وتعالى على معصيته. والشكر الذي يجب أن نتعاهد الله سبحانه وتعالى عليه هو أن نستخدم هذه النعم بطريقة ترضيه تعالى. فقد قال الله في سورة البقرة: `فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون`. وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله`.
قصص عن شكر النعم
هناك العديد من القصص المتعلقة بشكر النعمة في السنة النبوية الشريفة وغيرها، وفي هذا المقال سنتطرق إلى هذه القصص التي تتضمن ما يلي:
- وفي حديث آخر عن أبي هريرة، قال أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول
“إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، ابتليهم الله بملك، فجاء الأبرص وسأله عن ما يحب، فقال إن أحب شيء فهو لون حسن وجلد حسن، فمسحه الملك فأعطاه لونا وجلدا حسنا، ثم سأله عن المال الذي يحب وقال إنه يحب الإبل، فأعطاه ناقة عشراء، ثم جاء الأقرع وطلب من الملك شحرة حسنة وبقرة، فأعطاه ما طلب، ثم جاء الأعمى وطلب منه أن يرد الله إليه بصره وغنما، فأعطاه الملك ما طلب. وكان للأبرص واد من الإبل، وللأقرع واد من البقر، وللأعمى واد من الغنم، ثم جاء الأبرص بمظهره وهيئته.
فقال: رجل فقير يعاني من صعوبات في رحلته، وليس لدي أخبار اليوم إلا بالله، وبك أسأل، بالذي منحك الجمال والبشرة الحسنة والمال، أتستطيع أن توصل لي رسالة في رحلتي؟” فقال له: “إن هناك العديد من الحقوق”، فقال له: “يبدو لي أنني أعرفك، ألم تكن مصابا بالجذام ومحتقرا من الناس، وفقيرا، ثم أعطاك الله؟” فقال: “لقد ورثت الثروة من أبي إلى ابنه”، فرد عليه قائلا نفس ما قال له الآخر، فقال له الأول: “إن كنت تكذب، فليجعلك الله في مكانك السابق”، وجاء الأقرع بنفس صورته ومظهره، فقال له مثل ما قال للآخر، فرد عليه بنفس الرد، ثم جاء الأعمى بنفس صورته، فقال: “أنا رجل فقير وسائر الطريق أقطعت بي الحبال في رحلتي، وليس لدي أخبار اليوم إلا بالله وبك، أسألك بالذي أعاد بصرك، هل يمكنك أن توصل لي رسالة في رحلتي؟” فقال: “لقد كنت أعمى وأعاد الله بصري، وكنت فقيرا وأغناني، فخذ ما تشاء، ووالله لن أعبأك اليوم بأي شيء أخذته لله”، فقال له الأول: “احتفظ بمالك، فإنك قد اجتزت الاختبار، ورضي الله عنك وسخط على رفيقك” (صحيح البخاري 3/1276)
توضح هذه القصة طريقتين لنحمد الله وشكر نعمه، الأولى هي زيادة الثناء على الله الذي منحنا هذه النعم، وتجنب التعبير عن عدم امتناننا لهذه النعم، والطريقة الثانية هي استخدام النعمة بطريقة ترضي الله سبحانه وتعالى.
- هناك قصة عن رجل زار عالما
يروى أن رجلا ذهب إلى أحد العلماء واشتكى من وضعه المادي السيء. فقال العالم: هل ترغب في أن تكون أعمى وتحصل على عشرة آلاف درهم؟ فأجاب الرجل: لا. ثم قال العالم: هل ترغب في أن تكون أخرس وتحصل على عشرة آلاف درهم؟ فأجاب الرجل: لا. ثم قال العالم: هل ترغب في أن تكون مجنونا وتحصل على عشرة آلاف درهم؟ فأجاب الرجل: لا. ثم قال العالم: هل ترغب في أن تفقد يديك ورجليك وتحصل على عشرين ألفا؟ فأجاب الرجل: لا. فقال العالم: ألا تستحي أن تشكو حالتك لله رغم أن لديك نعما تقدر بخمسين ألفا.
- وهنا قصة الرجل الذي جاء إلى أبي حازم:
أتى رجل إلى أبي حازم حتى يسأله عن شكر العينين، فقال له: “إن رأيت بهما خيرًا أعلنته، وإن رأيت بهما شرًا سترته”، فقال فما شكر الأذنين؟، قال له: “إن سمعت بهما خيرًا وعيته، أما إذا سمعت بهما شرًا دفعته”، قال: فما شكر اليدين؟، قال: “لا تأخذ بهما ماليس لهما، ولا تمنع حقًا لله هو فيهما”.
قصة عن شكر النعمة للأطفال
القصص هي من الأساليب الرائعة والتعليمية التي من خلالها يمكن تقديم الفكرة المراد تعليمها للأطفال، فالشكر والحمد من الصفات الواجب التحلي بها وتعويد أطفالنا عليها، ومن القصص عن شكر النعمة المناسبة للأطفال هي القصة التي سنقصها في هذا المقال والتي هي بعنوان “حمدًا لله على نعمه” وهي كالتالي:
في يوم من الأيام، مرض سمير وبقي في فراشه لعدة أيام، واستمر في تناول الدواء والبقاء في الفراش، ولم تسمح أمه له بمغادرة الفراش، فجلس بجوار النافذة وشاهد المارة، ولكن شعر بالملل الشديد.
في الصباح التالي، وصل جده لزيارة سمير الذي فرح كثيرا بزيارته، وسأله جده: “كيف حالك اليوم يا سمير؟”، فأجابه سمير: “أشعر بالملل يا جدي”. فنصحه جده بأن يصبر، لكن سمير لم يرض بالنصيحة وسأل جده: “لماذا خلق الله سبحانه وتعالى المرض؟”. فابتسم جده وقال: “حتى تتعلم الصبر وتقدر نعمة الصحة التي أنعم الله بها عليك، وتشكره عليها.
قال سمير: قال الجد: “أنا لم أفهم يا بني كيف ذلك؟”. فأجابه الجد: “استمع يا بني، فالمرض يجعلنا ندرك قيمة الصحة، والجوع يجعلنا ندرك قيمة الطعام، ولولا المرض والجوع لما ندرك قيمة نعمتي الصحة والطعام. ولذلك، من الواجب علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى دائما، فنعمته لا تعد ولا تحصى، ولهذا يجب أن نشكره بالسجود والعمل بنعمته بما يرضى الله عز وجل، والابتعاد عن الأمور التي نهانا عنها”. فقال سمير: “فهمت يا جدي، أنت على حق، لولا مرضي لما أدركت قيمة الصحة وأهميتها، والصحة هي تاج على رؤوس الأصحاء لا يجدها إلا المرضى.
أدلة على الشكر
يقوم المسلم بشكر ربه دائما على النعم التي منحه إياها الله، ويشير القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة إلى أهمية الشكر، ومن أدلة ذلك
- قول الله تعالى في سورة البقرة: “فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون”.
- قول الله تعالى في سورة البقرة: يا أيها الذين آمنوا، تناولوا من الطيبات التي رزقناكم، واشكروا الله إذا كنتم إياه تعبدون.
- قول الله تعالى في سورة إبراهيم: “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها”.
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعتبر التحدث بنعمة الله شكرًا، وتركها كفرًا، ومن لا يشكر الله على القليل لا يشكره على الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
- وقال النبي عليه الصلاة والسلام: قال النبي صلى الله عليه وسلم: `إن الله يرضى عن العبد إذا أكل الطعام فيحمده عليه، أو شرب الشراب فيحمده عليه.