كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل
القرآن الكريم
القرآن الكريم هو النهاية والختام لجميع الكتب المقدسة التي نزلت على الأنبياء، حيث نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عام 609 م على يد جبرائيل، ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلة الإسلام التي لا تتوقف. وهناك قواعد وأنظمة لقراءة القرآن الكريم، والتي غالبا ما يتم نسيانها، ولكنها يجب أن تؤخذ في الاعتبار وتطبيقها عند قراءة القرآن. والممارسة الأولى والأهم التي يجب الالتزام بها هي الوضوء قبل لمس القرآن الكريم أو تلاوته، وبالتالي يجب أن يبقى المرء نظيفا طوال فترة قراءة القرآن، ويجب البدء بالغسل ثم الوضوء بالتوالي.
كيف يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل
- بداية التلاوة بالتأوُّد: التأود هو استعاضة عن الشيطان بالله، وذلك بقراءة `أعوذ بالله من الشيطان الرجيم`، ثم يبدأ بالتسمية `بسم الله الرحمن الرحيم`.
- تلاوة بطيئة: أنزلت آيات القرآن على البشر ببطء وتدريج ليتسنى للناس فهم تعاليم القرآن بشكل أفضل، وبالمثل ينبغي قراءة القرآن ببطء وبسكينة حتى يستطيع القارئ فهم تعاليم الإسلام بشكل أفضل كما ورد في سورة الفرقان الآية 32: `وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ۚ كذٰلك لنثبت به فؤادك ۖ ورتلناه ترتيلا`.
- النطق الدقيق: نزل القرآن باللغة العربية، وهي لغة معقدة للغاية. أدنى تغيير في نطق أي كلمة عربية يؤدي إلى معنى مختلف تماما وخارج السياق. لذا، يجب أن يكون القارئ حذرا جدا أثناء نطق كلمات الآيات، ويجب التأكد من نطق الكلمات بشكل صحيح كما جاء في سورة الزمر الآية 28 (قرآنا عربيا غير مشوه لعلهم يتقون).
- عزل نفسك أثناء التلاوة: تحمل آيات القرآن معان عميقة جدا، وكما ذكر من قبل، فإن أدنى خطأ في النطق يمكن أن يغير المعنى بالكامل، ولذلك ينصح بالحذر والبطء في التلاوة. عزل النفس أثناء التلاوة يساعد على التركيز بشكل أكبر على الآيات، مما يتيح تفسير معانيها بسهولة أكبر.
- التأمل في الآيات: لآيات القرآن معان عميقة جدا، وربما يكون ذلك للتبرير السبب وراء تغطية ثلاثين جزءا فقط منها لجميع المواضيع المتعلقة بحياة الفرد والأوامر الإلهية، وعندما يقرأ القارئ القرآن بتفصيل يفسر معاني مختلفة بعد ربط الأحداث المختلفة، ولذلك يجب على القارئ التأمل في الآيات لفهم معاني القرآن.
- حفظ وممارسة القرآن: قراءة القرآن وفهمه وحدها لا تكفي، يجب حفظه أيضا جيدا بعد فهمه تماما، حيث يحفظ القارئ القرآن وأوامره في جميع الأوقات، مما يساعد على ممارسة القرآن في الحياة اليومية بانتظام.
- التعامل مع القرآن: القرآن ليس كتابا عاديا، بل أرسله الخالق نفسه، لذلك فمن الضروري التعامل معه بكل احترام ومودة والحرص على عدم وضعه في مكان غير لائق. يجب وضعه في مكان مرتفع، سواء كان ذلك في مستوى الجلوس أو في قلب كل مسلم.
- تلاوة القرآن بشكل يومي: القرآن هو رسالة من الله إلى خلقه، لذلك يجب علينا قراءته ومراجعة تعاليمه يوميا، فهذا لن يساعدنا فقط في الحصول على رحمة الله والثواب الأبدي، بل سيجعلنا أيضا بشرا أفضل عموما، وأصبح تعلم القرآن أسهل بكثير الآن بفضل العديد من المعاهد الإسلامية وجلسات حفظ القرآن.
حديث في فضل تدبر القرآن
قال النبي صلى الله عليه وسلم: `أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل`. فحملة القرآن هم الذين يحفظونه في قلوبهم ويتلاونه بمقتضاه، ويعرفون أحكامه، وأصحاب الليل هم الذين يقومون بالعبادة في الليل.
-عن بن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها”. وعن أنس رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عدد درجات الجنة عدد آيات القرآن، فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن ولم يكن فوقه أحد.
-عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن، غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط`
-عن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ننزل الناس منازلهم.
روى سهل بن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: `من قرأ القرآن وعمل به ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة، ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيه، فما ظنكم بالذي عمل به.
قال ابن عباس رضي الله عنه: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخراب”. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر فيها ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها.
روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إن لله أهلين من الناس`، فقالوا: من هم يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: `أهل القرآن هم أهل الله وخاصته`.
روى أنس وجابر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `أكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم، فإن البيت الذي لا يتلى فيه القرآن يقل خيره ويكثر شره، ويضيق على أهله`.
-عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يرهبهم الفزع الأكبر ولا يحاسبون عليه، وهم على مستوى مرتفع من الحسنات حتى ينتهوا من حساب الخلائق: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله تعالى، وأمة قوم وهم راضون بها، وداع – أي مؤذن – يدعو إلى الصلوات ابتغاء وجه الله، وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه.
قال ابن مسعود رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `اقرأواالقرآن، فإن الله لا يعذب قلبًا يحفظ القرآن، فإن هذا القرآن هو مأدبة الله تعالى، فمن دخل فيه فهو آمن، ومن أحب القرآن فليبشر`
عندما نقول: `هذا القرآن مأدبة الله تعالى فاقبلوا مأدبته ما استطعتم`، نعني أن القرآن هو طعام الله ومأنسه. فليكن قبولكم له كبقولة الله تعالى. إن القرآن هو حبل الله والنور المبين، وهو الشفاء النافع. إنه عصمة لمن يتمسك به ونجاة لمن يتبعه، فلا يضل ويحتاج إلى تأديب، ولا ينحرف ويحتاج إلى توجيه. عجائب القرآن لا تنتهي ولا تخفى بسبب كثرة التعليلات. اقرؤوه فإن الله يجزيكم على تلاوته حسنات، ولا أعني بذلك حرفا واحدا فحسب، بل كل حرف تلقونه يجلب عشر حسنات. فإني لا أقول ألم للحرف الواحد، بل أقول ألف حرف ولام حرف وميم حرف.