كيف تعمل الهرمونات
الهرمونات
الهرمونات هي مواد كيميائية يتم إطلاقها عن طريق غدة أو خلية في جزء واحد من الجسم، وتقوم بإرسال رسائل تؤثر على خلايا أخرى في الجسم، وتنسق العمليات المعقدة داخله مثل عملية التمثيل الغذائي وعملية النمو والخصوبة، وتلعب الهرمونات دورا كبيرا في تشكيل جسم الإنسان، حيث تعمل على توجيه دماغ الجنين وجهازه التناسلي أثناء الحمل، وبعد الولادة تؤثر في تغيير سلوك الفرد ووظيفة جهازه المناعي أيضا.
ويحتوي الجسم على خمسين نوع من الهرمونات المختلفة ، وعليك العلم بأنه إن قام جسمك بإنتاج كميات كبيرة جدا او قليلة جدا من الهرمونات ، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة ، الكائنات الحية ذات الخلايا المتعددة تقوم بإنتاج هرمونات ، وجدير بالذكر أنه يتم إنتاج الهرمونات في الحيوانات بواسطة الدم وليس الخلايا كما في الإنسان.
كيفية عمل الهرمونات
تعمل الهرمونات عن طريق توجيه التغيرات التي تحدث في الخلايا المستهدفة عن طريق الربط بمستقبلات هرمونية محددة، وعلى الرغم من انتشار الهرمونات في جميع أنحاء الجسم وتفاعلها مع العديد من الخلايا المختلفة، فإنها تؤثر فقط على الخلايا التي تحمل المستقبلات اللازمة، والتي يمكن العثور عليها في عدد قليل من الخلايا المتخصصة أو في العديد من الخلايا المختلفة.
ومن أجل التوضيح يمكننا الاستعانة بالمثال التالي :
تقوم هرمونات الغدة الدرقية بتنظيم عدة أنواع من الأنسجة المختلفة في الجسم، مما يعمل على تحفيز نشاط التمثيل الغذائي في جميع أنحاء الجسم.
تحتوي خلايا الجسم على عدة مستقبلات لنفس الهرمون، ولكنها في الغالب تمتلك أيضا مستقبلات لأنواع مختلفة من الهرمونات، وتتم معرفة حساسية هرمون معين والاستجابة الخلوية الناتجة عنه من خلال عدد المستقبلات التي تستجيب للهرمون، ويمكن أن يتغير عدد المستقبلات التي تستجيب للهرمون مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى زيادة أو انخفاض حساسية الخلية.
في حالة التنظيم العالي، تزداد استجابة عدد المستقبلات لارتفاع مستويات الهرمون، مما يجعل الخلية أكثر حساسية للهرمون، مما يسمح بمزيد من النشاط الخلوي، وفي التنظيم المنخفض ينخفض عدد المستقبلات استجابة لارتفاع مستويات الهرمون، مما يؤدي إلى انخفاض النشاط الخلوي.
وتقوم خلايا الجسم بالاستجابة لهرمون معين عندما تمرر مستقبل معين لهذا الهرمون ، فيرتبط الهرمون ببروتين المستقبل ، مما يؤدي إلى تنشيط آلية نقل الإشارة التي تؤدي في النهاية إلى استجابات خاصة بنوع الخلية ، كما يؤدي الارتباط بالمستقبلات إلى تغيير النشاط الخلوي ، الأمر الذي يتسبب إلى زيادة أو نقصان عمليات الجسم الطبيعية.
وباستنادها إلى موقع البروتين المستهدف في الخلية وتركيب الهرمون الكيميائي، يمكن للهرمونات أن تتداخل مباشرة في التغييرات بالارتباط بمستقبلات الهرمونات داخل الخلية وتعديل النسخ الجينية، أو بشكل غير مباشر عن طريق الارتباط بمستقبلات سطح الخلية وتحفيز مسارات الإشارات.
انواع الهرمونات ووظائفها
تفرز الغدد الصماء الهرمونات، ثم تنتقل هذه الهرمونات عبر الدم إلى الأعضاء والأنسجة المختلفة في جسم الإنسان، وتتحكم في بعض الوظائف الجسدية مثل التكاثر والوظيفة الجنسية وضغط الدم ومعدل ضربات القلب والنمو ودرجة حرارة الجسم والتوازن الغذائي.
تنتج كل غدة في جهاز الغدد الصماء هرمونًا أو أكثر، وتستهدف أعضاءًا أو أنسجةً معينة في الجسم، ومن الهرمونات التي ينتجها جسم الإنسان:
- الأنسولين هو هرمون مسؤول عن تخزين الدهون ويفرز من البنكرياس، ويعمل على تنظيم العديد من عمليات الأيض الغذائي، كما يساعد الكبد والأعضاء الأخرى في الجسم على امتصاص الجلوكوز. إذا لم يتم إفراز كمية كافية من الأنسولين من البنكرياس، فإن السكر يتراكم في الدم، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
- الميلاتونين؛ يتم إفراز هرمون الميلاتونين من قبل الغدة الصنوبرية الموجودة في الدماغ، ويقوم بدور مهم في دورات النوم والساعة البيولوجية الداخلية للجسم، عندما يصبح النهار مظلما في الليل، يزيد دماغك من إفراز الميلاتونين لتهيئة جسمك للنوم، وتتضاءل مستويات الميلاتونين وجودة النوم في الإضاءة الطبيعية المنخفضة والظلام.
- يتم إنتاج هرمون الإستروجين أو هرمون الجنس الأنثوي من المبيض في جسم المرأة، وهو ضروري لنمو مظاهر الأنوثة مثل الثديين والوركين والشعر الزائد، ويشارك أيضا في تنظيم الدورة الشهرية وتكوين العظام وتجلط الدم وصحة البشرة.
- التستوستيرون هو هرمون جنسي ينتج في المبايض لدى الإناث والخصيتين لدى الذكور. يرتبط هذا الهرمون بشكل وثيق بالعظام وكتلة العضلات وتوزيع الخلايا الدهنية، وعادة ما يرتبط بالرغبة الجنسية. ولكن عندما ينخفض مستوى التستوستيرون، يمكن أن يسبب ضعف الانتصاب وانخفاض إنتاج السائل المنوي وضعف الرغبة الجنسية وكثافة العظام.
- يعتبر الكورتيزول، المعروف أيضا بـهرمون التوتر والتنبيه الطبيعي، خطرا قريبا وشديدا، ولكن إذا زادت مستويات هرمون الكورتيزون بشكل متواصل، قد يسبب ذلك القلق، والصداع النصفي، وزيادة الوزن، ومشاكل في القلب، واضطرابات النوم، وعدم وضوح التفكير.
- يتم إنتاج هرمون الألدوستيرون من الغدة الكظرية، ويعمل على تنظيم توازن الملح والماء في الجسم.
- ديهيدرو إيبي أندروستيرون سلفات (DHEA) هو مركب يعمل على مساعدة الغدة الكظرية في إنتاج رائحة الجسم ونمو شعر الجسم خلال فترة البلوغ.