نبذة عن رواية السيدة التي حسبت نفسها سوسة
رواية السيدة التي حسبت نفسها سوسة هي عمل للكاتبة المصرية شيماء هشام سعد، وهي أول أعمالها التي صدرت عام 2021 عن دار المعرفة للنشر والتوزيع، وذلك في معرض الكتاب بأرض المعارض لهذا العام، والكاتبة شيماء سعد طالبة في كلية الصيدلة وبدأت في كتابة هذه الرواية منذ عام 2019، وتعتبر هذه الرواية هي بداية فريدة للكاتبة الصاعدة في عالم الأدب العربي
رواية السيدة التي اعتبرت نفسها سوسة هي رواية فريدة من نوعها تتحدث عن فتاة يتيمة صغيرة تدعى رئيفة، وتثير هذه الرواية العديد من التساؤلات التي ستدفعك في البداية لإكمال القراءة، ولكن ستجد أن هذا الاندفاع يتحول إلى رغبة حقيقية في الاستمرار بالقراءة
ملخص قصة رواية السيدة التي حسبت نفسها سوسة
تتحدث رواية السيدة التي تدعي نفسها سوسة عن فتاة يتيمة تدعى رئيفة، وهي فتاة فقدت والديها وهي صغيرة، وتعيش مع أختها الكبرى هندة في بيت عمها في الأرياف، ولكن حياتها تنحصر في الأعمال المنزلية فقط، ولم تجد رئيفة نفسها سعيدة في هذه الحياة الفوضوية، لذلك قررت أخيرا بدء رحلتها لإكمال تعليمها الذي تركته وهي صغيرة، ومن هذه النقطة تبدأ قصة رئيفة، حيث تترك الحياة البدائية في الريف وتتوجه إلى القاهرة- المدينة- لتكمل رحلتها التعليمية
انتقلت رئيفة إلى العيش في شقة في منطقة العباسية مع زميلاتها الطالبات بعدما كانت تدرس في كلية الألسن بجامعة عين شمس. كانت رئيفة تعمل في العديد من الوظائف بجانب دراستها وكانت قد تعرفت على الشخص الذي أحبته من كل قلبها، محمدن، من خلال إحدى وظائفها. تعتبر الكاتبة في هذه الرواية تساؤلا كبيرا عن وجود شخصية محمد في حياة رئيفة، أم هي شخصية خيالية من صنع خيالها؟ يشعر حتى رئيفة بالشك تجاه ذاتها
فتقول: لا يمكنني حصر عدد المرات التي شككت فيها، قد لا تكون حقيقية إلا في عقلي كما تقول أختي هندة، ولكن في اللحظات الأخيرة آمنت أنك حقيقي وموجود في مكان ما وتعرفني، وربما كنت محظوظة حتى أنك تحدثت عني لشخص آخر. قلت لأحدهم: “كنت أحب امرأة تدعى رئيفة، كانت تحضر الشاي كأنها تصلي، وكانت تحلم بمنزل صغير في الغابة حيث تطلق شعرها المموج للريح، وكانت تحبني وترغب في أن نضع رؤوسنا المشيبة والمليئة بالذكريات على وسادة واحدة.
تتناول الرواية أحداثا وقصصا أخرى عن زميلاتها في السكن، واللواتي يمتلكن كل منهن قصتها الخاصة، مما يخلق انطباعا مشوها لدى القارئ، ويجعله غير قادر على تحديد ما إذا كانت هذه القصة حزينة أم سعيدة. تحتوي الرواية أيضا على العديد من التلميحات السياسية حول الأحداث التي وقعت في مصر مؤخرا، مثل أعمال الشغب وسقوط القتلى عشوائيا. ولم تغفل الرواية عن هذا الأمر، حيث قتلت إحدى صديقات البطلة في السكن برصاصة غادرة خلال هذه الأحداث.
تبدأ الرواية ببعض الرسائل المكتوبة التي ترسلها رئيفة إلى محمد، الشخصية التي ستكتشفها بمفردها، ولكن بدلا من ذلك، تنتهي الرواية بوجودك في حالة من الذهول، حيث قد يصعب على القارئ تحديد مشاعره
مقتطفات من رواية السيدة التي حسبت نفسها سوسة
في الرواية، تظهر لنا رسالة شخصية من قبل رئيفة لمحمد، حيث يقول فيها: `أنا رجل مخيف، أخاف أن أعبر عن حبي لك وأنت لا تقبليه، وأخاف ألا أعبر عنه وتطلب مني مراقبتك ومراقبتك حتى يأخذك شخص آخر، أخاف أن أتحدث إليك ويظهر خوفي وجودك، وأخاف ألا أتحدث ويجف كلامي، أخاف أن تدخلي حياتي ولا تعجبك، وأخاف ألا تدخليها ولا تعجبني، أخاف أن تكوني بجانبي وتكوني باردة، وأخاف ألا أكون بجانبك وأصبح تمثالا من الجليد، أخاف أن تأتي وأكتشف أنني لم أكن مستعدا بما فيه الكفاية لاستقبالك، وأخاف ألا تأتي وأنتظر لك طويلا حتى أموت بمفردي، لأنني رجل ويجب أن أتخذ المبادرة، ولأنك أجمل من شجاعتي، أنا مشغول بحساب الاحتمالات وعد الخسائر المحتملة، خسائري الكبيرة إذا لم أكن محظوظا بما يكفي. أنا رجل مخيف، وأنت امرأة مدهشة يعرف أي رجل أنه يجب عليه ألا يفوتك، وهذا بالضبط ما يسبب لي الخوف والغيرة
اقتباسات من رواية السيدة التي حسبت نفسها سوسة
- يرى أنطوان دو سانت إيكسوبيري أن الحب ليس مجرد تحديق العشاق إلى بعضهم، بل تحديقهما معا في نفس الاتجاه، وذلك حسب رأي الآنسة الرئيفة علاء الدين
- بالفعل، رؤية إيكسوبيري هذه لا تنطبق على الحب فقط، بل تنطبق أيضا على الصداقة. فماذا يمكن للشخص أن يحصل عليه من صداقة قاصرة على التنزه وهدايا المناسبات والحديث عن الأحداث الشخصية التي تقلل من توتره الفكري أو الروحي؟ مع مرور الوقت، ندرك أن هذه الصداقات غير مشبعة لاحتياجاتنا، ويؤلمنا أنه لا يوجد من حولنا من يمكنه فهم اهتماماتنا بالقضايا العامة أو المفاهيم الاجتماعية التي تحتاج إلى تصحيح عاجل أو القراءات الفارقة، وأنه لا يوجد من يمكننا مناقشة معه معاني الأشعار أو تداعيات الأحداث السياسية أو الكتب التي تسببت في هزات لنا
- من المؤسف حقًا أن نحاط بالأصدقاء الذين يمكنهم أن يؤكدوا لنا بأننا لم نتغير ولا نزال على ما كنا عليه، في حين لا يوجد صديق واحد يلاحظ أننا لم نسقط بفعل الرياح، بل إننا تخلخلنا
- أنتِ طفلةٌ أعقلُ في السادسةِ والعشرين من عمرِك، وأنثىً لا تُدركُ مدى فتنتِها، وأمٌّ مُكمِّلَةٌ لا يجفُّ في لمستِها المطرُ الضروريُّ لإنباتِ السكينة. ماذا زرع الذي خسركِ ليجني كلَّ هذا الخراب، يا رئيفة؟
- بعد كل شيء وقبل كل شيء وفي النهاية، هناك أنا وأنت، رجل وامرأة وقعوا في الحب وخبأت الحياة لهما فخًا في بداية النفق، كطائرين معلقين على شجرة الحظّ تعرضت لهما المأساة بحجر واحد. كم سيكون مؤسفًا إذا كانت حكايتنا غير حقيقية، وكم سيكون مرعبًا إذا كانت كذلك
- آه يا محمد، يا حزني الذي لا ينتهي وحياتي التي لم أعشها، كيف يسهل عليك تركي وأنت الذي كنت خائفا في يوم من الأيام من عدم عودتي إلى المنزل الذي تتواجد فيه؟ أحاول الآن أن أحصي ما تركته لي يا خسارتي الكبيرة وعمري الحزين، تركت وراءي ذكريات لذيذة وأوجاعا مؤلمة وطفلا، هل يمكنني القول إن هذا أقل ما يتحصل عليه امرأة من زواج مكسور؟
- “كيف امتزجْنا رغمَ كلِّ ذلك الاختلافِ الذي كانَ بيننا؟ لقد تركَ لي غيابُكَ الطويلُ وقتًا أكثرَ من كافٍ لأُفكِّرَ في كلِّ الأسئلةِ المُمكنةِ وغيرِ المُمكنة، الأسئلةِ التي تحزُّ كسكِّينٍ والأخرى التي تَخِزُ كالإبَر. كنتَ أديبًا وروائيًّا، وبالنسبةِ لك لم يكن شيءٌ أكثرَ اعتياديةً ويُسرًا من الدخولِ في قصة، وكنتُ كاتبةً مُبتدئة، وبالنسبةِ لي لم يكنْ شيءٌ أصعبَ من العثورِ على كلمةِ البداية.”
- كنت حدثًا في رواية حياتك، وكنت قصتي التي وُضعت في الدرج السفلي، فعلّقت بين عالمين وبقيت ناقصة حتى الموت.