الفرق بين القصاص والغيلة والحرابة
هناك تفاوت في المعنى بين القصاص والغيلة والحرابة، ولكن جميعها تؤدي إلى قتل النفس وفساد الأرض، وقد عدهم الله بعقاب عظيم في الدنيا والآخرة. فقد فرض الله تعالى العقوبات لصد الناس عن ارتكاب الجرائم، وأمر بتطبيق الحدود القانونية لصالح العباد والوطن، حيث يحافظ على الأمن والدم وينظم حياة الناس ومعيشتهم. ومن خلال تطبيق راية العدالة، يهدأ صوت الظلم والاضطهاد، وتزدهر الحياة وينهض الاقتصاد وتتطور جميع المجالات الحياتية .
القصاص
قتل القصاص هو القتل الذي يكون فيه القتل عن عمد من الشخص القاتل للشخص الذي وقع عليه القصد وتم قتله أو أنه يمكن أن يكون على غير قصد أي أن القاتل قام بقتل المجني عليه المقتول دون قصد أو تعمد منه ويمكن أن ذلك باستخدام مختلف وسائل القتال ، وفي هذا الموقف وهو أن قتل القصاص يرجع فيه إلى أولياء القتيل أهله وأولياء أموره لكي يتم مشاورتهم وأخذ رأيهم إذا كانوا يريدون أن يأخذوا بثأر ميتهم أم لا فلا يقتل الإمام والحاكم المسؤول القاتل إلا بطلب أولياء القتيل وإذنها وذلك لأن الحق لهم في التصرف في ذلك إذا كانوا يريدون أن يأخذوا حقهم أن أنهم سوف يتركوه لله ويسامحو فيه.
الغيلة
ما هو حد الغيلة ؛ المعنى في اللغة: قال الأصمعي: عندما تم قتل فلان فلان، وهو يعني الاغتيال والغموض، ويقال: إنه لغرض خداع الإنسان حتى يصرخ في مكان قتله تجاهلته. قال أبو عبيد إن ذلك يخدعه الغولة وينفذ عليه في اغتياله ويأخذه إلى مكان لا يعرفه .
الحرابة
وفي قتل الحرابة يختلف الأمر عن قتل القصاص فهنا يكون القاتل قد تعمد ارتكاب جريمة القتل بعض الشيئ ، أما في هذا الموقف من قتل الحرابة فلا يرجع الإمام والحاكم والمسؤول عن الأخذ بالحق إلى أولياء القتيل ولا يستأذنهم في ذلك ؛ لأن الحق لله ، وصيانة للأنفس والأموال من العابثين والطاغين .
القصاص من قتل الصبي والمجنون
يتم السماح لأهل المجني عليه بالتنفيذ العقاب القصاص في حالة قتل شخص صغير أو مجنون، وذلك بتطبيق نفس العقوبة التي تم قتله بها .
وإذا كان الصبي صغير السن الذي لم يصل إلى مرحلة الحلم أو المجنون الذي لا يدرك ماذا يفعل أحدا منهم هو الذي ارتكب جريمة القتل أي قتل الصبي أو المجنون أحدا فلا يقاد به ولا يعتد لذلك الأمر ، ولكن تجب عليه الدية ودفع مبلغ المال الذي سوف يتم تحديده فدية للشخص الذي تم قتله وتعتبر الدية هنا بدلا من الأخذ بالثأر من شخص مقابل الشخص الذي قتل؛ لأن القاتل مرفوع عنه القلم ومازال غير مكلف وغير مؤاخذ به ، وهكذا لو أن غير المكلف قطع عضوا من شخص آخر، أو ضرب شخصا فأتلف عضوا في جسده ، فإنه يجب ضمان هذه الجناية ، ولا يجب عليه القصاص ولكن يتم دفع دية في تلك الحالات .
معاني متعلقة بالقصاص والغيلة والحرابة
عصمة الإنسان
يجب الحفاظ على دم الإنسان، فهو معصوم، ويحرم قتله والاعتداء عليه، لأن الإنسان ملك لله وحده، ولا يجوز لأي شخص آخر أن يعتدي عليه أو يقتله. ويتم حفظ دم الإنسان لأحد الأمرين
- الإيمان هو الأمر الأول، والأمان هو الأمر الثاني .
إن إيمان المسلم يحمي حياته وممتلكاته ويحافظ عليها، ويجعلها محمية ومحفوظة من أي اعتداء أو ضرر يسببه غيره له .
وأما العصمة بالأمان فهي نوعان
- النوع الأول : الأمان المؤبد يعني الأمان الدائم الذي يستمر مدى الحياة، وهذا هو العقد الذي يحمي الإنسان من الأذى .
- النوع الثاني : أمان مؤقت وهذا هو المستأمن .
يتم تكوين الأمان بنوعيه عندما يتفق المسلمون مع غير المسلمين، حيث يتعاقد الذمي وهو الشخص الملتزم بالذمة مع مواطني دار الإسلام لمنع أي هجوم عليه، كما يوفر الإمام الأمان المؤقت للأشخاص الذين يحتاجون لدخول دار الإسلام لأسباب معينة ثم يغادرونها، ويُحظر بموجب العقد الاعتداء عليهم .
أصناف غير المعصومين من القصاص
الكافر الحربي
لا يوجد قصاص على من يقتل هذا الشخص حتى لو كان قتله متعمدا، ولا يلزمه بدفع دية، سواء قتل في داره أو في دار الإسلام إذا دخلها بغير أمان من الله أو المسلمين، لأنه يعتبر مهدر الدم .
المستأمن الذمي
يشير هذا إلى الكافر الحربي الذي يدخل دار الإسلام بأمان، وإذا ارتكب جريمة، فإنه يعد مهدرًا للدم .
المرتد عن الإسلام
المرتد هو الشخص الذي دخل في الإسلام، عرف أركانه واتبع الله، ثم عاد إلى دين الشرك وعبادة ما كان يعبده قبل دخول الإسلام. وبما أنه ارتكب جريمة الاعتداء على الغير وعلن عن ذلك، فليس عليه قصاص، ولكنه يعاقب تعزيرا بسبب ارتكابه لجريمة .
القاتل عمدا
فالقاتل عمدا مهدر الدم لأنه تعمد إراقة دم إنسان بريء لم يرتكب أي خطأ في حق الذي قتله ولكن كان هو الضحية ، فمن قتله من أولياء القتيل لا قصاص عليه ؛ لأن الحق لهم فقط في ذلك إذا أرادو أن يأخذ بحقهم أم لا ، ومن قتله من غيرهم فعليه القصاص لأن الحق في ذلك لم يكن له ولكنه تصرف من تلقاء نفسه .
قاطع الطريق
اللص المسلح هو الشخص الذي ينتظر المارة في الطريق، ويهاجمهم ويسلبهم أموالهم بالقوة، ويمكن الدفاع عن النفس في حالة الهجوم عليه، ولا يُطبق عليه حكم القصاص، ولكن يُعاقَب بالسجن، ويجب على الحاكم وضع اللوائح لحماية الناس من هذه الأعمال الإجرامية .
الباغي
هو الشخص الذي ينتفض ضد الحاكم الظالم والشرعي الذي يحكم البلاد بالقوة العسكرية، ولديه القوة والشوكة والمنعة والحصن القوي، فيقتل الثائر الظالم ولا يقتل الظالم بيد الثائر؛ لأن الثائر والمعتدي يعتبران مضيعي الدماء .
الزاني المحصن
فلا قصاص ولا دية ولا كفارة على من قتل الزاني المحصن وخاصة إذا تم التأكد من أن هذا الشخص قد ارتكب فاحشة الزنا بشكل مؤكد وبشهادة الشهود أيضا على ذلك ؛ لأنه يعتبر مباح الدم والعرض بما فعله من فاحشة و ارتكابه للخطأ في حق نفسه وهو يعتبر كالمرتد عن دين الله ولكن يعزر لافتياته على الحاكم .
من هم أولياء القتيل
هم أقارب الشخص المجني عليه الذي تم قتله، وهم أيضا أولياء الدم الذين لهم كامل الحق في الانتقام من القاتل الذي ارتكب جريمة القتل في شخص من عائلتهم. يمكن لهم أن يسامحوا ويعفوا عنه، ولكن لديهم أيضا الحق في القصاص. يشمل ذلك جميع ورثة المقتول من الرجال والنساء والكبار والصغار. إذا اختاروا جميعا القصاص والانتقام من القاتل، فإنه يجب تنفيذ القصاص على هذا الشخص الذي ارتكب جريمة القتل. إذا قرر أحدهم العفو، فإن القصاص يسقط حتى لو لم يتم العفو من قبل الآخرين. على من لم يعفو أن يحصل على نصيبه من التعويض، وإذا تم استخدام التلاعب لتجنب القصاص، فإنه يتم تقدير الدية وفقا لطبيعة الجريمة. وتخوفا من اضطراب الأمن بسبب العفو المتكرر، يتم احتفاظ العفو للعشيرة الرجالية دون أن يؤخذ برأي النساء. يتغير الحكم وفقا للظروف والأسباب، وتقدر الضرورة بحسب طبيعتها .
أحكام القصاص
- يقتل المسلم الذي ارتكب جريمة في حق أخيه المسلم واعتدى عليه وقام بقتله إذا كان قتل مسلما ، ويقتل الكافر إذا قتل مسلما أو كافرا وذلك لإعتدائه عليه وإباحة دمه لنفسه ، ولا يقتل المسلم إذا قتل كافرا وخاصة إذا كان ذلك الكافر قد ارتد عن دين الله بعد دخوله فيه ؛ وذلك لعدم المكافأة والمساواة في الدين بين الكافر والمسلم .
- يتم قتل الذمي الكافر بواسطة الكافر الذمي إذا هاجم بعضهم البعض، سواء اتفق دينهما أو اختلف، ولا يجوز قتل الذمي الكافر بواسطة الكافر الحربي لأنه يسمح بسفك الدماء، فلا يحميه القانون ولا يدفع دية عنه .
- الكافر المستأمن يقتل الكافر المستأمن ، وذلك للمساواة بينهما .
- تؤدي الحرارة إلى موت العبد والحر والسيد وعبده، ويمكن أن يؤدي التعدي بينهما إلى القتل، ويتم إيذاء الذكور بالإناث والإناث بالذكور .
- يسود في هذه الجماعة قاعدة القتل الجماعي والانتقام من دون اعتبار للأخلاق والحقوق الإنسانية والقانون .
- في حال طلب بعض الأشخاص القصاص والبعض الآخر الدية، يتم قتل الجاني إذا أراد أحدهم القصاص، ويتم دفع الديات من مال الجاني لأولياء القتلى الآخرين، لأن كل نفس لها حق مستقل ومعصوم .