حقوق الصديق وواجبه تجاه صديقه
الصداقة هي عهد بين القلوب، وتعني تقارب الأرواح، ورابطة الصداقة تكاد تكون أقوى من رابطة الدم، لأنها مبنية على اختيار الأصدقاء لبعضهم البعض، وتُعد لذلك من أجمل الروابط الإنسانية، وبها يصبح الصديق هو الأمان الذي يلجأ إليه صديقه، فالشخص الذي يمتلك الكثير من الأصدقاء يشعر وكأنه يمتلك الدنيا بما فيها، والصداقة الحقيقية المبنية على الأخلاق لا يمكن شراؤها بالمال، لأنها تكون مبنية على الإخلاص والوفاء والحب، ولا يؤثر بها بعد المسافة أو قربها، لأن الصديق يحمل اخلاصه لصديقه أينما كان ومهما بعدت المسافة.
حقوق الصديق على صديقه
للصديق على صديقه حقوق يجب الحفاظ عليها والمحافظة عليها، ليؤدي حق الصداقة، فمن حق الصديق على صديقه وأهمها أن يحتفظ بسرية أموره أمام الأشخاص الآخرين وأن يوجهه دائما نحو الخير، ويكون له دعما في أوقات الصعوبات وأوقات الرخاء، وأن يكون حماية له من الصعاب والتحديات، فالصديق الحقيقي هو الذي يتسبب في تغيير كبير في حياة صديقه، ولا يتخلى عنه أبدا بغض النظر عن الظروف، لأن محبة الصديق تستمر دوما وتجلب الخير، ولا يوجد شيء أجمل من صديق صالح يحفظ صديقه في كل الأوقات.
يشعر الصديق بالسعادة والفرحة إذا وجد أصدقاء معه يحملون همومه ويهونون عليه مصاعب الحياة، وتُعد أفضل مثال على الصداقة صداقة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي كان يُصدق الرسول في كل ما يقول، وينصره دائمًا، ونصره حين خذله القريب والغريب، ورافقه في هجرته من مكة إلى المدينة، على الرغم من معرفته بخطورة الطريق وبطش قريش وتوقعه، وهذا يؤكد أن الصديق ليس مجرد شخص عابر يشارك صديقه الفرح والضحك، ولكن الصديق الحقيقي يشارك صديقه الأحزان والهموم والضيق قبل الفرح والسعادة.
حسن اختيار الصديق
تظهر أهمية الصداقة بوضوح في جميع جوانب الحياة، يجب على الشخص اختيار صديقه بعناية، ويجب أن يكون الاختيار مبنيا على مجموعة من المبادئ والقواعد الثابتة في الأخلاق والصفات الحميدة، لأنه إذا لم يختر صديقه بعناية، فسيواجه العديد من المشاكل التي يمكن تجنبها. إن الصداقة هي تجارب واختبارات قبل أن تصبح مجرد كلمة، لذا يجب على الفرد أن يكون حذرا في اختيار أصدقائه. وكما يقال دائما: `تمهل في اختيار أصدقائك، فأنت تختار صفا من المصلين في جنازتك`.
إن الله تعالى حذرنا من أهل السوء، فقال: “وَإِذَا رَأَيْتَ الذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِما يُنْسِيَنكَ الشيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظالِمِينَ” (الأنعام:68)
أوصى أحد الصالحين ابنه عند وفاته بقوله: `يا بني، إذا أردت صحبة إنسان فاصحب من يحفظ حقك، وإذا صحبت من يصلحك ويحسن لك، واصحب من تعمل له ويعدّ عليك الحسنات إذا رأى منك حسنة، ويستر عليك إذا رأى منك سيئة`. وقد قال بعض السلف: `عليكم بإخوان الصدق، فإنهم زينة في الرخاء، وعصمة في البلاء`.
واجبات الصديق على صديقه
الإنسان هو كائن اجتماعي بطبعه، ولا يستطيع العيش مبتعدًا عن الناس، فلن يشعر بسهولة أو متعة العيش إلا في حالة وجود صديق يخفف عنه من مصاعب حياته، ويفضي إليه بأسراره التي تبقى حبيسة نفسه، لأنها لن تجد أذنًا صاغية تسمع لها أو قلبًا حنونًا يحتضنها فيخفف من عبء ثقلها على حاملها.
تتعدد واجبات الصديق على صديقه ومن بينها :
ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تشمل المشاركة في الأفراح والأحزان فرح الصديق لفرح صديقه ومشاركته الحزن وتواسيه.
يحفظ الصديق أسرار صديقه، ويؤمن بقوله.
الصديق يقف بجانب صديقه في الأوقات الصعبة ويحاول مساعدته بقدر استطاعته.
يتصرف صديقه برفق ولين، ولا يسمع منه إلا أجمل الأقوال، ولا يرويه إلا أجمل الأفعال.