هل يسبب القلق اضطراب في الكلام
يمكن أن تسبب الاضطرابات المرتبطة بالقلق العديد من الأعراض المزمنة، مثل التعب والصداع والاضطرابات الهضمية. بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن للقلق التأثير على طريقة نطقهم ويمكن أن يؤدي إلى سرعة أو بطء في الكلام أو حتى اضطراب وخلل فيه.
هل يسبب القلق خلل في الكلام
الرتة هي اضطراب حركي في الكلام يحدث عادة نتيجة لتغيرات أو أذية في الدماغ، حيث يحدث ضعف في العضلات المسؤولة عن الكلام في الوجه والشفتين واللسان والحلق وحول الرئتين. وعندما يعاني الأشخاص من اضطراب في الكلام، مثل ما يحدث بعد السكتة الدماغية، فإن ذلك غالبا ما يكون بسبب تطور حالة عسر التلفظ (الرتة).
يمكن لبعض الأشخاص أن يعانوا من أعراض تشبه أعراض اضطرابات الكلام الحركي بسبب القلق، مثل اضطراب الكلام، ويختلف خلل الكلام الناجم عن القلق عن الخلل الناجم عن الرتة، وعلى الرغم من أنه من النادر أن يسبب القلق اضطرابا في الكلام، إلا أن بعض المعالجين النفسيين لاحظوا وجود معدل متسارع للكلام عند علاج صعوبة التركيز وعيوب الذاكرة القصيرة لدى الأشخاص المصابين بالقلق، ولكن لا يوجد خلل في الكلام.
ما هي الطرق التي يسبب فيها القلق اضطراب في الكلام
قد يؤدي القلق إلى تأثير سلبي على الجانب الفكري للكلام، بالإضافة إلى العمل اللفظي. عندما يشعر الشخص بالقلق، يزداد التوتر في عضلات الفك أو الوجه مما يؤثر على نمط الكلام. يمكن أن يتسبب التوتر العضلي في تغيير الكلام وعدم القدرة على إصدار الأصوات بشكل طبيعي، فالحنجرة وجوف الفم يجب أن يتحركا بشكل محدد لإصدار الأصوات بشكل طبيعي. زيادة التوتر العضلي يمكن أن تسبب صعوبة في إطلاق الكلمات بالشكل الصحيح، وفي هذه الحالة قد يظهر الكلام كمضطرب.
القلق يسبب تسارع الأفكار وسرعة الكلام، ويؤديان إلى صعوبة في التواصل، حيث يشعر الأشخاص القلقون بأنهم لا يستطيعون مواكبة تسارع أفكارهم، ويتحدثون بشكل أسرع، مما يسبب عسر الكلام، وتظهر صعوبات الكلام بشكل واضح للأشخاص المصابين بالقلق إذا كانت هناك خلل في الكلام.
علاوة على ذلك، قد تسبب نوبات الهلع العديد من الأعراض الشديدة بالمقارنة مع أعراض القلق العادي. ونظرًا لأن نوبات الهلع تحدث بشكل مفاجئ، فإن تغيرات الكلام المصاحبة للقلق يمكن أن تزداد شدتها خلال نوبة الهلع.
هل يؤثر القلق على الكلام بطرق أخرى
قد لا يكون اضطراب الكلام من بين الأعراض الشائعة للاضطرابات النفسية، ولكن يمكن أن يؤثر القلق على نمط الكلام بعدة طرق
- عند الإصابة بالقلق، يصبح الفم جافًا ويهتز الصوت، ويؤدي هذان الأمران إلى صعوبة في النطق
- يمكن للشخص أن يعاني من ضعف التركيز، الذي يؤدي إلى نسيان الكلمات.
- يمكن أن يصبح الصوت بطيئًا وقد يتم اعتبار هذا الخلل بشكل خاطئ على أنه يؤثر على وضوح الكلام.
في إحدى الدراسات التي أُجريت في عام 2011، قام الباحثون بتقييم تأثير القلق على الأداء التواصلي لدى المشاركين في الدراسة. طُلب من 24 مشاركًا وصف لحظة قلق في حياتهم، وتم تحليل أنماط كلامهم. ووجد الباحثون أن المشاركين الذين يعانون من قلق شديد يظهرون تغييرات في التحكم بصوتهم وتعبيراتهم.
نصائح من أجل العودة للحديث بشكل طبيعي
إذا كان الشخص يعاني من القلق الشديد الذي يؤثر على حديثه، فهناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعده على استعادة نمط حديثه الطبيعي.
- أخذ نفس عميق: رغم صعوبة الاسترخاء في لحظات القلق، فإن التنفس العميق يمكنه تخفيف الاستجابة العصبية وتبطئ من نشاط الجهاز العصبي الودي. وقبل البدء بالحديث، يجب عليك أن تأخذ عدة أنفاس عميقة لتسترخي.
- التكلم ببطء: قد يكون من الصعب أحيانا الحديث ببطء عندما يعاني الشخص من تسارع الأفكار في دماغه، ولكن يمكن أن يعد إبطاء معدل الكلام تمرينا رائعا. عند الحديث، يساعد لفظ الكلمات بالشكل الصحيح الشخص على الإبطاء في كلامه.
- الحفاظ على الجمل قصيرة: في بعض الأحيان يكون من الصعب على الشخص المصاب بالقلق استخدام المصطلحات الصحيحة، لذلك من الأفضل أن تكون الجمل قصيرة، وخاصة إذا كان الشخص يعاني من صعوبة في تذكر بعض الكلمات والمصطلحات عند القلق. لا ينبغي الهلع، لأن هذا الأمر يعتبر من الأعراض الطبيعية للقلق.
- عدم محاربة القلق: عند الشعور بالقلق، قد يحاول الشخص محاربته والتخلص منه بأسرع وقت ممكن، ولكن في بعض الأحيان يزداد القلق بسبب ذلك. وأحد أفضل الأمور التي يجب القيام بها هي السماح لمشاعر القلق بالتلاشي ببطء.
كيفية تشخيص القلق
القلق هو استجابة طبيعية للتوتر والضغوط النفسية، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص يمكن أن يتحول القلق إلى حالة مزمنة وشديدة، وإذا كان القلق يؤثر سلبا على حياتهم اليومية، فيجب عليهم تحديد موعد مع الطبيب.
يمكن أن يكون القلق الذي يظهر لدى الشخص مرتبطا بمشاكل صحية أخرى، ولذلك يجب على الطبيب تشخيص الحالة لاستبعاد الأسباب الأخرى. عندما يتم فحص الحالة الصحية للمريض، يتم إحالته إلى طبيب نفسي للحصول على تشخيص دقيق.
كيفية علاج القلق
عادة ما يتم علاج اضطرابات القلق من خلال مزيج من العلاج النفسي والأدوية والتغيرات في نمط الحياة.
- العلاج النفسي
يعد العلاج السلوكي المعرفي من العلاجات النفسية الفعالة في علاج الاكتئاب والقلق، حيث يعمل على تغيير أفكار الشخص وسلوكياته ومشاعره تجاه القلق. يمكن استخدام العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي، بالاضافة الى الأدوية كعلاج للاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلق.
- الأدوية
الأدوية لعلاج القلق تتضمن الأدوية طويلة المفعول، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، والأدوية قصيرة المفعول، مثل البنزوديازيبين. أثبت أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ومثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين (SNRIs) هي الأدوية الأكثر فعالية للقلق وعادةً ما يتم دمجها مع العلاج من أجل العلاج.
- التغيرات الحياتية
إلى جانب الأدوية والعلاج النفسي، يمكن أن تؤدي التغييرات في أسلوب الحياة إلى إنشاء عادات إيجابية لتقليل التوتر لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق، فالنشاطات الرياضية والتمارين تساعد في إفراز هرمونات المزاج والشعور بالسعادة في الدماغ، والأنشطة المساعدة على الاسترخاء مثل التأمل واليوغا يمكن أن تساعد أيضا على تقليل التوتر عقليا وجسديا.
أسباب أخرى لخلل الكلام
بالإضافة إلى القلق، خلل الكلام يمكن أن ينجم عن:
- التعب الشديد
- الشقيقة
- الاضطرابات العصبية، مثل داء باركنسون
- السكتة أو الإصابات الدماغية الأخرى
- بعض أنواع الأدوية، مثل المهدئات
- استهلاك الكحول المفرط
إذا كان الشخص يعاني من خلل في الكلام المفاجئ أو مع أعراض أخرى متسقة مع السكتة الدماغية، فمن الضروري طلب المساعدة الطبية.
أعراض السكتة تتضمن: