من أول من صام من البشر
أول من صام بين البشر هو سيدنا آدم عليه السلام، إذ عرف أن الصيام وسيلة للتقرب والتعبد بالله، وقد عرف عن سيدنا آدم أنه كان يصوم ثلاثة أيام في الشهر، فأصبح أول من صام من بين البشر، ثم انتقل هذا الأمر لسيدنا نوح الذي كان يصوم بنية شكر الله على نجاته من الطوفان، وكان يصوم أيضا ثلاثة أيام في الشهر.
خلق سيدنا أدم
سيدنا آدم ليس فقط أول من صام من البشر، بل هو أيضا أول الخلق، حيث خلقه الله تعالى من تراب وأنفخ فيه من روحه، وبعد ذلك أمر الله الملائكة وإبليس بالسجود لآدم، وهذا كان تكريما لخلق الله، فسجدوا جميعا إلا إبليس الذي أبى وتكبر، فطرد الله إبليس من رحمته، وعوقب آدم ونسله بسبب هذا العصيان.
بعد أن خلق الله سيدنا آدم، منحه الله السيدة حواء التي خرجت من ضلع آدم، ووعدهما الله بالجنة وعدا بألا يجوعا فيها، ولكنه منعهما من شجرة محددة، ولكن الشيطان أغواهما، فعصيا أمر الله وأكلا من الشجرة، فطردا من الجنة، ونزلا على الأرض، وزوجا وانجبا، وهذا هو بداية العيش على الأرض وتعميرها حتى وقتنا الحالي.
الحكمة من الصيام لله
سيدنا آدم كان أول البشر الذين صاموا تقربا إلى الله، حيث عرف بفطرته أن الصيام هو وسيلة للتقرب من الله، ولكن في الإسلام أصبح الصيام فريضة على كل مسلم، ويحمل الصيام العديد من الحكم، بما في ذلك:
الصيام هو تدريب للنفس لابتعادها عن كل ما يغضب الله، وإذا استطاع المسلم الامتناع عن الطعام والشراب وتحمل الجوع من أجل إرضاء الله، فهو قادر على الابتعاد عن المعاصي وتجنب غضب الله.
الصيام الحقيقي ليس الصيام عن الطعام والشراب فقط، وإنما الصيام عن جميع المعاصي، وصيام الجوارح بأكملها، حيث يمتنع اللسان عن النميمة والكلام السيء، وتمتنع العين عما يغضب الله، ويمتنع القلب عن الكراهية والبغضاء، وبالتالي يتطهر قلب المسلم ويقوى على طاعة الله.
أمرنا الله بالصيام حتى نشعر بما يشعر به الفقير الذي لا يجد قوت يومه، وبالتالي نشعر بجوعه وعطشه، مما يجعل قلوبنا ترق للفقراء ونساعدهم.
يعادل الصيام بين جميع المسلمين، حيث يمتنعون جميعًا عن تناول الطعام في نفس الوقت ويبدأون في تناول الطعام في وقت محدد. ولا يوجد فرق بين الأغنياء والفقراء، حيث يكون الجميع متساويًا أمام الله.
– الصوم يعزز صحة الجسم؛ إذ يمنح الجسم فترة استراحة طويلة من تناول الطعام والشراب، مما يساعد على تطهير الجسم وطرد السموم وتنقيته، وبالتالي يعزز الراحة النفسية والجسدية.
أنواع الصيام
هناك الصيام المفروض هو صيام شهر رمضان بالكامل، ولكن هناك صيام تطوعي بغرض التقرب لله، وهو يكون في غير شهر رمضان، فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصوم ثلاثة أيام في الشهر وأيام الإثنين والخميس، ويوم عاشوراء ويوم عرفة وستة أيام من شوال، وكان يكثر صيامه في شعبان، ومن أراد أن يتشبه بالرسول عليه الصلاة والسلام يصوم كما صام هو.
في سؤال موجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حول أفضل أنواع الصيام، أجابه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: `صم يوما وأفطر يوما، فذلك هو صيام داود عليه السلام، وهو أفضل أنواع الصيام`. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني هذا الحديث أنه يسمح للشخص بصيام يوم وأفطار يوم، مثل ما كان يفعله داود عليه السلام، ولكن لا يسمح بالصيام المتواصل لأكثر من ذلك. يمكن أن يضعف الصيام المتواصل الجسم ويجعل الشخص غير قادر على أداء باقي أعماله وعباداته. فالصيام هو عبادة، وكذلك الصلاة والأعمال الأخرى هي عبادة، ويجب عدم التقصير فيها.