المجتمعمنوعات

دور الأصدقاء في غرس القيم الأخلاقية

تأثير الأصدقاء في غرس القيم الأخلاقية

الصديق له تأثير قوي في تنمية الأخلاق والحفاظ عليها، والإنسانية، حيث تختلف درجات الصداقة من شخص إلى آخر، ولذلك فإن حقوق الأصدقاء أمر هام لا يمكن نسيانه، وللأقران بشكل خاص دور لا جدال فيه في مساعدة الأطفال والمراهقين على تشكيل مسارهم الأخلاقي. وبالنسبة لتقييم وجهات النظر الفلسفية والنفسية حول الأخلاق، فإن هناك حجتان رئيسيتان تتعلقان بعلاقة الصداقة بتطور الأخلاق، حيث تتمثل الحجة الأولى في أن المحيط الذي يعيش فيه الفرد يؤثر على تكوين شخصيته وبالتالي سلوكه الديني والأخلاقي

وهناك العديد من الأصدقاء المخلصين الذين يرفعون صديقهم إلى أعلى المراتب وهو الصديق الوفي وعلى النقيد يوجد صديق قد يؤدي بصاحبه إلى التهلكة وهو ما يسمى بصديق السوء كما أن الصداقات تعمل كقوة إيجابية في تعزيز التطور الأخلاقي ، لأنها توفر خلفية يمكن للأطفال أن يتبعوها ويمشون على نهجها أما القواعد ،  وهناك معايير اختيار الصديق منها القيم الأخلاقية الخاصة والتي تعتبر في وقتنا الحالي في تناقص شديد أما الحجة الثانية فهي القدوة الحسنة ، والمثل الأعلى فقد يكون المثل الأعلى أب ، أخ ، صديق ، قريب ويعتبر هذا الأمر ارتباط وثيق فبعض اهتمامات الأصدقاء قد تنعكس على الأصدقاء والغير وبالتالي تصير النماذج المشرفة هو مثل يحتذي به الفرد.
كما أن حقوق الصديق كثيرة منها الوفاء بالعهد معه والإخلاص من أجله وعدم إفشاء أسراره كما أن هناك شخصيات لا تصلح للصداقة.

دور الأصدقاء في تحديد السلوك الشخصي للفرد

يقوم الكثير من الأصدقاء بتقليد أصدقائهم في جميع الأفعال والأقوال، حتى لو كانت خاطئة، وهم يدركون جيدا خطأها، ولكنهم يقومون بتلك الأفعال من أجل التقليد الأعمى، ويعود ذلك إلى قضاء وقت طويل مع هؤلاء الأصدقاء، وهناك معايير للاختيار وصفات الصديق الصالح، والتي تتميز بالعادات الحسنة والتعاليم الدينية والسلوك الشخصي، ولذلك، فإن تلك الأصدقاء نعمة من الله، ولا يوجد هدية أفضل من الأصدقاء المخلصين وأصحاب الطموح والكفاح، ومن بين معايير اختيار الصديق الإخلاص.

أولئك الذين نحيط بهم أنفسنا لديهم وهذا ليس مجرد ضغط من الأقران ، حيث تتصرف عمداً بطريقة معينة لتلائم المجموعة  لذلك فمن المقبول الآن أن إحساسنا الشخصي بالذات مستمد من أشخاص آخرين يقول آمبر جافني ، عالم النفس الاجتماعي من جامعة ولاية هومبولت: “كلما زادت هويتك من مجموعة ، حتى عندما لا تكون قريبًا من تلك المجموعة ، زاد احتمال تمسكك بهذه القيم” أما  “إذا كان جزء كبير من كيفية تحديد هويتك هو كونك طالبًا من جامعة معينة ، أو مثلي أكاديمي ، فهذا ما تأخذه معك في معظم التفاعلات مع الآخرين لذلك فإن دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي هو دور فعال ومؤثر للغاية.

دور المدرسة في غرس القيم الأخلاقية

تعد المدرسة هي البيت الثاني للطالب أو الفرد حيث يقضي فيها معظم وقته، ويتعلم منها كافة السلوك الأخلاقية كما يقابل العديد من الأصدقاء الذين تجمعهم علاقات بعضهم بعضا وتعتب المدرسة مؤسسة تعليمية وتربوية لها دور كبير في تقويم الطالب إلى الطريق الصحيح حيث تتناول المواد الدراسية المتمثلة في التربية الإسلامية وغيرها من المواد التي تزرع القيم والأخلاق والدين كما أن للمعلم في المدرسة دور فعال بأنه لابد أن يتحلى بالصفات الحسنة من أخلاق، وإلتزام، وأدب وبالطبع يغرسها في تلاميذه وتعليمهم كل ما هو صالح، وكذلك كيفية استغلال الوقت في كل ما هو مفيد، والتمسك بالقيم الدينية، والعادات الصحيحة وما هو الدور الذي تلعبه تلك الصفات في تهذيب الأخلاق وتحسين القيم .

من خلال المدرسة أيضا نستطيع التفرقة بين السلوك الصحيح والسلوك الغير مرغوب فيه وذلك من خلال عمل تقييم للطالب المثالي علميا ، وخلقيا ، ودينيا وتقديم الحافز لتلك الطلبة لكي يحرص الجميع على الإقتضاء به  كما يمكن أن تقوم بمعالجة الإنحراف وخخاصة للشباب الذين يعيشون مرحلة المراهقة وحثهم على التحلي بالأخلاق الحميدة والقيم الدينية الإسلامية.

أهمية الصديق في حياتنا

  •  للصديق دور هام في حياتنا العاطفية والنفسية والجسدية والصحية. هناك أنواع مختلفة من الأصدقاء، بما في ذلك الأصدقاء الأوفياء والخائنة. يلعب الصديق المخلص دورا كبيرا في الحفاظ على صحتنا الجسدية، حيث تشير الدراسات إلى أن العلاقات الصحية تساهم في صحة جيدة وتقليل مخاطر الإصابة بمشاكل صحية مثل السكري والنوبات القلبية والسكتة الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للصديق المخلص أن يكون داعما في الأوقات الصعبة ويخفف من الهموم والأحزان والتعب.
  •  يمكن لدور الصديق اجتماعيا أن يقلل من الشعور بالوحدة، وذلك من خلال وجود روابط اجتماعية قوية، وقد يؤثر سلبا على طول العمر. ووفقا لاستعراض عام 2010، فإن الأشخاص ذوو العلاقات القوية لديهم نصف احتمالات الوفاة المبكرة بجميع الأسباب، بينما يمكن أن تؤدي العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة وعدم وجود صديق وفي في حياة الإنسان إلى مشاكل نفسية كبيرة مثل الاكتئاب والقلق وارتفاع ضغط الدم وتعاطي المخدرات وإدمانها.
  • يساعد الأصدقاء في بناء الثقة بالنفس، حيث إن لكل شخص شكوكه الذاتية ويشعر بعدم الأمان من حين لآخر، ولكن وجود أصدقاء يدعمونك يلعب دورا كبيرا في بناء الثقة بالنفس والاحترام للذات. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للأصدقاء الداعمين أن يساعدوا في زيادة الثقة بالنفس من خلال تقديم الثناء والتأكيد عندما يشعر الشخص بعدم اليقين، على عكس الصداقات المزيفة التي تقوم على المصالح ولا تدوم طويلا.
  • الأصدقاء يدفعونك لتكون أفضل لأنه يمكن للأصدقاء أيضًا توفير تأثير إيجابي  إذا كونت صداقات مع أشخاص كرماء بوقتهم ، أو ساعدوا الآخرين ، أو طموحين أو ذوي توجه عائلي ، فمن المرجح أن تطور هذه القيم بنفسك لذلك يتمتع الأصدقاء العظماء بالقدرة على تشكيلك في أفضل نسخة من نفسك يرونك ويحبونك لما أنت عليه حقًا إنهم يقومون بتدعيمك ، وتشجيعك ، ويدفعونك للقيام بعمل أفضل وأن تكون الشخص الذي تريد أن تكونه.
  • يساعد الأصدقاء على التغلب على التوتر في مواقف متعددة، حيث يمر الجميع بأحداث مرهقة وصعبة. إذا كنت تعلم أن لديك أشخاص يمكنك الاعتماد عليهم، فقد تقل احتمالية أن ترى الأوقات الصعبة على أنها مرهقة. كما يمكن أن يساعد قضاء الوقت مع الأصدقاء في تقليل التوتر، حيث أثبتت الأبحاث أن الروابط الاجتماعية تساهم في تخفيف مستويات التوتر، والتي يمكن أن تؤثر على شرايين القلب ووظيفة الأمعاء وتنظيم الأنسولين والجهاز المناعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى