وصف أدبي لمشهد المصلين في المسجد الحرام
الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة التي فرضت على المسلمين. وقال الله تعالى: “وأتموا الحج والعمرة لله ۚ فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ۚ ولا تحلقوا رءوسكم حتىٰ يبلغ الهدي محله ۚ فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ۚ فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ۚ فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم ۗ تلك عشرة كاملة ۗ ذٰلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام ۚ واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب” (سورة البقرة – 196: 197). الحج هو وقت معلوم لأداء الشعائر الدينية، ومن فرض الحج عليه فلا يقوم بالرفث والفسوق والجدال. وما يفعله المسلمون من الخير، يعلمه الله، فليتزودوا بالتقوى؛ فإن خير الزاد التقوى، وليتقوا الله يا أولي الألباب.
وصف المصلين في بيت الله الحرام
يجتمع المصلون داخل المسجد الحرام في مكة المكرمة طوال أيام العام، ويزداد عددهم خاصة في شهر رمضان المبارك وفي موسم الحج، وتصل أعداد المصلين في هذه المناسبات إلى ملايين المصلين الذين يتوسلون إلى الله ويدعونه ويطلبون منه المغفرة والرضوان، ويتوقون لما في قلوبهم، ويطمئنون إلى ربهم. وقد قال الله تعالى في سورة التوبة الآية الثالثة: “أذن الله ورسوله بالتوبة الكبير إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب ألي.
مشهد المصلين الذين يتوحدون في صفوفهم ويتجهون بأفئدتهم وأبصارهم نحو الكعبة، يعتبر من أروع المشاهد، والمسجد الحرام بجماله وروعته يعد من أجمل المساجد، وخاصة جسور الطواف الجديدة التي زادتها جمالية وروعة، ويعتبر طواف آلاف المعتمرين حول الكعبة في تنظيم كبير، ووصول آلاف الحجاج من جميع أنحاء العالم إليها، نعمة كبيرة من الله تعالى، وله الحمد.
عندما ترى المصلين يتحدون حول الكعبة في صفوف منتظمة، تعلم أنهم متحاملون على ترابطهم ووحدتهم، حيث اجتمعوا في هذا المكان بسبب حبهم لله فقط. التواجد هنا يمنح الشعور بالطمأنينة والراحة، وصوت الآذان يملأ المكان في كل صلاة، مما يجعل الصدر يشعر بالراحة والارتياح. لا يوجد مكان أعظم من هذا المكان الذي يمتلئ بالنور والضياء، وبعدد كبير من المصلين والمتوبين الذين يدعون الله للمغفرة والرحمة. إن هذا المكان هو المكان المناسب لبدء رحلة جديدة، حيث يوفر راحة لا تضاهى في الحياة الدنيا .
آيات قرآنية عن الحج
(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ* ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) سورة الحج- 27: 29.
تحتوي سورة آل عمران الآية 97 على آيات بيِّنات، وتذكر مكانة مقام إبراهيم، وأن من دخله كان آمنًا، وأن حج البيت من واجب الناس تجاه الله، وأن من كفر فإن الله غني عن جميع العالمين.
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة- 158
أحاديث صحيحة في الحج
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إذا أراد شخص الحج فليسرع بالذهاب، لأن المريض قد يصاب بالمرض، والضال قد يضل، والحاج قد يتعرض للحاجة” وذلك حسب ما رواه ابن ماجه.
ذكر ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم)، وهذا ما رواه ابن ماجه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأعمال الأفضل، فأجاب (الإيمان بالله ورسوله)، وقيل ثم ماذا؟ فقال (الجهاد في سبيل الله)، وقيل ثم ماذا؟ فقال (الحج المبرور)، وهذا متفق عليه.
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قالوا: يا رسول الله، نرى الجهاد هو أفضل الأعمال، فهل نجاهد؟ فقال: `لا، ولكن أفضل الجهاد حج مبرور`. رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: `من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه`، وهذا الحديث متفق عليه.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن عائشة رضي الله عنها: (ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، إنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء). رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أداء العمرة إلى العمرة يكفر ما بينهما، والحج المبرور لا يحصل له ثواب إلا الجنة.` متفق عليه.
عن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد.` وهذا حديث صحيح رواه أصحاب السنن ما عدا أبو داود.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إذا لبى المسلم فإنه يلبى من عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا”. رواه الترمذي.
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (جاءني جبريل، فقال: يا محمد! أمر أصحابك برفع أصواتهم بالتلبية، فإنها من شعار الحج) رواه ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
حكى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئل: ما هي الأفعال الأفضل؟ فقال: (العج والثج). ومعنى (العج) هو رفع الصوت بالتلبية، و(الثج) هو ذبح الأضحية.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إذا طاف الشخص بهذا البيت سبعة أشواط في أسبوع واحد، وحصى كل واحدة منها بعد ذلك، فإن ذلك يعتبر كعتق رقبة، وسوف يمحى الله خطاياه ويكافئه بالحسنات. هذا الحديث حسن الإسناد ورواه الترمذي.
عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يكفر الخطايا” وقد رواه الترمذي.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: سيأتي يوم القيامة هذا الحجر الذي له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بالحق. هذا حديث رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن، فسوَّدَتْه خطايا بني آدم)، حديث صحيح رواه الترمذي.
عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، ولولا أن الله تعالى طمس نورهما، لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب”، وهذا الحديث رواه الترمذي وغيره.
حكى بلال بن رباح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له صباح يوم التجمع: “يا بلال! قم واصمت الناس أو استمع لهم”. ثم قال: “إن الله أعطاكم نعمة في هذا التجمع، فعاملوا مسيئكم بإحسانكم، وأعطوا محسنكم ما يطلب، وأخرجوا بسم الله”. هذا حديث رواه ابن ماجة. و”صباح يوم التجمع” يعني صباح يوم مزدلفة، ومعنى “أعطاكم نعمة” يعني تفضل عليكم، و”الخروج” هو المسير من مزدلفة إلى منى لرمي جمرة العقبة.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله المحلقين)، فقالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ فقال: (رحم الله المحلقين)، فقالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ فقال: (رحم الله المحلقين)، فقالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ فقال: (والمقصرين)، وهذا متفق عليه.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: `ماء زمزم لما شُرِبَ له`، وهذا رواه أحمد وابن ماجه.