ادب

قصة نهاية الحسين بن منصور الحلاج

الحسين بن منصور بن محمد الحلاج هو شاعر ومتصوف، وقد اختلف المؤرخون حول أصله، ولكن الثابت أنه ولد في البيضاء، ولكن هناك خلاف حول ما إذا كان ولد في البيضاء في بلاد فارس أو في العراق، ولكن الرأي الأكثر ترجيحا هو الرأي الثاني، وقد عاش في عهد الدولة العباسية وحكم عليه بالإعدام عند باب خرسان المطل على دجلة بسبب أفكاره وتوجهاته.

جدول المحتويات

نبذة عن الحسين بن منصور الحلاج

ولد الحسين بن منصور بن محمد الحلاج في مدينة البيضاء، في العصر العباسي، في عام 858 ميلادية.

كان الحسين شاعرًا متصوفًا، ولديه العديد من التلاميذ قبل أن يتهم بالخروج عن الدين الإسلامي من قبل القاضي محمد بن داود في بغداد.

حكم عليه بالإعدام بقطع الرأس، وتم تنفيذ الحكم في عام 922 ميلادية.

ولد في مدينة واسط في البداية، ثم انتقل إلى بغداد وعاش فيها لفترة، ثم سافر إلى مكة وأقام في الحرم، ودخل في دائرة المتصوفين الزرادشتيين، وكان يُعد في ذلك الوقت مثالًا للتصوف والزهد والصبر على الجوع والشمس وغيرها من الصعاب.

كان الحسين يروي بأن التصوف الحقيقي يتمثل في العمل الشخص بجدية لتحقيق الحق والقضاء على الباطل ومحاربة الظلم والاستبداد، ولذلك كانت هذه الأفكار هي السبب في غضب السلطة الحاكمة في ذلك الوقت.

كان يقول: “النقطة هي أصل الخط، والخط يتألف من نقاط، فلا يمكن للخط الاستغناء عن النقطة، ولا يمكن للنقطة الاستغناء عن الخط، وكل خط مستقيم أو منحرف يتحرك من خلال النقطة نفسها، وكل ما يراه الإنسان هو نقطة بين نقطتين، وهذا يدل على أن الحقيقة تتجلى في كل ما نشاهده ونراه، ولذلك قال: “لم أر شيئا إلا ورأيت الله في.

محاكمة الحسين بن منصور الحلاج

تم اتهام هذا الشخص بالزندقة والسحر والشعوذة والتحكم في عقول الناس، وأيضا ادعاء النبوة، وقد كان الوزير علي بن عيسى هو من اتهمه بذلك، وتم تقديمه للسلطان العباسي المقتدر بالله.

عندما مواجه بالاتهامات الموجهة إليه،نفى المتهم جميعها ولم يعترف بها، فأمر السلطان بمعاقبته بصلبه حيًا على رحبة الجسر.

تم حبسه لسنوات عدة في عدة سجون، وتم نقله من سجن إلى آخر حتى وصل إلى دار السلطان وسجن هناك.

– بفضل قدرته الرائعة على الإقناع، تمكن من إيجاد تأييد بعض خدم سلطانه الذين ساعدوه وحموه وحموا منه، ومكنوه من التواصل مع بعض الكتاب في بغداد الذين استجابوا له بالفعل. يقال أنه ادعى النبوة، وهناك من يصدق هذا.

انتشرت أفكاره المتطرفة التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية، ووصل خبرها إلى السلطان، وتم القبض على بعض أصحابه، ووجدت معهم بعض من كتاباته، وعندما مواجهوا اعترفوا بأفكاره وتطرفه.

عندما سئل عن ذلك، نفى وجود أي ادعاءات ضده، لكنه تم مواجهته بما قاله أصدقاؤه وبما اتُّهِم به.

بعد الجدل الكثير بينه وبين متابعيه، تأكد السلطان من صحة الادعاءات الموجهة له.

عندما يتأكد السلطان من صحة الادعاءات، يأمر فوراً بقتل الشخص وحرقه.

تم جلده في البداية بحوالي ألف جلدة أو أكثر، ثم تم قطع يديه ورجليه، وأخيرًا تم قطع عنقه وحرق جثته، ووضع رأسه وريداه ورجلاه على سور الجسر الجديد، وتم دفن ما تبقى من جثته.

رأي بن تيمية في الحلاج

تمت استفاضة بن تيمية حول الحسين بن منصور الحلاج، سئل عما إذا كان زنديقا كما يشاع عنه أم إنه متصوف متدين قتل ظلما. وكان رده على النحو التالي: الحمد لله رب العالمين، تم قتل الحلاج بسبب الزندقة التي اتهم بها، سواء بالاعتراف بها أو بدون اعترافه؛ والأمر الذي أثبتته الأدلة ويستوجب القتل باتفاق المسلمين، ومن يقول إنه قتل بغير حق فإنه إما منافق ملحد أو جاهل ضال، والتهمة التي تمت قتله على أساسها شملت أنواعا مختلفة من الكفر، وبعضها يستوجب قتله، بغض النظر عن جميعها، ولم يكن من الأولياء المتقين لله، بل كان يمارس عبادات وتقوى وجهادا؛ بعضها كان من جهة شيطانية وبعضها من جهة نفسانية، وبعضها كان متفقا مع الشريعة من جهة وليس متفقا من جهة أخرى، فقد ألبس الحق بالباطل، وقد زار بلاد الهند وتعلم أنواعا من السحر وكتب كتابا معروفا في السحر والذي ما زال موجودا حتى اليوم، وكان له اقتباسات شيطانية وافتراءات مضللة.

قول بن تيمية أيضا عن الحلاج 

مَنِ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنَ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ: أنا الله،  وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ…وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنَ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنَ الآلِهَةِ: فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ، وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى