: “الصداقة هي واحدة من أسمى النعم التي ينعم بها الله على الإنسان، حيث يجد الإنسان بجواره شخصا يساعده ويستند إليه ويستطيع الاستشارة ويبوح له بأسراره إن احتاج. ولكن، إذا كان هذا الصديق يمتلك صفات تقلل من قيمة الصداقة الحقة وتحولها إلى مصلحة أو استغلال لظروف أو خصوصيات كانت سرية باسم الصداقة، وتحولت إلى مشاع للجميع وكتاب مفتوح للأعداء قبل الأصدقاء بمجرد حدوث الخلافات.
معنى أن يكون لديك صديق
هناك العديد من الأقوال المأثورة والعبارات الشعبية في مجتمعاتنا العربية عن أهمية الصداقة في حياتنا وفي الشريعة الإسلامية أيضا، ومنها قول نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام: `المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل`، وحيث أخر: `أسعد الناس من خالط كرام الناس`.
الصديق الحقيقي هو الشخص الذي تجده متواجدا معك في الأوقات الصعبة والتعب والأوقات التي تحتاج فيها إلى شخص يساعدك في مشقة الحياة وهمومها، وينصحك بالخير ويكون سندا وعونا لك، ويحتفظ بسرك ويظل يحبك ويدعمك في كل الأوقات، ولا يتغير عليك بغض النظر عن مدى غضبك أو حزنك، وبغض النظر عن مدى سوء الدنيا التي تواجهك، إنه أول من تلجأ إليه وأول من يستجيب لك ويساعدك حتى تصل إلى بر الأمان.
صفات شخصية لا تصلح للصداقة
حتى نكون منصفين نحن جميعاً كبشر لدى كل واحد منا أخطائه و جميعنا ملئى بالعيوب فالكمال لله وحده لكن صفات الصداقة واضحة للعيان و ثابتة من قديم الأزل و من يكون صديق عليه بالتحلي ببعض الصفات دون غيرها و إذا إفتقد إلى أي من هذه الصفات لن يستحق صفة صديق و لن يكون صديق حقيقي و تعتبر إنتفت عنه صفة الصداقة الحقة ومن هذه الصفات السيئة التى لا يصلح من يتحلى بها :
الصديق الذي يتمني الشر لك
هناك من يدعي الصداقة لكن في الحقيقة هو يُضمر لك الشر في داخله و يعمل على أن يُدمر حياتك فهو يدعي الحب و المودة و في داخله يتمني أن تفشل في حياتك و يحمل في ظهره السكين الذي إذا سنحت له الفرصة أن يقتُلك به فيفعل فهو يغار منك الغيره التي تعمية و يسعى إلى أن يراك مثله و لا يرغب في رؤيتك تنجح أبداً.
هذا الصديق شره عميق لا تعرفه إلا مع المواقف الشديدة و الصعبة و التي إذا أردت أن يقف إلي جوارك سوف يتحرك إليك ببطء لأنه لا يرغب في رؤيتك تنجح و تتطور و إذا أراد أعدائك ثغرة للدخول إلى حياتك ليدمروها فسوف يكون صديقك المقرب هو أقرب بوابة للدخول فعليك الحذر ثم الحذر من هذا النوع من الصديق السام فهو لا يعرف لمعنى الصداقة سبيل و غيرته القاتله تعميه و يجب عليك الحذر منه. و في الحقيقة أن للشخصيات التي تُظهر هذا النوع السيء من الأفلام و المسلسلات في حقيقة الأمر هي من الواقع و الدنيا مليئة بعجائب النفس البشرية و هناك العديد و العديد من القصص العجيبة عن خيانات الصداقة و التي قد تستمر إلى سنوات طويلة من الطفولة و تتكشف حقيقتها بعد مرور وقت طويل.
الصديق الأناني
يتمحور الصديق الأناني حول ذاته بشكل أناني لأبعد الحدود، ولا يحب أن يظهر أي تميز بجواره، ولا يتحدث إلا عن نفسه وإنجازاته الشخصية، مؤكدًا أنه هو الفاعل في كل شيء، وأن أي شخص يقف بجواره لا يساوي شيئًا في نظره
كثير التباهي و ينسب الفضل لنفسه دائماً ولا يحب مساعدة الغير إلى أنه محترف في سرقة أفكار غيره حتى يحصل على الثناء و التقدير وحده فقط، هذا النوع من الأصدقاء عليك بالحذر منه لأنه دائما ما يحاول العمل على تدميرك و إحباطك في كل شؤون حياتك و إذا طلبت منه المساعدة أو التضحية من أجلك لن يفعلها حتى لا يتخيل أنك من الممكن أن تكون أفضل منه إلى جانب محاولاته الكبيرة و الحثيثة على ان يعمل على تشويه سمعتك و قول السوء فيك و أن يعمل على أن الجميع يبتعد عنك ويكرهك.
الصديق السلبي المحبط
هناك العديد من الدعوات مؤخرا تهدف إلى أن ما نعتاد أن نقوله لأنفسنا أو نفعله أو نقنع ذواتنا به لهو من الأمور التي تتسبب في ضعف ثقتنا بأنفسنا وتؤدي إلى الإحباط والتراجع، وهي بلا شك الأفكار السلبية؛ فما بالك إذا كانت هذه الأفكار السلبية تأتيك من صديقك المقرب الذي يعمد إلى تشويه نظرتك للحياة بأكملها وأنها رحلة من الصعوبات وأن المحظوظون فقط هم من ينجحون ويحققوا أحلامهم أو النصابين الذين يستغلون حاجة الآخرين فيصبحوا أثرياء.
هذا الصديق أبتعد عنه لأنه محبط إلى أقصى حد و إذا أقدمت على أي تجربة نجاح و ترغب في مشورته يكون لك محذر بأن هذه الطرق ليست لك و عليك الإبتعاد عنها و أن الظروف محبطة و الأمور صعبة و ستخسر أموالك ولن تجد من يساعدك و يعينك و غيرها من الأقاويل التي تعكر عليك صفو الحياة و لا تعينك على التقدم أو فعل أى شيء إيجابي لك ولأسرتك في المستقبل.
الصديق المتطفل
هو من يتدخل في شؤونك بإستمرار و يرغب دائماً في معرفة أخبارك و ماذا فعلت وماذا إشتريت و ما هو التعليم الدراسي الذي حصل عليه أولادك و يسعى دائماً إلى أن يقارن حياته بحياتك و أن يفعل كل شيء مثل الذي تفعله أنت. فهو غير راضي عن حياته و يتمنى لك زوال النعمة إلى جانب تطفله في كافة الأمور الشخصية و التي من الطبيعي أن لا يرغب الأخرين في معرفتها عنك، فهو يفرض نفسه عليك و يطلب منك المساعدة بشكل دائم فهو يرغب في أن يحصل على أموالك و أن تقوم بالصرف عليه و إشراكه في كافة أمور حياتك و لا يتركك أبداً تفعل شيء بدونه حتى تصل لمرحلة أن تكره فيها حياتك و تكره الصداقة فهو مثل سيء للصديق المستغل المتطفل عليك.
الصديق كثير الكلام عنك
الصديق الثرثار والمتحدث بكثرة دون داع، ويتحدث في معظم حكاياته عنك، وعندما يدخل منزلك فهو يرى ما بداخله ويتحدث عنك للآخرين، دون احترام خصوصية منزلك أو الأسرار التي لا يجب أن تكون معروفة للجميع. وأنت تفتح له منزلك كأنه الصديق الحميم والوفي، ولكنه في المقابل يخرج ليتحدث عنك للآخرين ويكشف عن أسرارك، ويكون دائما بحثا عن معرفة المزيد من المعلومات عنك وعن عائلتك وأقاربك وراتبك وعلاقاتك، فهو يسعى لجمع المعلومات عنك ليقولها للآخرين.