هل يتغير ضغط الدم عند الاستلقاء
مقدمة حول ارتفاع الضغط
يقدر أن حوالي نصف البالغين في الولايات المتحدة يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ونظرا لعدم وجود أعراض واضحة، فإن التحقق من ضغط الدم بانتظام يعد أحد الوسائل الهامة لمعرفة ما إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم ولاتخاذ التغييرات الحياتية اللازمة لإدارة ارتفاع ضغط الدم.
ما هو ضغط الدم
ضغط الدم هو القوة التي يمارسها الدم على جدران الشرايين. الشرايين هي الأوعية الدموية التي تحمل الدم المشبع بالأوكسجين من القلب وتوصله إلى الأنسجة الأخرى في الجسم .
يتم قياس الضغط الدموي بالميليمتر الزئبقي، وتتألف قراءة الضغط الدموي من رقمين
- الانقباضي: يُعَدُّ هذاالرقم الأول في قراءة الضغط الدموي، وهو الضغط المطبق على الشرايين عندما ينبض القلب.
- الانبساطي: الرقم الثاني في قراءة ضغط الدم، ويقيس الضغط الذي يمارس على الشرايين بين ضربات القلب
مستويات ضغط الدم
- الطبيعي: يعتبر القراءة التي تقل عن ١٢٠/٨٠ ملم زئبق طبيعية
- مرتفع: يعد القراءة بين 120-129 ملم زئبق الانقباضي، وما فوق 80 ملم زئبق الانبساطي مرتفعًا. يمكن أن يتعرض الشخص لخطر فرط التوتر إذا لم يتحكم في ضغط الدم الخاص به.
- فرط التوتر المرحلة الأولى: تتراوح هذه المرحلة بين 130-139 ملم زئبقي للانقباض و80-89 ملم زئبقي للانبساط. يمكن للطبيب أن يصف بعض التغييرات الحياتية أو الأدوية لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، وذلك يعتمد على مستوى الخطر للأمراض القلبية.
- فرط التوتر المرحلة الثانية: تشير هذه القراءة إلى ارتفاع ضغط الدم إلى 140/90 ملم زئبق أو أعلى، وفي هذه المرحلة يصف الطبيب أدوية لارتفاع ضغط الدم
- نوبة فرط ضغط الدم: يُعتبر قراءة ضغط الدم 180/120 ملم زئبق مرتفعة بشكل خطير وتحتاج إلى رعاية طبية فورية.
قد يزيد ارتفاع ضغط الدم من خطر الإصابة بالعديد من المضاعفات، مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية وأمراض الكلى المزمنة. لذلك، من المهم اتخاذ بعض الخطوات للحفاظ على ضغط الدم في المستوى الطبيعي.
تغير ضغط الدم عند الاستلقاء
من المعروف أن تغيير وضعية الجسم يمكن أن يؤثر على قراءات ضغط الدم. وهناك بعض النقاشات حول زيادة أو انخفاض ضغط الدم أثناء الاستلقاء. أظهرت العديد من الدراسات أن ضغط الدم كان مرتفعا لدى المشاركين عند الاستلقاء بالمقارنة مع الجلوس. تم إجراء هذه الدراسات في عام 2008.
وجدت بعض الدراسات الحديثة أن ضغط الدم ينخفض عند الاستلقاء مقارنةً بالجلوس
- أجريت دراسة عام 2017 على 967 رجلاً و 812 امرأة لدراسة تأثير وضعية الجسم على ضغط الدم. وتبين من الدراسة أن ضغط الدم الانبساطي كان أعلى عند كلا الجنسين أثناء الجلوس، ولكن هذا الفرق كان فقط في القراءة الأولى، ولم تظهر اختلافات في القراءات التكرارية بين الجلوس والاستلقاء.
- وجدت دراسة عام 2018 أن قراءات ضغط الدم لدى 1298 رجلاً كانت أعلى بشكل ملحوظ عند الجلوس مقارنة بالاستلقاء، سواء كانالانقباضي أو الانبساطي.
- وجدت دراسة أجريت عام 2017 على 280 شخصًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم أن متوسط قراءات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي كانت أقل عند القياس أثناء الاستلقاء مقارنة بالقياس في وضعية الجلوس. من المهم ملاحظة أن المشاركين في هذه الدراسة قد تم قياس ضغط الدم لديهم بعد الراحة لمدة 10 دقائق، مما قد يكون قد أثر على القراءات.
يمكن تفسير انخفاض ضغط الدم أثناء الاستلقاء بتفكير القلب كمضخة؛ حيث تكون معظم أجزاء الجسم على نفس المستوى مع القلب عند الاستلقاء، ولذلك لا يحتاج القلب إلى العمل بقوة لنقل الدم في الجسم. وتختلف الدراسات القديمة والحديثة في هذا الشأن وذلك بسبب اختلاف المجتمعات المدروسة، كالعمر والأمراض الصحية الأخرى، ويمكن أن تلعب التقنيات وطرق قياس ضغط الدم دورا في هذا الاختلاف.
في الوقت الحالي، وعلى الرغم من وجود بعض التغييرات الطفيفة في وضعية الجسم، لا يوجد اتفاق في المجتمع الطبي بشأن ما إذا كان ضغط الدم يرتفع أو ينخفض في مناطق مختلفة من الجسم. يمكن أن يكون الاختلاف الوحيد بين الأشخاص هو الظروف الصحية التي يعانون منها
تغير ضغط الدم من وضعية لأخرى
يمكن أن يتغير ضغط الدم عند التحول من وضعية لأخرى. يمكن أن يتم ملاحظة ذلك عند التحول من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى وضعية الوقوف. عند الوقوف، تتسبب الجاذبية في تجمع الدم في الجزء السفلي من الجسم. ومع ذلك، يمتلك الجسم طرقا للتكيف مع هذا التغيير. ترسل بعض الرسائل العكسية إشارات إلى الدماغ عند اكتشاف انخفاض ضغط الدم. يرسل الدماغ إشارات إلى القلب لضخ الدم بشكل أكثر قوة. يؤدي ذلك إلى استقرار ضغط الدم.
قد يتم منع العملية الطبيعية لارتفاع ضغط الدم بعد الوقوف لفترة طويلة، مما يؤدي إلى استمرار انخفاض ضغط الدم لفترة أطول من المعتاد، وعند حدوث ذلك، يتأخر تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى آلام الرأس والدوخة أو فقدان الوعي لفترة قصيرة بعد الوقوف.
يعرف هذا الاضطراب باسم انخفاض ضغط الدم الانتصابي، ويحدث نتيجة العديد من العوامل المختلفة، بما في ذلك:
- التجفاف أو فرط الحرارة
- انخفاض سكر الدم
- تشمل الأدوية التي ذكرتها أدوية ضغط الدم وبعض أنواع مضادات الاكتئاب والأدوية المستخدمة في علاج داء باركنسون
- تتضمن الاضطرابات القلبية، مثل اضطرابات نظم القلب وبطء ضربات القلب والفشل القلبي
- الاضطرابات العصبية مثل داء باركنسون
- الاضطرابات الصمّاء للغدد، مثل أمراض الغدة الدرقية وداء أديسون
أفضل وضعية لقياس ضغط الدم
تنصح الجمعيةالأمريكية لأمراض القلب بالجلوس أثناء قياس ضغط الدم. وقد يكون هناك اختلافات في الضغط بين الذراع الأيسر والأيمن، ولكن هذه الاختلافات غالبًا ما تكون صغيرة ولا تتسبب سوى في تغير طفيف في القراءة بحوالي 100 ملم زئبقي أو أقل.
قد تؤثر عوامل أخرى مرتبطة بالوضعية على قراءة ضغط الدم. للحصول على قراءة دقيقة لضغط الدم، يجب:
- يجب الجلوس مستقيمًا مع دعم الظهر على الكرسي.
- يجب أن يكون القدمان مسطحين على الأرض ويجب تجنب عقد القدمين أو الكاحلين
- يجب وضع الذراع على مستوى القلب ودعمها على منضدة أو مسند للذراع، وقد يحتاج الشخص إلى استخدام وسادة للوصول إلى الارتفاع المناسب.
يتم في بعض الحالات قياس ضغط الدم للمريض في وضع الاستلقاء، ومن الأمثلة على ذلك قياس ضغط الدم للمريض الذي لا يستطيع الجلوس في المستشفى.
نصائح للتحكم بضغط الدم
هناك العديد من العادات الصحية التي يمكن أن تساعد على تقليل خطر فرط التوتر. وقد يقترح الطبيب بعض التغييرات قبل صرف الدواء
- يتمثل اختيار الأطعمة الصحية للقلب في تناول الخضروات الورقية، والحبوب الكاملة، والأسماك، والأفوكادو، والمكسرات.
- يجب تقليل كمية الصوديوم المستهلكة لعدم تجاوز 2300 مجم يوميًا
- الإقلاع عن التدخين
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم
- الحفاظُ على وزنٍ صحيٍ في حالِ كانَ الشخصُ يعاني من البدانةِ
- ينبغي النوم لمدة 7-8 ساعات يوميا
- يجب إيجاد طرق فعالة للتحكم في مستوى القلق
- العثور على الخطوات اللازمة لإدارة الاضطرابات الصحية الأخرى مثل مرض السكري أو ارتفاع مستوى الكوليسترول
- زيارة الطبيب بشكل منتظم
- إذا تم وصف أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، يجب استخدامها وفقًا للوصفة الطبية.