من ماذا خلقت الحيوانات ؟ ” والحكمة من خلقها
من ماذا خلقت الحيوانات
تذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الكثيرة أن الله تعالى خلق الملائكة من نور وخلق الجن من نار، وآدم من التراب. فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم`. وورد أيضا في القرآن الكريم: `هو الذي خلقكم من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم يخرجكم طفلا، ثم لتبلغوا أشدكم، ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل، ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون`.
لا نعرف بالضبط كيف خلق الحيوان، وليس هناك دليل صحيح وواضح عن أصل الحيوانات. ولكن يعتقد البعض أن الحيوانات خلقت بواسطة الماء، ويعود ذلك لقول الله تعالى في القرآن الكريم “والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع، يخلق الله ما يشاء، إن الله على كل شيء قدير”. ولكن بعض النقاد يعتقدون أن الماء في هذه الآية يعني المني، والبعض الآخر يقول أن الماء هو جزء من الخليقة.
وكان قد خلق الله البشرية ، وجعله وريثًا على الأرض ، ومجده باستخدام كل شيء في الكون لمصلحته ، ومكّنه من القيام بدوره في صنعه ، وشرابه ، وملبسه ، ونقله ، وكان قد ذكر الله تعالى فضل الحيوانات في قوله تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) وقال أيضاً: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) وذكر في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
الحكمة من خلق الحيوانات
لقد خلق الله أنواعًا كثيرة من الحيوانات ، وقد يعتقد البعض أن بعض الحيوانات ليست جيدة للناس ، بل وقد تسبب الأذى للناس لذلك من المهم أن نتذكر أن الله لم يخلق شيئًا في الكون إلا لحكمة ما كما تأتي المعرفة من علمها وجهلها للحيوانات كما أن هناك العديد من الفوائد التي قد يتم ذكرها للحيوان من أهمها:
- تلعب الحيوانات دورا مهما في إنتاج الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي للإنسان، فهي توفر الغذاء مباشرة وتعطينا البيض والحليب واللحوم، بالإضافة إلى الأسماك والحيوانات البحرية التي تحتوي على البروتينات اللازمة للنمو. كما تلعب بشكل غير مباشر دورا في توفير الغذاء النباتي، ولذلك فإن بعض الحيوانات مثل النحل والعث والفراشات والدبابير والخنافس والخفافيش والطيور تساعد في عملية تلقيح الزهور وزيادة محصول الفواكه والخضروات مثل العنب والزيتون والتفاح واللوز والطماطم وعباد الشمس.
- تاريخ صناعة الجلود والفراء يعود إلى أكثر من 7000 عام، حيث استخدمت الحضارات البدائية جلود الحيوانات التي تم اصطيادها وتجفيفها وعلاجها وتدخينها لحمايتها من التلف. مع مرور الوقت، تطورت صناعة الجلود واستخدمت في صنع العديد من المنتجات مثل الحقائب والمحافظ والأحذية والملابس والأحزمة والمواد الداخلية والقفازات والسروج والمواد الترفيهية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استفادة من جلود الثعابين والتماسيح والسحالي، وكذلك من الأبقار والأغنام والخيول والحيتان.
- يمكن استخدام بعض الحيوانات في صناعة المستحضرات الصيدلانية، حيث تستخدم لتصنيع بعض الأدوية مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، والتي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم، والسم الذي يستخرج من أفعى الأجكيسترودون، وأزيدوثيميدين المستخرج من الإسفنج، والذي يستخدم لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز). كما يستخدم لعلاج الجلطات الدموية “الهيبارين” ويستخرج من أمعاء الثيران، ويستخرج فيتامين د من زيت كبد سمك القرش، ويستخدم الأنسولين المستخرج من الجاموس لعلاج مرض السكري.
- يجب الحفاظ على التوازن البيئي، حيث تتألف النظم البيئية من كائنات حية وغير حية توجد في أماكن محددة، وهناك علاقة متداخلة بينها. كما يلعب كل حيوان دورا حيويا في البيئة، مهما كان صغيرا، لأنه جزء من السلسلة الغذائية. وعلى الرغم من أهمية النباتات، إلا أنه إذا سمح لها بالنمو دون مراعاة عوامل أخرى تؤثر في نموها، فإنها ستسبب ضررا للنظام البيئي بأكمله.
الحكمة من خلق الحشرات
سيتعجب المتأمل في هذا الكون الرائع من الإبداعات العديدة لله، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، حية أم غير حية. سيتعجب من عظمة خلق الله في السماء والأرض، والنحل والنمل. سيتعجب أيضا من الحكمة الإلهية والآفات وخلق الحشرات. سيتعمق في عالم هذه الكائنات المليء بالارتباك والأفكار المتناثرة، حيث يحتوي على جميع إبداعات الله الرائعة. بعضها يطير وبعضها يمشي على قدمين وبعضها يمشي على أربعة أو أكثر من الأرجل. بعضها يمكن رؤيته بالعين المجردة وبعضها لا يمكن ذلك، كما ورد في قول الله تعالى: `هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه` [لقمان: 11]. بعض هذه الحيوانات تكتسب رزقها الذي يسخره الله لها، كما ورد في قول الله تعالى: `وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها` [هود: 6].
كما أن بعض الحشرات التي خلقها الله لمنفعة البشر مثل النحل قال تعالى: ﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 69]،
يمكن لله استخدام الحشرات مثل الجراد والقمل لتعذيب المذنبين والطغاة، كما ذكر في الآية الكريمة: “فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ” [الأعراف: 133].
كما أن من معجزات الله أنه جعل هذه الحشرات والحيوانات غريزة ؛ فهو يرشد الذكور لجذب الإناث منها ؛ ولتمكين النسل من البقاء على قيد الحياة ، فإنه يدير أجناسًا وأنواعًا متعددة من المخلوقات في إمدادها ، كما أن الجانب الإرشادي يكشف عظمة قوته الله تعالى لمصلحتهم وصالح البشرية ، وكذلك تحقيق الحكمة الإلهية.
الحيوان الذي خلق من الشيطان
يعتبر الجمل هو الحيوان الذي أنشأه الشيطان، وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قائلا: {إن الإبل خلقت من الشياطين رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني وغيره}.
لم يتوقف تفكيرنا حول طريقة النشأ والخلق، إذ أن كل شيء يخلق بأمر من الله سبحانه وتعالى، حيث يقول كن فيكون، وهذا مذكور في قوله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {يــس:82}.