هل يحلم الأعمى ؟.. ويرى في الحلم
هل يحلم الكفيف
هل تساءلت يومًا، عزيزي القارئ، عما إذا كان الشخص الكفيف يستطيع الحلم أم لا؟ وإذا كان الجواب بنعم، فبماذا يحلم؟
نعم، المكفوفون يحلمون ويحلمون بصور مرئية فقط، وليس من المستغرب أن يشعروا بالأحاسيس البصرية خلال الحلم، وخاصة الأشخاص الذين ولدوا ببصر ثم فقدوه فيما بعد، حيث قد يسترجعون ذكرياتهم ويحلمون بمعارفهم.
يعود سبب تكون الأحلام إلى الذكريات المخزنة في الدماغ، وتطور دوائر الدماغ أثناء تجربة العالم الخارجي. ولذلك، يمكن لدماغ الشخص الذي فقد بصره الاعتماد على ذكريات الرؤية السابقة ودوائر الدماغ ذات الصلة السابقة للإصابة بالعمى.
يمكن للأشخاص الذين وُلدوا مكفوفين أيضًا أن يحلموا بالصور المرئية، وهذا يعود إلى أن الدماغ لديهم القدرة على توليد الصور والتخيل، وهذا الأمر يثير الدهشة.
كيف يحلم الأعمى
يتساءل الكثيرون عن مدى تفاوت تجربة الأحلام للأفراد، ولاسيما أولئك الذين يعانون من إعاقات حسية، إذ يميل الكثيرون من الأشخاص الذين يملكون بصرا إلى أن تكون أحلامهم مرئية بشكل كبير.
ومع ذلك، من المعتاد أن نتساءل عما إذا كان المكفوفون يعانون من نفس الأمر أم لا، يمكن للأشخاص المكفوفين أن يحلموا، على الرغم من أن أحلامهم يمكن أن تختلف بعض الشيء، ونوع الصور التي يختبرها الشخص الكفيف في أحلامه يمكن أن يتفاوت باختلاف النقطة التي فقد فيها بصره.
رغم اختلاف النظريات حول هذه المسألة، يعتقد عمومًا أن كل من الأشخاص الذين يولدون مكفوفين (عمى خلقي) والذين يفقدون بصرهم في وقت لاحق من الحياة، لديهم صور بصرية محددة، تكون أقل جودة في أحلامهم من الأشخاص الذين لا يعانون من العمى.
رغم ذلك، تشير الأبحاث والدراسات إلى أن المكفوفين الذين فقدوا بصرهم قبل سن الخامسة قد لا يرون الصور في أحلامهم بشكل عادي.
ومع ذلك، فكلما فقد الشخص بصره لاحقًا في الحياة، زادت احتمالية استمراره في تحقيق الأحلام البصرية، وربما تكون أحد الإكتشافات الرائعة التي قد تم العثور عليها في دراسة عام 2014 والتي تشير إلى أن المصابين بالعمى الخلقي قد يكونوا أكثر عرضة لتجربة الأحلام من خلال حواسهم الأخرى مثل حاسة الذوق والشم والصوت واللمس.
حيثُ بدأَ أولئك الذينَ أصيبوا بالعمى في وقتٍ لاحقٍ من حياتهم بأن يكون لهم أحاسيسُ محددةٌ باللمسِ أو يشعرونَ “باللمسِ” في أحلامِهم.
تشير بعض الدراسات العلمية إلى كيفية يحلم المكفوفون، ولكن هذه الدراسات تأتي مع بعض القيود، حيث أن العديد منها تم إجراؤها على عينات صغيرة من الناس الذين لا يتجاوز عمرهم 50 عامًا.
على الرغم من أن الأحلام تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، إلا أن الدراسات الصغيرة يمكن أن تساعد في توفير إرشادات عامة ومنظور محدد حول كيفية تحليل أحلام الأشخاص الذين يختلفون تماماً عن غيرهم في الحياة اليقظة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الصعب جدًا على شخص أعمى نقل أحلامه بدقة، خاصة إذا كان ينتقل طوال حياته أو جزءًا كبيرًا منها دون رؤيته.
وأظهرت نتائج الدراسات في ذلك الوقت أن المكفوفين يحلمون بنفس الطريقة التي يحلم بها المبصرون، ولكن بشكل مختلف يعتمد على تجارب كل منهما.
كيف تكون أحلام الأعمى
منذ طفولتنا، كانت فكرتنا السائدة حول الكفيف هي أنه يعيش في ظلام تام، سواء في اليقظة أو النوم، ولكن من خلال الدراسات الحديثة، تم اكتشاف أن الكفيف يستطيع الحلم أثناء النوم.
يُعتقد أن هناك نوعًا واحدًا من التذبذب الكهربائي في الدماغ يسمى موجات PGO أو (Ponto-Geniculate-Occipital)، حيث تقوم تلك الموجات بتنشيط القشرة البصرية أثناء النوم
يعمل المخ أيضًا كمولد للأحلام المرئية خلال فترة النوم، مثل حركة العين السريعة. وتظهر هذه الاهتزازات الدماغية الخاصة قبل بدء النوم بشكل عام، وتستمر لمدة (حوالي 30-90 ثانية)، ثم تنتقل من الجذع الدماغي إلى القشرةالقذالية والجهاز البصري.
يبدو أن موجات PGO في الدماغ تشير إلى مكان وزمان حدوث حركات العين، ويُعتقد أن حركات العين هذه تشير بدورها إلى المكان الذي يتم فيه مشاهدة محتوى الأحلام المرئية.
على سبيل المثال، تسبق موجات PGO الموجودة على الجانب الأيمن من الدماغ حركة العين والمحتوى المرئي للأحلام في المجال البصري الصحيح، بينما تتنبأ موجات PGO الموجودة على الجانب الأيسر بحركات العين إلى اليسار.
يبدو أن هذه التذبذبات الكهربائية تحفز حركات العين وتثير المناطق المقابلة للإثارة في القشرة البصرية في المخ، وتساعد على “رؤية” صور الأحلام في المنطقة التي يحدث فيها النشاط.
هل يظهر الكفيف حركات العين والنشاط البصري أثناء النوم
في الواقع لقد أظهرت الدراسات أن أحلام المكفوفين الذين فقدوا الرؤية لاحقاً في الحياة قد تحتوي على ألوان وحركات وأنماط بصرية مشابهة لتقارير الأفراد المبصرين، فهذا غير متوقع بالمرة لأن الأشخاص الذين قد أصيبوا بالعمى في وقت لاحق من حياتهم سيظل لديهم ذكريات عن التجربة البصرية وبالتالي يحتفظون بالقدرة على التصوير المرئي، لذلك فسوف يظهر الكفيف حركات للعين في أثناء النوم تكون مقاربة لغير المكفوفين.
ما الذي يحلم به الكفيف
مما لاشك فيه أن هناك دراسة قد أجريت في عام 1999 على أحلام 15 بالغًا مكفوفًا على مدى شهرين كاملين، حيث قد بلغ مجموعها حوالي 372 حلمًا، ومن خلال هذه الدراسة وجد الباحثون دليلاً يشير إلى أن أحلام المكفوفين تشبه إلى حدٍ كبير أحلام المبصرين، مع وجود بعض الإستثناءات القليلة التي من الممكن وأن تحدث أختلافات كبيرة مثل :-
- – يعاني المكفوفون من أحلام أقل بشأن النجاح الشخصي أو الفشل
- يحلم الأشخاص المكفوفون بشكل أقل بالتفاعلات العدوانية، ولا يتخيلون أنفسهم يعتديون على أي شخص.
- بعض الأشخاص المكفوفين يحلمون بالحيوانات، وعادة ما تكون الكلاب، أو الكلاب التي تساعد الأشخاص المكفوفين.
هل يعاني المكفوفون من كوابيس
يمكن للكفيفين الذين يحلمون بالأشياء أن يعانوا أيضًا من الكوابيس، حيث يمكن للمكفوفين أن يشعروا بالكوابيس مثل الأشخاص الذين يرى بصرهم، والمثير للدهشة أن المكفوفين يبلغون عن تجربة الكوابيس أكثر من المبصرين، وينطبق هذا بشكل خاص على الأشخاص الذين يولدون كفيفين.
يمكننا القول من خلال ذلك، أن هناك العديد من الخبراء والمتخصصين الذين يرون أن هذا يمكن أن يعزى إلى تكرار التجارب التي تهدد حياة المكفوفين بشكل منتظم، وإلى شعورهم بعدم الثقة المستمر في من حولهم، والتي تجعلهم دائماً في حاجة إلى المساعدة.
هذا طبعًا يتم مقارنته بالأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر، لذلك يجب عليك أن تضع في اعتبارك تلك الأشياء التي تحلم بها عادةً، خاصةً عندما تواجه صعوبات وضغوطًا كبيرة في حياتك اليقظة.