ما هي حقوق الأصدقاء
ما واجب الصديق تجاه صديقه
لكي يؤدي الصديق حق صداقته، يجب عليه الالتزام بحقوق هذه العلاقة المميزة. لذلك، يجب على كل منهما في حال كانا اثنين، -مع العلم أن احتمال كبير أن تكون دائرة الأصدقاء واسعة- أن يبذل كل منهما المحبة ويعبر عنها، ويستغل فرصة تقبل الصديق لتوطيد الصداقة معه. الاحتفاظ بالأصدقاء القدامى واستخدام الاتصال بدلا من الانفصال والابتعاد هي النقطة الأكثر أهمية في إصلاح العلاقات بين الأصدقاء.
حقوق الصداقة في الإسلام
وأهم ما قيل عن الصديق الوفي تم ذكره على لسان الأئمة والصالحين، وكما قال الإمام علي عليه السلام: `إنما سمي الصديق صديقا لأنه يصدقك في نفسك ومعايبك، فمن فعل ذلك فاستنم إليه فإنه الصديق`.
يتمتع الأصدقاء الواثقون بالثقة بأنهم سيتمكنون من التغلب على لحظات الخصام والصعوبات، فهم يتحملون ويصبرون في الأوقات الصعبة مهما كانت الظروف.
كما أن الأصدقاء الذين يقفون معك في الصعاب هم الأكثر صدقًا والأقل تكلفًا والأقل كلامًا، وأن الأصدقاء الذين يترددون في دعمك هم الأكثر حديثًا في الحقوق الأخوية. فالصداقة والأصدقاء يتميزون بالأفعال والصدق، وليس بالثرثرة والأقوال.
يصلح كل شخص للصحبة، ولكن هناك شخصيات لا تصلح للصداقة. يجب أن يكون الصديق النافع للإنسان في دنياه وآخرته، وبالتالي فإن الصديق يعكس شخصيته ولا يتظاهر ولا يرتاب ولا يكون غدارا، ولا يتصرف بشكل مزدوج.
يجب أن يكون الصديق على خلق وعلى دين، لأن الإنسان الذي يفتقر إلى الأخلاق الطيبة التي أمر بها ديننا الحنيف لا يستحق الثقة والصداقة، وقد يتغير بتغير الأهواء والأغراض، وقد ينقل عداوته إلى أصدقائه الآخرين مما يؤدي إلى تعرضهم للأذى والمشاكل.
الصداقة بين الأصدقاء لا تعرف حدودا أو حواجز، فهي تمتد رغم المسافات، ولذلك يجب علينا أن نعرف حقوق الصديق وأن لا نضيعها، فالأصدقاء هم أوطان واسعة ودافئة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الصديق السوي والجيد هو الذي يحاول بدلاً من صديقه توسيع دائرة صداقاته، ويشفعون له في الآخرة. فإذا حصرت الصداقة في صديق واحد، فقد يؤذي القلب، ووجود أصدقاء آخرين يعني عدم خيبة الأمل إذا سخرهم الله للوقوف بجانبك. بالطبع، يحق للصديق حقوق، ولكن الصداقة يجب أن تبقى متنفسًا وليست التزامًا.
من المستحيل أن يعيش أي شخص بلا صديق يؤانسه وخليل يصاحبه، لذلك يجب على كل شخص اتخاذ صديق أن يعرف حقوقه والآداب في التعامل معه.
– لتحقيق صداقة ناجحة، يجب أن يتحلى الأصدقاء بصفات الصديق الصالح وحقوق متبادلة بينهم.
حقوق الصداقة
- الدفاع عنه في غيبته
- العفو عن زلته وقبول المعذرة
- إحسان الوفاء مع أهله
- نصحه باللطف
- ستر العورة
- المبادرة بالإعانة
- كتمان السر
- يحول بينه وبين الآثام والشرور
- ستر العيوب
- الإصغاء عند الحديث
- الدعاء له
- حفظ الأخوة يتمثل في حب الخير للآخر كما تحبه لنفسك، وكراهية الشر للآخر كما تكرهه لنفسك
- المواساة في المصائب
- إقالة العثرات
- إجابة الدعوة وقبول الهدية
- الامتناع عن خذلانه
- يجب أن يكون الدعم المقدم لشخص ما يكون ظالمًا أو مظلومًا (وفي هذه النقطة يجب تقديم الدعم له في البداية، ومن ثم توجيهه لمعرفة إذا كان الحق يدعمه أم يعارضه).
- حفظ الاخوة ورعاية عائلته
- الشفاعة في المساءلة
- التحسين لمقاله ورعاية ذمته
الصداقة حقوق وواجبات
تشمل حقوق الأصدقاء الأساسية العتاب والاهتمام، وعلى الرغم من الانشغال والعمل وقلة الوقت والمسافات، يجب أن يكون هناك وقت حتى للسؤال والاطمئنان على الأصدقاء الأعزاء .
فكرة السؤال ذاتها تعطي أهمية وقيمة وغلاوة للصديق، ولن يشعر بهذه الأهمية إلا من فقد الصديق واشتاق إليه. فبغض النظر عن القرب والمحبة بين الأصدقاء، فإن الجفاء يتسبب في تقليل الود ويؤدي إلى تشويش في العلاقة يزداد مع الزمن والأحداث.
فترك مساحة كبيرة بين الأصدقاء بحجة حريتهم أو الانشغال عنهم يتحول إلى فجوة، ومنهم من ينذرك بالتوبيخ وآخر يتخلى عنك.
فكما قال صلى الله عليه وسلم: حق المسلم على المسلم ست. قيل: ما هن يا رسول الله. قال: اذا لقيته فسلم عليه واذا دعاك فأجبه واذا استنصحك فانصح له واذا عطس فحمد الله فشمته واذا مرض فعده واذا مات فاتبعه. وكما ذكر السمعاني ابن الفاخر فقال: شاب كيس, حسن العشرة والصحبة , سخي متودد, يراعي حقوق الأصدقاء ويقضي حوائجهم .
الإنسان يكون ضعيفا بنفسه وقويا بإخوانه. فالإخوة هم قوة للإنسان، يستند إليها ويعتمد عليها بعد الله، ولا يستغنى عنها في مواجهة تحديات الزمن ومشاكل الحياة. يحث ديننا الحنيف على التآلف والمحبة بين المؤمنين، حيث يجمعهم الود وتتوحد قلوبهم برابطة المحبة، فيكونون كالبنيان الذي يشد بعضه بعضا، وكالجسد الواحد إذا أصيب بعض أعضائه بالمرض يتعاطف معه سائر الأعضاء بالحمى والسهر.
هذه هي حقوق المسلمين الذين يجهلون بعضهم البعض ولا يتواجدون في عشرة، فما بالك بحقوق الأصدقاء.
ينبغي أن يكون الصديق كريما ومخلصا، ولا ينبغي أن يكون خائنا أو غادرا، حتى تستمر صداقته ومحبته، سواء كان الإنسان في حالة عسر أو يسر، وسواء كان يعيش في وفرة ورخاء أو يعاني من الشدائد والمصاعب .
يجب أن يكون الصديق الحقيقي هو الشخص الذي يظهر دعمه ووفاؤه في الأوقات الصعبة، وليس مثل ما يحدث كثيرا في حياة الناس، حيث يزداد عدد الأصدقاء والمقربين لشخص ذو سلطة ونفوذ وثراء، وعندما يفقد هذا الشخص نفوذه وثراءه، يتخلى الأصدقاء عنه وينسحبون عنه كأنه لم يكن.
ولله در القائل:
الإنسان في زمن الازدهار مثل الشجرة، والناس من حوله كثيرا ما يستفيدون منها
عندما يتركها، يحملها ويغادر… وتبقى تعاني من الحر والغبار
ومن ناحية أخرى فإن كرم الطبع يقتضي ألَّا يتبدل الإنسان، ولا يتحول، ولا يتنكر لصديقه، إذا ما فتحت عليه الدنيا دونه. إن كرم طبع الصديق يقتضي – بالإضافة إلى ما سبق – ألا يمن على صديقه بما أسدى إليه من خير, أو صنع في حقه من معروف ويقتضي كذلك أن يقبل العتاب إذا بدر منه ما يستدعي العتاب.
بهذا يظل الحب دائما حاضرا بين الأصدقاء والأحباب. ويتطلب للصديق الكريم أيضا أن لا يكون أنانيا ويتفرد بذاته، فلا ينظر إلا إلى نفسه ولا يعبد إلا هواه. بل ينبغي أن يتصف بصفات المؤمنين الصالحين، فيرى للآخرين ما يراه لنفسه، ويحب لأخيه ما يحبه لنفسه. فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: `لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه` .
مفهوم الصداقة الحقيقية
الأصدقاء لهم قيمة كبيرة بالنسبة لنا جميعًا، ولكن هناك أنواع مختلفة من الصداقة، مثل صداقة الطفولة، وزملاء الدراسة والعمل، وأصدقاءمواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك. ومع ذلك، كيف يمكننا التفريق بين الأصدقاء الحقيقيين والسطحيين؟ كيف يمكننا صنع صداقات عميقة ودائمة التي لا تتغير مع مرور الوقت؟.
الصداقة هي الشعور الذي يربط بين الأشخاص الذين لا ينتمون لنفس العائلة، ولكنهم يقدرون بعضهم البعض بشدة. الأصدقاء هم الأشخاص الذين يعرفون بعضهم جيدًا ويمكن أن يكون لديهم نفس الأنشطة أو نفس الشغف، ويمكن أن يكون هذا في أصل صداقتهم التي تطورت مع الوقت.
وكما يقال عن الصداقة هو أنها تظهر في مواجهة الصعوبات والتحديات، وبشكل أوسع، فإن الصداقة تشير إلى أي شكل من أشكال الارتباط حيث يتعايش الأصدقاء بشكل جيد ويثقون ببعضهم البعض. ولذلك، تكون حقوق الصديق إما معنوية أو مادية أو نفسية .
معنى الصديق الوفي
يقول علماء اللغة إن أصل كلمة `صديق` هو `صدق`، وتشير إلى القوة في الشيء، فالصدق هو القوة والاستقامة في الكلام. والصداقة هي تجلي صفات الصدق، المودة، المحبة، الإخلاص، والنصح في الصحبة.
لطالما سمعنا المثل القائل :الصديق الحقيقي هو الذي يصدقك في النصيحة والمحبة، ويقف معك عند الضيق والحاجة، وفي اليسر والإعسار وعند الحاجة والإقتار.
الصداقة الحقيقية تزداد قوة في الأزمات وتتعزز في المحن، وتتجلى بوضوح في الحاجات. وليست الصداقة في الاجتماعات المتكررة أو تبادل الرسائل والمزاح، فهذه ليست إلا صداقة تتلاشى فور وجود حزن أو تعرض لموقف محرج، تكشف عوراتها وتظهر حقيقتها وروحها الحقيقية.