أنواع الحديث الموضوع وعلاماته .. وأمثلة عليه
ما هو الحديث الموضوع
قام أهل العلم بتعريف الحديث الموضوع على أنه: الحديث الموضوع هو الحديث المختلق والمصنوع والمكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كان ذلك عمدا أو غير عمد. وقد قال الشيخ البيقوني في منظومته البيقونية إن الحديث الموضوع هو واحد من أقسام الحديث الضعيف، وأن حكمهم واحد وهو البطلان. وقد اتفق العلماء على أن وضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدا يعد من الكبائر التي تستوجب التوبة والندم، ويجب على فاعلها أن يعزم على عدم العودة إليها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)، وهو حديث متفق عليه، وقد بلغ هذا الحديث مبلغ التواتر
ولقد ذهب بعض العلماء إلى ما هو أكثر من ذلك فقد قالوا بكفر واضع الحديث المتعمد عن رسول الله، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى في كتابه الكريم: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) من سورة يونس.
أنواع الحديث الموضوع
يوجد نوعان من الحديث الموضوع، ويمكن تصنيفهما كما قال العلماء على النحو التالي
نوع تعمد الراوي وضعه
تتم وضع الأحاديث المتعلقة برسول الله بشكل متعمد وكثير، وتختلف أسباب وضعها وأهدافها، ويمكن أن تكون هذه الأسباب متعددة، منها ما يلي:
- هناك محاولة لتشويه دين الإسلام وقام بذلك الزنادقة والملحدين. وقد وصفهم حماد بن زيد قائلا: وضع الزنادقة أربعة عشر ألف حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الله تعالى أنقذ أمة الإسلام بواسطة النقاد والمحققين الذين نقروا السنة، وأخرجوا منها ما كان من هذا النوع، وصنفوا الكتب والمؤلفات في هذا الشأن
- عندما يدافع الناس عن آرائهم أو مذاهبهم على حساب دينهم
- يحاول بعض القصاص والمداحين جني المال عن طريق رواية الأحاديث الموضوعة المزيفة التي تخص الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقومون بذلك للحصول على المال
- تحاول الاقتراب من الملوك وأصحاب الجاه، حيث يروون لهم ما يشتهون سماعه لدعم أفعالهم التي لم تأتي بها الإسلام، وذلك كما فعل غياث بن إبراهيم مع المهدي أمير المؤمنين، عندما قام بمجاملة الخليفة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، حين رآه يلعب بالحمام، وأخبره بحديث بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا سبق إلا في نصل، أو خف، أو حافر، أو جناح، وأضاف: “أو جناح
نوع وضع بغير عمد
ومن الأحاديث التي لم يقصد وضعها عن رسول الله بشكل متعمد هو حديث رواه ابن ماجة عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، ورده بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `من صلى كثيرا بالليل تحسن وجهه في النهار`. وقد قال الحاكم عن هذا الحديث: (ثابت دخل على شريك وهو يكتب، وقال: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكت ليتمكن المستملي من كتابته، وعندما نظر ثابت إلى شريك، قال: `من صلى كثيرا بالليل تحسن وجهه في النهار`، وثابت كان يعتقد أن هذا هو نص السند، وكان يروي الحديث به).
من علامات الحديث الموضوع
ينتشر الحديث الموضوع كثيرا بين الناس العاديين الذين ليس لديهم أي معرفة بأنه موضوع، ويتكررونه دون معرفة، ولذلك وضع بعض العلماء علامات يمكننا من خلالها التعرف على الحديث الموضوع وهي العلامات التي يعرفها طلاب مادة الحديث، ومن بين علامات الحديث الموضوع ما يلي:
- المجازفات التي لا تصح أن ترد عن رسول الله كأن يقول: يُقال إن من قال “لا إله إلا الله”، خلق الله له من هذه الكلمة سبعين ألف لسان،وكل لسان منها يتحدث بسبعين ألف لغة يستغفرون له.
- الأحاديث التي تظهر كذبا من النواحي الحسية، مثل حديث الباذنجان كشف الأمراض كلها، وحديث: إن القمر دخل جيب النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج من كمه، وحديث: الشمس ترجع إلى علي بن أبي طالب
- لا يجوز نقل الأحاديث التي تحمل كلامًا ساخرًا ومهينًا والزج بها برسول الله، مثل حديث “لو كان الأرز رجلاً لكان حليمًا، ما أكله جائعٌ إلا شبعه” وحديث “قدس العدس على لسان سبعين نبيًا، آخرهم عيسى عليه السلام.
- الأحاديث التي تناقض السنة النبوية الصحيحة فمن ذلك أحاديث: يروج بعض الأفراد للمعتقد بأن من يحمل اسم محمد أو أحمد فإن جسده لا يُصَابُ بالنار، أو أنه سيكون في الجنة.
- تُعد الأحاديث التي تناقض الشواهد العلمية الثابتة فيما حولنا، مثل حديث إن (ق) جبل من زمرذة خضراء يحيط بالدنيا، مثالًا على إبطال شواهد صحيحة.
- إذا كانت الأحاديث تتعارض مع آيات القرآن، مثل حديث مقدار الدنيا وأن الدنيا سبعة آلاف سنة والذهب منها كذا، فهذا يشير إلى أن العلم بالساعة عند الله، كما يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّه).
- الأحاديث التي ينكرها التاريخ والوقائع الصحيحة هي مثل حديث وضع الجزية على أهل خيبر، والذي لم يتم نزوله في ذلك الوقت، بل وضع في عهد عمر بن الخطاب
- الأحاديث التي تتعارض مع الفضيلة، مثل الحديث الذي يحث على الشره في الطعام، مثل وصف أكل الرسول للعنب بما لم يرد عنه.
- الأحاديث التي تناقض الفضيحة كحديث: لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه.
- الأحاديث التي تتعارض مع اللغة، فقد حصل النبي صلى الله عليه وسلم على جوامع الكلم وعُرف بالفصاحة البليغة.
أمثلة على الحديث الموضوع
- من لم ينهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلم يزدد من الله إلا بعدا، وفي لفظ: `من لم ينهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له`.
- يقول المثل: `الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائمالحشيش`، وفي لفظ آخر: `الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب`.
- اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا.
- «إياكم وخضراءُ الدِّمن فقيل: ما هي المرأة الجميلة في البستان السيء.
- «صنفان من أمتي إذا صلحا، صلح الناس: الأمراء والفقهاء». وفي لفظ «صنفان من أمتي إذا صلحا، صلح الناس: الأمراء والعلماء»
- من خرج من بيته إلى الصلاة وقال: “اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق مكان سيري هذا”، فإن الله يتجه إليه بوجهه ويغفر له بإذن ألف ملك
- من ينام بعد العصر ، فقد تضيع عقله ، ولا يلوم إلا نفسه
- «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»، وفي لفظ: يشبه أصدقائي النجوم، فمن يتبع قول أحدهم فقد اهتدى.