معلومات عن فوبيا كرونوفوبيا
تمر جميع أفراد البشرية على مراحل عمرية وتغيرات جسمانية مماثلة تظهر مع كل مرحلة جديدة، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يفكرون دائما في مدى خطورة الانتقال بين هذه المراحل والوصول إلى سن الشيخوخة، حيث يصبح الأفراد فيه ضعفاء وغير قادرين على ممارسة الأنشطة اليومية بسهولة .
يشعرون بالخوف من مرور الوقت والقلق بسبب الشيخوخة، مما يدفعهم لدخول سجن النفس الذي يمنعهم من عيش حياة طبيعية مثل بقية البشر. تسمى هذه المشاعر السلبية التي تجتاح الإنسان فوبيا كرونوفوبيا أو خوفا من مرور الوقت، وسنوضح المزيد من التفاصيل حولها في هذه المقالة .
فوبيا كرونوفوبيا
ننمو جميعا بشكل طبيعي على مر السنين، وهذا شيء لا يمكن التحكم به أو تغييره، ولكن هناك بعض الأفراد الذين لا يقبلون هذا الوضع وبالتالي يصابون بخوف غير منطقي من كبر السن، ومن هنا يحتاجون حتما إلى التدخل الطبي الذي يساعدهم على تخطي هذه المشكلة. وسوف نقدم لك اليوم معلومات حول فوبيا كرونوفوبيا، بما في ذلك طبيعة المرض وأسبابه وأعراضه، وكذلك أفضل طرق علاجه التي تم تحديدها من قبل خبراء علم النفس.
طبيعة الكرونوفوبيا
: يعبر هذا الرقم عن الخوف من انتقال الوقت من الماضي إلى الحاضر والمستقبل، وهو يتخذ شكلا معقدا جدا، حيث يشمل الخوف من المستقبل، والخوف من عدم تحقيق شيء، والخوف من عدم اكتشاف الذات والخوف من العجز. وقد يؤدي ذلك إلى فقد العقل وتشتيت التركيز إلى جانب ضعف القدرة العقلية وقلة الإنتاج في العمل. وعلى أية حال، فإن هذا الرهاب يهدد الحاضر والمستقبل ويحطمهما، لأنه يضيع الأهداف ويمنع الأفراد المصابين به من أن يعيشوا حياتهم بسلام .
أسباب الكرونوفوبيا
يحدث رهاب الكرونوفوبيا نتيجة لأسباب متعددة، ويختلف من شخص لآخر حسب التجارب التي مر بها أو المعتقدات التي يتبناها. وبشكل عام، يمكن أن نشير إلى الأسباب التالية:
قد يظهر الرهاب نتيجة تجربة سابقة مؤلمة تترك آثارا سلبية في نفس الفرد وهو لا يزال صغيرا، ويعد هذا السبب أحد أبرز الأسباب التي اكتشفها علماء النفس أو المختصون، حيث يقر العديد ممن يعانون من هذا الاضطراب أنهم تعرضوا لحادث مؤلم في طفولتهم .
يمكن أن يظهر الكرونوفوبيا بسبب المعتقدات غير المنطقية التي يحملها الأفراد، والتي تصفها العلماء بأنها لا تستند على أدلة حقيقية ملموسة، وتجعلهم يفكرون كثيرا في مختلف اتجاهات الحياة وما يمكن الوصول إليه في المستقبل .
يوجد أسباب وراثية أخرى، مثل قصور الغدة الكظرية، الذي يؤدي إلى عدم إفراز كميات كافية من الهرمونات التي تحتاجها الجسم. وبالتالي، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة يمكن أن يصابوا بالقلق والخوف والتوتر بنسب أعلى بكثير من الأشخاص الذين لا يعانون من هذا النوع من المشاكل .
يمكن أن تظهر هذه المخاوف من الدماغ بشكل غير إدراكي، حيث يعمل المخ على طرح حجج منطقية كافية لجعل الفرد يخاف من مرور الوقت وتبعاته المؤذية .
أعراض الكرونوفوبيا
تسبب فوبيا الكرونوفوبيا العديد من الأعراض الفسيولوجية والجسدية للمصابين بها، مثل خفقان القلب وضيق التنفس والإختناق والغثيان والقيء وجفاف الفم والدوار والهزات .
علاج الكرونوفوبيا
أشارت العديد من الدراسات إلى أن العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي لديهما تأثير كبير جدا في حل مشكلة رهاب الكرونوفوبيا، حيث يؤثران على المريض تدريجيا ويمنحانه شعورا بالأمان والثقة. تعتمد هذه العلاجات على تقنيات مختلفة مثل التعرض لمواقف حقيقية ومزيفة، والتنفس العميق، وتقنية إزالة الحساسية المنهجية التي تعتمد على تعريض المريض للأشياء التي يخاف منها، ثم عرض جميع الاستراتيجيات التي ستسمح له بمواجهة هذه الأشياء بأفضل شكل ممكن ودون تعريض نفسه للأذى .
أما الطريقة الثانية للعلاج فهي تسمى العلاج المعرفي، حيث يعتمد بشكل أساسي على قبول الذهن لحقيقة المرض والالتزام بالعلاج. فعلى سبيل المثال، يتعامل الشخص مع الرهاب على أنه مشكلة حقيقية ويعتبر الأدوية والعلاج وسيلة فعالة ومفيدة لهذه المشكلة .
قد يواجه المريض هذا الرهاب الشديد ببعض الأدوية والعقاقير التي يصفها الطبيب النفسي، خاصة إذا تطور هذا المرض النفسي إلى مرحلة متأخرة تحتاج إلى استخدام الدواء .
الوقاية من فوبيا الكرونوفوبيا
إذا كنت غير مصاب بمرض الكرونوفوبيا ولكنك تعاني من قلق متفاوت بشأن مرور الوقت أو الخوف المستمر من الفشل، فإننا ننصحك بأن تعيش حاضرك بسلام وترتب أولوياتك بعناية تامة وفق جدول زمني محدد، وتستغل كافة الآليات والفرص المتاحة أمامك لتحقيق مبتغاك، ولا تفكر أبدا في الماضي أو الأثر السلبي الذي تركه في نفسك، وستجد أن كل شيء يسير على نحو جيد، وتكتشف نفسك من جديد، بل وتكتشف كل من حولك بشكل أعمق وأدق، من خلال نظرة جديدة لم تنتبه لها في السابق .