المخاطر الصحية المرتبطة بالنوم المطول
النوم
النوم هو سلوك فيزيولوجي يشكل ثلث حياة الفرد، وهو ضروري للبقاء على قيد الحياة، حيث يؤدي الحرمان من النوم في النهاية إلى الموت. يختلف النوم عن اليقظة بانخفاض قدرة الشخص على استجابة المحيطات المحيطة به. وهو حالة تتكرر يوميا للعقل والجسم بصورة طبيعية، ويتغير فيه الوعي والنشاط الحسي إلى حالة سكون، بالإضافة إلى انخفاض نشاط العضلات واستجابتها للمحيط
يحدث النوم في فترات متكررة، حيث يتناوب الجسم بين وضعين مختلفين، الأول هو نوم حركة العين السريعة، والثاني هو نوم بدون حركة العين السريعة. يستغل جسمك فترة النوم لإعادة بناء الجهاز المناعي والعصبي، والحفاظ على الحالة المزاجية والذاكرة والإدراك، وآلية الغدد الصماء. ومع ذلك، هناك العديد من اضطرابات النوم، مثل النوم المطول والأرق والمشي في النوم وصرير الأسنان.
النوم بشكل عام ضروري بيولوجيا لصحة الإنسان المثالية ، لأنه يلعب دورا هاما جدا في وظائف المخ وسلامة الأعضاء والتمثيل الغذائي وتنظيم الشهية والجهاز المناعي والهرموني ، بالإضافة إلى صحة القلب والأوعية الدموية. وتختلف مدة النوم من شخص لآخر ، حيث يكون النوم لمدة 7-9 ساعات في الليلة الواحدة هي المثالية لبعض الأشخاص ، بينما يكون 6 ساعات مثالية لآخرين ، وقد يحتاج البعض إلى نوم متواصل لمدة تصل إلى 12 ساعة.
أضرار النوم الكثير
غالبا ما نسمع عن مخاطر وأضرار النوم القليل أو الامتناع عن النوم، ولكن النوم الزائد له أيضا العديد من الآثار الضارة. قضاء وقت طويل في الفراش يؤدي إلى مشاكل صحية. الوقت المثالي للنوم هو 8 ساعات، والحد الأقصى هو 12 ساعة. ماذا يحدث إذا زاد عدد ساعات النوم عن ذلك؟ في هذه الحالة، يجب زيارة الطبيب لتشخيص السبب وتحديد العلاج المناسب لك.
للأسف، تزداد الارتباط بين النوم الزائد وارتفاع معدلات الوفيات والاكتئاب وبعض الأمراض، مثل:
- ضعف الإدراك.
- الالتهابات.
- الآلام.
- ضعف الخصوبة.
- ارتفاع نسبة الإصابة بالسمنة.
- الإصابة بأمراض القلب.
- مرض السكري .
- السكتة الدماغية.
- ضعف وظائف الدماغ والصحة العقلية.
عادة، يعمل النوم المثالي على إزالة المخلفات الثانوية وتحقيق توازن في الناقلات العصبية، كما يتعامل مع الذكريات، مما يؤثر بشكل أفضل على المزاج والصحة العقلية، والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب عرضة أكثر للإفراط في النوم، وكبار السن الذين ينامون أكثر من 10 ساعات يعانون من سوء الصحة العقلية بشكل عام أكثر من الأشخاص الذين ينامون بشكل طبيعي.
تزداد آلام الظهر نتيجة النشاط الضعيف الناتج عن النوم الطويل على الفراش، خاصةً عندما يكون النوم غير مريح أو على مرتبة قديمة، ولذلك من الأفضل استخدام مرتبة مصممة لتعزيز وضع العمود الفقري بشكل صحي لتجنب آلام الظهر المزمنة.
يمكن أن يؤدي النوم الزائد إلى الإصابة بالصداع، سواء كان الصداع نصفيا أو صداع الوتر، وربما يكون ذلك بسبب أعراض انسحاب الكافيين أو تناول الكحول أو المخدرات.
زيادة عدد ساعات النوم تؤدي إلى ضعف الخصوبة، حيث تؤثر على هرمونات المرأة وتقلل فرص الحمل لديها.
بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري والزيادة الملحوظة في الوزن، فإن النوم الزائد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، ويزيد من احتمالية الوفاة.
أسباب النوم الكثير
حدد الدكتور مايكل غراندير، عالم النفس السريري والاختصاصي في النوم، بعض الأسباب التي تؤدي إلى النوم المطول، وتشمل ما يلي:
- يتعلق الأمر بالنوم المتقطع، حيث يستيقظ الفرد عدة مرات خلال النوم، مما يؤدي إلى تقليل كفاءة النوم، ولذلك يرغب الفرد في النوم لفترة أطول ممكنة.
- يؤدي الشعور بالتعب والخمول إلى الحاجة إلى النوم لفترة أطول.
- المناعة قد تؤثر على فترة النوم.
- تؤثر البقاء لفترات طويلة في الغرف المظلمة على مدة النوم وقد تتسبب في تشوهات في الدورة الدموية.
- يؤدي النوم لفترة طويلة إلى تأثير سلبي على القدرة على التحديات اليومية مثل ممارسة التمارين الرياضية.
- تناول الأطعمة الغير صحية والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.
- عدم ممارسة الرياضة.
ويأتي السؤال في غاية الأهمية: ما هو السبب الرئيسي للمشاكل الصحية والأمراض، هل هو النوم المفرط أم الأمراض التي تؤدي إلى النوم المفرط؟
في الحقيقة، كلا الزعمين صحيح، حيث أن وجود بعض الأمراض يؤدي إلى الرغبة الملحة في النوم المفرط، كما أن النوم المفرط يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية.
طريقة التخلص من النوم لساعات طويلة
خطوات تعزيز جودة النوم
- يجب تجنب النوم الزائد والحصول على كمية كافية من النوم، والتي تتراوح بين 7 و 9 ساعات في الليل.
- يجب تجنب النوم بشكل زائد خلال عطلة نهاية الأسبوع، لأن ذلك يؤثر سلبًا على نوعية النوم لبقية الأسبوع وقد يسبب صعوبة في الاستيقاظ والتركيز.
- استغل فوائد الشمس عند الاستيقاظ، واترك الستائر مفتوحة في الليل لتمرير أشعة الشمس في بداية النهار.
- استخدم المنبه.
- ينصح بعدم التهاون في عدد ساعات القيلولة، خاصة بعد الساعة الرابعة مساءً، لأن ذلك يؤدي إلى صعوبة النوم ليلاً.
- يجب تجنب تناول كميات كبيرة من الكافيين قبل النوم.
- تجنب الضوء أثناء النوم.
- تأكد من عدم وجود اضطراب في النوم الأساسي.
- امتنع عن استخدام الأجهزة والشاشات والتلفاز، لأن الضوء الأزرق يؤثر على النوم والاسترخاء والهدوء، واستبدل الشاشات بكتاب أو مجلة.
- ابدأ بالنوم في نفس الوقت كل ليلة.
- تناول وجبة عشاء خفيفة ووجبات صحية طوال اليوم.
- اشرب الماء بكمية كافية.
- مارس الرياضة في الصباح.
- اختيار مرتبة صحية للحصول على نوم عميق ومريح طوال الليل.
- يجب أن تكون التهوية في غرفة النوم مثالية.
- تدرب على التنفس الهاديء شهيق وزفير.
إذا لم تنجح جميع الخطوات السابقة، يجب زيارة الطبيب المتخصص لتشخيص المشكلة وتلقي العلاج اللازم.
أضرار كثرة النوم على المخ
يمكن أن يؤثر النوم الزائد أو الإفراط في ساعات النوم بشكل خطير على العقل البشري، وتشير الدراسات إلى أن النوم لأكثر من ثماني ساعات في الليل قد يؤدي إلى تقليل القدرات الإدراكية ومهارات التفكير، وعلى الجانب الآخر، يمكن أن يحسن النوم الهادئ ليلة واحدة من قدرة الشخص على التفكير بشكل إيجابي.
في الواقع، وفقا للدراسات الأخيرة، يؤثر النوم لفترات قصيرة جدا أو طويلة بشكل سلبي على القدرة المعرفية للإنسان، بالإضافة إلى زيادة التوتر والاكتئاب وسوء المزاج والأداء الدراسي والوظيفي.
بالنسبة للرغبة القوية في النوم المفرط أثناء النهار والنعاس المستمر، فإن السبب الرئيسي يمكن أن يكون الحرمان من النوم والاضطرابات مثل توقف التنفس والأرق. وبالتالي، يؤثر ذلك على صحة الدماغ ويقلل من الطاقة الاستيعابية للمخ في إنجاز الأعمال والمهام.
في المقابل، تؤدي بعض اضطرابات الصحة العقلية إلى الشعور بالنعاس في كثير من الأحيان، مثل الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب القلق العام. يسبب الخدار النعاس الزائد خلال النهار، بالإضافة إلى الأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف ومرض باركنسون. كما يمكن أن تسبب الإصابات الرأسية المشتبه بها والارتجاجات والأورام أو الآفات في الدماغ زيادة في النعاس، وكل ذلك يؤدي إلى زيادة الشعور بالنعاس.