خريطة ابواب المسجد الحرام
تم إنشاء الكعبة من قبل النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وقد ذكر الله تعالى في القرآن أنها هي أول بيت بني للناس لعبادته، وتتطلب أحد أركان الإسلام الخمسة أداء فريضة الحج إلى مكة المكرمة مرة واحدة على الأقل في الحياة إذا كان بإمكانهم ذلك، ومن بين مكونات الحج هو مشي الحجاج سبع مرات حول الكعبة المشرفة في اتجاه عقارب الساعة، ويطلق على هذا الفعل “الطواف”، ويؤدي الحجاج هذا الفعل أثناء العمرة، ويتوجه المسلمون في جميع أنحاء العالم نحو الكعبة المشرفة أثناء الصلاة باتجاهها، ويطلق على هذا الفعل “مواجهة القبلة”، وذلك حسب ما ذكر في آية في القرآن الكريم “ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام ۚ وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ۚ لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم ۖ فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدو .
تاريخ بناء المسجد الحرام
تم بناء المسجد الحرام حول الكعبة المشرفة، وهو أكبر مسجد في العالم. وتم بناؤه مرة تحت قيادة الخليفة عمر بن الخطاب (634-644) وتم تعديله باستمرار تحت العديد من الحكام المسلمين. وأمر الخليفة عمر الأول بإزالة بعض المنازل المحيطة بالكعبة لاستيعاب العدد المتزايد من الحجاج وبناء جدار بارتفاع 1.5 متر لتحديد منطقة كبيرة للصلاة. وفي عهد خلفه الخليفة عثمان بن عفان (644-656) تم توسيع مساحة الصلاة وتغطيتها بسقف يحمل على أعمدة وأقواس خشبية. وفي عام 692، بعد أن غزا الخليفة عبد الملك بن مروان مكة من ابن زبير حارس الموقع المقدس، تم رفع الجدران الخارجية للمسجد وتغطية السقف بخشب الساج ورسم أعمدة الأعمدة بالذهب. وساهم ابنه الوليد (705-715) في مسجد الحرم من خلال استبدال الأعمدة الخشبية بأعمدة رخامية وتزيين أقواسها بالفسيفساء. وفي وقت لاحق، أضاف الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (754-775) الفسيفساء إلى الأعمدة .
في عام 777، نظرا لزيادة عدد الحجاج، قام الخليفة العباسي المهدي (775-785) بإعادة بناء المسجد وتوسعت قاعة الصلاة بإضافة جناحين شمالي وغربي، وتم تركيب مئذنة باب العمرة في الركن الشمالي الغربي، وتم هدم المزيد من المنازل حول الكعبة. وبلغت مساحة المسجد الجديد 196 مترا في 142 مترا، وتم بناؤه بنظام شبكي مع أعمدة رخامية من مصر وسوريا، وزين بنقش خشبي مذهل من خشب الساج، وقام المهدي ببناء ثلاث مآذن تم تزيينها بألواح زجاجية ووضعها فوق باب السلام وباب علي وباب الوادي من المسجد .
تاريخ بناء المسجد الحرام الحديث
في عام 1399، تعرضت الجزء الشمالي من المسجد لأضرار جسيمة جراء حريق، وتأثرت الأجزاء المتبقية بأضرار المياه. تم إعادة بناء المسجد من قبل السلطان المملوكي ناصر فرج بن برقوق (1399-1405)، وتم استبدال الأعمدة الرخامية التالفة بأعمدة حجرية مستخرجة من منطقة الحجاز القريبة، وتم ترقيع السقف بالخشب المحلي من جبال الطائف. في عام 1571، كلف السلطان العثماني سليم الثاني (1566-1574) المهندس المعماري سنان بتجديد المسجد الحرام. ويعود تاريخ المبنى الحالي بشكل رئيسي إلى هذا التجديد، حيث قام سنان بتغيير سقف قاعة الصلاة المسطحة إلى قباب، وأضاف أعمدة جديدة من جبال شمس القريبة، وزين المناطق الداخلية للقباب بالخط العربي المطلي .
نتيجة للأمطار الغزيرة في عام 1611، تمت عملية إعادة ترميم المسجد مرة أخرى في عهد السلطان مراد الرابع (1623-1640) في عام 1629. تمت إضافة ممر حجري جديد يحتوي على أعمدة نحيلة وميداليات نقشت بين الأقواس. تم استبدال بلاط الأرضية المحيطة بالكعبة ببلاط رخامي ملون جديد، وتمت إضافة سبعة مآذن للمسجد. وفي الفترة من عام 1955 إلى 1973، قام الملك عبد العزيز (1932-1953) بتوسيع المسجد بشكل كبير، وكجزء من هذه التجديدات، تم تمديد الممر الذي يربط صخرة الصفا بالمروة ليصل إلى المسجد. تم بناء هذا التمديد المكون من طابقين من الأقواس الخرسانية المسلحة والمغطاة بالرخام المنحوت والأحجار الاصطناعية، والذي يربط بين الشارع والمسجد من خلال أحد عشر بابا .
وامتداد كبير برعاية الملك فهد (1982 حتى الآن) كان يتكون من جناح جديد ومنطقة للصلاة في الهواء الطلق على الجانب الجنوبي الشرقي من المسجد، وفي الجناح المؤلف من طابقين يدور التكييف أسفل الأرضيات المبلطة ويتم توفيره من خلال شبكات التهوية الموجودة في قاعدة كل عمود، وتمتزج واجهة الملحق مع الإنشاءات السابقة مع الرخام الرمادي المواجه لجبال فاطمة وشرائط الرخام الأبيض المنحوت، وتتكون بوابة الملك فهد الأثرية من ثلاثة أقواس مع خزانات سوداء وبيضاء وزخارف رخامية بيضاء منحوتة، وتحيط بها مئذنتان جديدتان متطابقتان مع الأقدمين، والنوافذ مغطاة بالنحاسيات المشربية ومحاطة بأشرطة منحوتة من الرخام الأبيض، وتحتوي البوابات الصغيرة على ستائر مائلة من البلاط الأخضر .
المسجد النبوي
يمتلك المسجد النبوي الذي يتألف من طابقين خطة مستطيلة، وتقع قاعة الصلاة العثمانية في الجنوب، ويتميز بسقف مسطح مرصوف، وعدد 27 قبة منزلقة على قواعد مربعة تغطي السقف، وثقوب مثقوبة في قواعد القباب تضيء الداخل، ويستخدم السقف للصلاة خلال أوقات الذروة، وعندما تتحرك القباب على مسارات معدنية لتظليل مناطق السقف، يتم إنشاء آبار خفيفة في قاعة الصلاة، ويتم تظليل فناء المسجد العثماني أيضا بواسطة مظلات مثبتة على أعمدة قائمة بذاتها، ويمكن الوصول إلى السقف عن طريق الدرج والسلالم المتحركة، وتستخدم المنطقة المحيطة بالمسجد للصلاة أيضا وتتوفر خيم شمسية، وتم تصميم القباب المنزلقة والستائر الشبيهة بالمظلة بواسطة المهندس المعماري الألماني محمود بودو راش وشركته إس إل راش المحدودة وبورو هابولد .