علم النفسعلم وعلماء

ما الفرق بين علم النفس البيولوجي وعلم النفس الفسيولوجي

مفهوم علم النفس البيولوجي 

يعد النهج البيولوجي لعلم النفس وسيلة لشرح السلوك البشري باستخدام الآليات البيولوجية، ويمكن أن يشمل الجوانب الجينية والهرمونية والناقلات العصبية، بالإضافة إلى فيزيولوجيا الدماغ البشري. يعرف النهج البيولوجي لعلم النفس على أنه علم تجريبي يستخدم منهجية علمية لدراسة الأساس البيولوجي للعمليات العقلية والسلوك. يستند بناء المعرفة والنظريات في هذا المجال إلى الملاحظة والتجربة القائمة على الاكتشاف أو الفرضية. يتم تخزين جميع البيانات والمنهجيات وتوثيقها وأرشفتها كشرط مسبق للفحص الإحصائي لصلاحيتها وموثوقيتها، ويجب أن تكون متاحة للباحثين الآخرين للاستنساخ والتحقق. لا يوجد في علم النفس البيولوجي نظريات أو فرضيات، ولذلك يجب اعتبار الحقائق المطلقة أو المعرفة أمرا لا جدال فيه.

مفهوم علم النفس الفسيولوجي 

علم النفس الفسيولوجي هو قسم فرعي من علم النفس البيولوجي، ويتم تعريفه على أنه العلم الذي يدرس الآليات العصبية للإدراك والسلوك، من خلال التلاعب المباشر بأدمغة الحيوانات غير البشرية في التجارب الخاضعة للرقابة. وعلى عكس التقسيمات الفرعية الأخرى في علم النفس البيولوجي، يتمحور التركيز الرئيسي للبحث في علم النفس الفسيولوجي حول تطوير النظريات التي تشرح العلاقات بين الدماغ والسلوك، بدلا من تطوير الأبحاث التي لها قيمة متعددة. يطلق على هذا العلم أحيانا اسم “علم الأعصاب الإدراكي” في السنوات الأخيرة، وعادة ما لا يقوم الأطباء بإجراء الكثير من هذا النوع من الأبحاث على البشر، لأن التأثيرات على هذا الموضوع يمكن أن تكون غير متوقعة وضارة، ولكن يمكن أن تتعرض الحيوانات لأنواع مختلفة من المحفزات والتلاعب البيولوجي

بينما يلاحظ الأطباء السلوك الناتج، يضفي هذا النهج جانبًا تجريبيًا (قائم على الملاحظة) لعلم السلوك وينبع من فكرة أن الوعي البشري ليس أكثر من نتيجة نهائية لنشاط الجهاز العصبي، ويميل العلماء في هذا التخصص إلى دعم وجهة النظر القائلة بأنك على دراية بنفسك ومحيطك فقط لأن الإشارات العصبية التي تتسارع في جسمك وعقلك تجعلك واعيًا، يشعرون أنه لا روح وراء العقل، إنها مجرد ظاهرة فسيولوجية، وفي الماضي، تلقى علماء النفس الفسيولوجي الكثير من تدريبهم في أقسام علم النفس في الجامعات الكبرى، وحاليًا، يتم تدريب علماء النفس الفسيولوجي أيضًا في برامج علم الأعصاب السلوكي أو علم النفس البيولوجي التابعة لأقسام علم النفس، أو في برامج علم الأعصاب متعددة التخصصات.

ما هو الفرق بين علم النفس البيولوجي وعلم النفس الفسيولوجي 

بالرغم من أن علم النفس الفسيولوجي هو فرع من فروع علم النفس البيولوجي، إلا أنه يختلف عنه في المفهوم والأهداف حيث يكون علم النفس الفسيولوجي هو الدراسة العلمية للعوامل الفسيولوجية التي تكمن وراء السلوك البشري، بينما يدرس علم النفس البيولوجي العمليات البيولوجية الكامنة وراء السلوك المؤثرة على العقل والسلوك، ولذلك يوجد بينهم اختلافات في المفهوم والأهداف والموضوعات، فيما يلي نتعرف على الفرق بين علم النفس البيولوجي وعلم النفس الفسيولوجي: 

-الأهداف 

  • يتمحور علم النفس البيولوجي حول العلاقة بين العمليات النفسية والآليات الفيزيولوجية والوراثية والجزيئية الكامنة، وبالتالي يهدف إلى الكشف عن الأساس البيولوجي للسلوك والعواطف والتحفيز والإدراك للمحفزات الداخلية والخارجية والنوم والتعلم والذاكرة.
  • عند مقارنة العمليات النفسية عبر الأنواع المختلفة، يرتبط ذلك بعلم النفس المقارن، ويمكن تسمية بعض الأبحاث في علم النفس البيولوجي بأنها أساسية، إذ لا يوجد لها غرض عملي أساسي، ولكن الكثير منها موجه لحل المشكلات السريرية أو لتحسين الوضع البشري بطرق أخرى 
  • المعرفة التي تم الحصول عليها من قبل علماء النفس البيولوجي يمكن أن تحسن العلاج أو الوقاية من اضطرابات الدماغ مثل مرض باركنسون أو مرض الزهايمر
  • في حين يهدف علم النفس الفسيولوجي إلى تفسير الظواهر التي يتم دراستها، عادة ما يتم استخدام التحليل الاختزالي في علم النفس الفسيولوجي. تتمثل الأهداف في تحليل العمليات العصبية المشاركة في تحويل الحوافز الجسدية إلى استجابات حسية، ودراسة تأثير التغيرات البيولوجية على تشكيل بعض العناصر النفسية. تهدف الأبحاث في علم النفس الفسيولوجي إلى دراسة العوامل الفسيولوجية التي تكمن وراء السلوك بطريقة علمية، ويركز علم النفس الفسيولوجي على كيفية تفاعل العمليات البيولوجية، خاصة تلك المرتبطة بالجهاز العصبي المركزي، مع العمليات المعرفية والعاطفية والذهنية الأخرى لتشكيل السلوك والشخصية.

-الموضوعات

يشمل مجال علم النفس البيولوجي مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك الآليات التطورية والبيولوجية العصبية والجزيئية للسلوك. وتشمل مواضيع البحث الآتية:

  • تتضمن البيولوجيا العصبية للزواج الأحادي، وعلم المناعة العصبية النفسية، وعلم الأعصاب التطوري، والنمذجة الرياضية للسلوك الاجتماعي، وعلم النفس البيئي، واختيار الشريك والعلاقات الإنجابية، وتأثيرات الضغط على السلوك الاجتماعي، وعلم التخلق والسلوك الاجتماعي، والبيولوجيا العصبية للتعلم والذاكرة
  • يغطي المنهج البيولوجي دراسة عمليات الدماغ والجهاز العصبي ووظائف الغدد والأساس الجيني للسلوك، ويتناول العمليات الكيميائية الحيوية والعصبية ودور الغرائز وتأثير الوراثة 
  • تعتبر السلوكيات البسيطة والمعقدة ذات مكونات بيولوجية مهمة، ويستخدم الباحثون مجموعة متنوعة من الأساليب لدراسة وظائف المخ وأسباب السلوك غير الطبيعي.
  • بسبب أساليب التحقيق الدقيقة والموضوعية، يعتبر هذا العلم ذو أهمية كبيرة وله مساهمات كبيرة في علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة.

تتركز موضوعات علم النفس الفسيولوجي على الظواهر السلوكية التي يمكن ملاحظتها في الحيوانات، ويحاول العلماء فهم فسيولوجيا السلوك، وتشمل موضوعات علم النفس الفسيولوجي مجموعة واسعة من الموضوعات التي يمكن للعلماء البحث عنها أو معالجتها 

  • يشمل دراسة مواضيع مثل العمليات الحسية والسلوك العاطفي والبلع والسلوك العدواني والسلوك الجنسي والسلوك الأبوي والتعلم والذاكرة.  
  • يدرس تطور الجهاز العصبي وتفاعل المواد الكيميائية مع الدماغ والجهاز العصبي، وكيفية السيطرة على الحالات السلوكية.
  • يتضمن الموضوع الإيقاعات البيولوجية والنوم، والاضطرابات العقلية، والآليات، واللغة، والشفاء بعد تلف الدماغ أو الأعصاب

أهمية علم النفس البيولوجي

  • يوفر علم النفس البيولوجي تقنيات متقدمة في علم الأعصاب السلوكي، بما في ذلك الفيزيولوجيا الكهربائية والتصوير والتقنيات الجزيئية.   
  • يعمل هذا العلم على فهم السلوكيات والخبرات من خلال دراسة الهياكل والوظائف الحيوية 
  • يعتمد السلوك على النظام البيولوجي للكائن الحي، وتؤثر السلوكيات على النظام الذي ينبثق منها وتؤثر عليه 
  • تكمن أهمية علم النفس البيولوجي في تحليل السلوك على المستوى الجزيئي من الناحية الفيزيائية، وفي فهم التأثيرات البيئية، ولكن العمليات البيولوجية تعتبر الأكثر أهمية.

 أهمية علم النفس الفسيولوجي 

  • يكمن أهمية دراسة علم النفس الفسيولوجي في محاولة فهم الفسيولوجيا للسلوك، ودور الجهاز العصبي والتفاعل مع بقية الجسم، وفي التحكم في السلوك.  
  • تهتم النماذج الحيوانية بالاضطرابات التي تصيب البشر، مثل القلق والاكتئاب والوساوس والإجبار والرهاب والأمراض النفسية الجسدية والفصام.
  • يسعى لإيجاد تفسير مبسط للظواهر المعقدة (قد يكون ذلك مختلفا عن الوصف المفصل الذي يستخدمه الفيزيائي).
  • يتم اكتساب الكثير من المعرفة المبكرة من خلال مراقبة كيفية تغيير السلوك عند تضرر أجزاء مختلفة من الدماغ.
  • كان استخدام جراحة الدماغ الضروري مفيدا، بما في ذلك تحفيز بعض أجزاء الدماغ وسؤال المريض الواعي عن مشاعره
  •  ظهرت أهمية هذا في استكشاف تأثير الأدوية المختلفة على وظائف الدماغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى