معارك هامة في التاريخ الاسلامي
تتعدد المعارك عند جميع الأمم الإنسانية ، وذلك على حسب الهدف تلك الأمة من المعركة فقد يكون هدفها الظلم والجور على الأخرين ، أو حب التسلط والتحكم في الأمم الأخرى وقد يكون السبب أسمى من كل ذلك وهو دفع الظلم والاعتداء الذي يقع على النفس،ولعل ذلك الهدف هو من قامت بسببه جميع المعارك لدى دولة الإسلام وكان المسلمين في قتالهم غاية النزاهة والشرف فلا يقتلون شيخا ولا طفلا ولا نساءا مهما كبرت او صغرت على عكس كثيرا من الأمم الأخرى حرقت الأخضر واليابس في معاركهم.
أهداف المسلمين من حروبهم
كما ذكرنا في بداية مقالنا، جميع حروب الدولة الإسلامية كانت من أجل المحافظة على حقوق المستضعفين في الأرض ودفع الظلم الشديد الذي يتعرضون له من الأمم الأخرى. فلا يوجد معركة سعى فيها المسلمون لبسط نفوذهم أو إكراه الآخرين على اعتناق الإسلام، ولا كانت بدافع التكبر واستضعاف الآخرين. ولا تستغرب ذلك، فقد أرشدتهم دينهم الحنيف بذلك، حيث يقول الله تعالى: `لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي`، ويقول أيضا: `وادع إلىٰ سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن`، ويقول تعالى: `لكم دينكم ولي دين`، ويقول تعالى: `وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله`
من خلال جميع أقوال الكتاب المبين التي تم ذكرها، يتضح أن المصدر الرئيسي للشريعة الإسلامية هو دفع الظلم والعبودية ومرارة الخلق عن خلق الله تعالى، وتكريم النفس البشرية من عبادة الأصنام والأوثان إلى عبادة رب العباد. وبموجب تلك الأهداف والمبادئ السليمة، قاد المسلمون العديد من المعارك، وسنتناول ذلك في الأسطر القادمة.
وقاد المسلمون عددًا كبيرًا من الغزوات والمعارك لتعزيز هويتهم ورفعة شأنهم، وكان ذلك على النحو التالي:..
غزوة بدر
تعود تلك الغزوة إلى السنة الثانية من الهجرة النبوية، وكان الهدف الرئيسي منها استرجاع أموال المسلمين التي استولى عليها كفار قريش، وكان عدد المسلمين في بدر حوالي 314 رجلا، وكان الثلاثة من الفرسان المشركين في البعير والفرس وعلم كفار مكة بخروج عدد من المسلمين لمهاجمة قافلة أبي سفيان، وقاموا على الفور بالتجهيز، وقالوا “هؤلاء أتباع النبي الكريم”، وكان عدد الكفار المقاتلين حوالي 1300، وكانوا يقودهم أبو جهل الذي رفض الرجوع عن حرب المسلمين رغم رسالة أبي سفيان التي دعتهم للرجوع، لأنه فر بالبعير والأموال.
ولكن أبي جهل تكبر ظلما وعدوانا وقال لابد من قتل هؤلاء عند بدر ونقيم بها المعازف ويشربون الخمر هناك ويتم النحر والحفل بنصرهم ، واستمر المشركين على رأي أبي جهل عدا بنو زهرة الذين رجعوا أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد تشاور مع أصحابه من المهاجرين والأنصار والذين أشاروا جميعهم عليه بعدم الرجوع ومهاجمة الكفار الذين ظلموهم ، وعندما أقترب المسلمين من بدر نزلوا هناك وظلوا على مقربة من الماء وكان الهدف من ذلك منع الماء عن المشركون وذلك ما اقترحه الصحابي الجليل الحباب بن المنذر.
الكفار وجبروتهم هم من بدأوا بوقود الحرب، حيث أراد الأسود بن عبد الأسد شرب ماء المسلمين، أو تدمير البئر، أو الموت بجانبها. وقد حدثت معركة شديدة هناك، وفاز المسلمون بفوز عزيز، ودخل عدد كبير من الناس في الإسلام بعد غزوة بدر.
غزوة مؤتة
ويعود سبب تلك الغزوة في السنة الثامنة من الهجرة عندما أرسل النبي رسولا إلى ملك الروم، وقام أمير منطقة البلقاء التابعة لهم بقتل رسول المسلمين. وهذا كان من أبشع الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى حرب. فقام المسلمون بتجهيز جيش من ثلاثة آلاف جندي وكان لديهم ثلاثة قادة من أصحاب النبي. استشهدوا جميعا في ساحة المعركة، وكان عدد المشركين كبيرا للغاية، وصل إلى ثلاثة آلاف مقاتل. ومع ذلك، تمكن سيف الله المسلول من تثبيت المعركة وبشجاعة سحب جيش المسلمين.
غزوة اليرموك
وفي السنة الثالثة من هجرة النبي، كان قائد جيش المسلمين في تلك المعركة خالد بن الوليد، وكانت تلك المعركة ضد الروم. وبعد أن تكبد قائد الروم هرقل خسائر كبيرة بين صفوف جيوشه، سعى إلى أن يكون هناك معركة حاسمة مع أعدائه المسلمين. وجرت القتال الشرس بينهما، حيث قيل إنه لم يسمع سوى صوت الخيول وصوت ضربات السيوف. وكانت تلك المعركة في عهد خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، الذي عين عبيدة بن الجراح لقيادة المعركة بدلا من خالد. وكان الهدف من ذلك هو عدم إغراء المسلمين بقائدهم خالد، الذي لم يخسر أي معركة. وانتصر المسلمون في هذه المعركة وهرب قائدهم إلى القسطنطينية.
معركة القادسية
ويرجع تاريخ هذه المعركة للسنة الخامسة عشر من الهجرة وكان يقود جنود الإسلام في أرض المعركة سعد بن أبي وقاص ، ولكن أنتصر المسلمين في تلك المعركة وهزم الفرس وجميع الفيلة الخاصة بهم والتي كانت أهم ما يميزهم في حروبهم رغم تعداد جيش المسلمين الصغير الذي بلغ ثلاثون ألف جندي مقابل مائتي ألف من الفرس .
معركة نهاوند
جرت أحداث تلك الحرب بين المسلمين والفرس في السنة 21 هجرية، ونعمان بن مقرن وسعد بن أبي وقاص قادا المسلمين في تلك المعركة، وعلى الرغم من قلة أعداد المسلمين مقارنة بالفرس، إلا أنها انتهت بنصر عظيم للمسلمين، وأطلق عليها اسم معركة فتح الفتوح .
معركة حطين
تعتبر تلك المعركة نقطة تحول في تاريخ المعارك التي خاضها المسلمون بعد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، حيث قاد صلاح الدين الأيوبي المسلمين في عام 583 هـ وحققوا انتصارا عظيما على الصليبيين، مما أدى إلى خسارة الأعداء لجميع الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم بما في ذلك بيت المقدس، بالإضافة إلى الكثير من المدن التي احتلوها من المسلمين بظلم.
معركة ملاذ كرد
تعود أصول هذه المعركة إلى عام 463 هـ، وتُعَدّ هذه الحرب من أهم الحروب التي واجهها المسلمون جيش الروم، حيث بلغ عدد المقاتلين المسلمين 40 ألفًا، بينما كان جيش الروم بأعداد كبيرة تقارب الـ200 ألف جندي.
معركة الدونونية
تعتبر هذه المعارك من أهم المعارك التي قادتها الدولة الأندلسية الإسلامية، وتجاوزت حدود المعركة حيث تواجدت فيها قوات الملك القشتالي ألفونسو العاشر، إلى جانب مقاتلي دولة المرينيون وجيش الفقيه بن الأحمر. ورغم ذلك، حقق المسلمون مكاسب ملموسة من هذه المعركة، إذ توقفت هجمات القوات الصليبية على المدن الإسلامية، واستمرت غرناطة في الاستقرار لما يقرب من قرنين من الزمن. وبلغت قوة جيش المسلمين عشرة آلاف جندي، بينما وصل تعداد الجيش الصليبي إلى تسعين ألف جندي.
معركة وادي لكة
تعود تاريخها إلى عام 92 هـ وكانت تعرف أيضا باسم شذونة سهل البرباط. تمت معركة فيها بين قائد قوات الدولة الأموية، طارق بن زياد، وجيش القوط الغربيين بقيادة الملك لذريق. ومع أن عدد المسلمين في تلك المعركة كان قليلا، حيث كانوا اثني عشر ألف جندي فقط مقابل مائة ألف جندي مجهز بالسلاح والعتاد في جيش القوط، إلا أن المسلمين صمدوا وتمكنوا من هزيمة دولة القوط الغربيين. وبذلك أصبحت معظم أراضي شبه الجزيرة الإيبيرية تحت سيطرة الإسلام، وذلك بفضل شجاعتهم وبسالتهم.