اسلاميات

قصة سورة الممتحنة .. من هي الممتحنة ؟ ومن هو أشقى القوم

ماذا تعرف عن سورة الممتحنة

أنزل الله سبحانه وتعالى علينا القرآن الكريم ومنحنا العلم والبصيرة الكافية لنفهم الأمور بشكل أوضح. من فضله، أعطانا الله أيضا فرصة قراءة القرآن الكريم الذي يحمل في كل سورة قصة مختلفة تعلمنا منها وندرك رحمة الخالق سبحانه وتعالى وعظمته علينا.

ومن السور الموجودة في القرآن الكريم هي سورة الممتحنة، حيث تشير سورة الممتحنة في الأساس إلى فتح مكة، وإلى واحدا من أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، ألا وهو عقبة بن أبي معيط، وإلى الخطأ الذي أرتكبه بن أبي بلتعة، عندما بعث إلى الكفار المقيمين في مكة لكي يخبرهم على عزم المسلمين بأنهم سوف يفتحوا مكة.

ولكن تشاء الأقدار أن الله قد كشف عنهم أمرهم للرسول صلى الله عليه وسلم لكي يقبض عليهم، غير أن الصداقة والنسب والقرابة لن تنفعهم في يوم القيامة، وعلى ذلك كان تذكيرا لهم بأن دين الله واحد وهو الإسلام .

أحد العلامات الواضحة التي بينها الله للمسلمين هي حرصهم على مقاومة أعداء الله ومقاطعتهم، وجاءت السورة لوضع عدة قواعد لمعاملة المؤمنات اللواتي يهاجرن من دار الكفر إلى دار الإيمان،

يتم ذلك ليقوم المسلمون بفحص واختبار هؤلاء النساء المهاجرات من خلال القسم بأنهم خرجوا حباً لله ورسوله، وليس بسبب كرههم لأزواجهن، وبعد ذلك يحل للمؤمنين أن يتزوجوا هؤلاء المهاجرات المؤمنات عندما يُعطين مهورهن.

من هي الممتحنة

هل تساءلت يومًا من هي الممتحنة؟ من خلال القراءة، يمكنك الاستنتاج أن الممتحنة هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الملقب بـ `أشقى القوم`، وعلى الرغم من انحراف أبيها إلا أن الله أخرج من صلبهابنته أم كلثوم، الموحدة بالله والمؤمنة به.

كانت الفتاة ذكية جدًا ومحبة للعلم والدراسة في زمن لم تكن للنساء أي أهمية في العلم. ومنحت أم كلثوم بفطرتها الحب لدين الله، وقررت أن تكتم إيمانها عن أبيها وأخوتها عمارة والوليد، خوفًا من إيذائهم لها .

ما هي قصة سورة الممتحنة

عندما حان وقت الهجرة، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهاجر إلى مكة، وفي نفس الوقت أرادت ام كلثوم أن تهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن مخاوفها كانت من ظلم وقسوة أبيها وأخوتها، وفي نفس الوقت تزامن ذلك مع غزوة بدر التي قضى فيها أبوها ومات على كفر .

عندما بلغت أم كلثوم سن الزواج، تقدم لها أفضل الشبان في مكة للخطبة، ولكن أصرت أم كلثوم على الرفض لأن حلمها هو الثبات على دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والهجرة إليه.

عندما بدأت مرحلة الصلح بين الأطراف، فإن شرطا من شروط الصلح هو أن يتوجه أحد الأشخاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ليسلم أو يعتنق الإسلام، فإذا فعل ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يرده إلى مكة مرة أخرى.

عندما سمعت أم كلثوم تلك الشروط، عرفت أنه من المستحيل أن تهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا هاجرت فسيتم إعادتها إلى مكة مرة أخرى.

في النهاية، قررت أم كلثوم الهجرة إلى المدينة المنورة، وذلك حتى يشفع لها النبي صلى الله عليه وسلم، ولكي تعود بعد ذلك إلى مكة، وكانت في ذلك الوقت شابة تبلغ من العمر 16 عامًا، وهاجرت بمفردها عبر الليل والطرق الصعبة بين مكة والمدينة،

من الممكن أن يعيد النبي صلى الله عليه وسلم أم كلثوم إلى مكة مرة أخرى، وتصبح مسلمة، وستتعرض لأذى من أخواتها، ولكن الأقدار أرادت أن تهاجر إلى المدينة. عندما علم الرسول بوضعها، كان في حيرة شديدة، والصحابة يطلبون منه كيف يمكن إعادتها إلى مكة وهي تتبع دين الإسلام يا رسول الله

ظل النبي صامتا ينتظر أمرا من الوحي في ذلك الوقت، وبمشيئة القدر، ينزل الفرج من السماء بواسطة سيدنا جبريل من خلال سبع سماوات في أمر أم كلثوم، وتنزل آيات سورة الممتحنة وهي كالتالي

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”

وبناءً على ذلك، قرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن تبقى ام كلثوم في المدينة وتتزوج من أحد الأشراف في ذلك الوقت.

من هو أشقى القوم

كان `عقبة بن أبي معيط` أشقى القوم، وكان من كفار قريش الذين كانوا يتربصون بالرسول صلى الله عليه وسلم ويخططون لقتله، حيث نتجت كراهيته للرسول عنها بعض الأفعال المشينة تجاه الرسول

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: “بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بفناء الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه به خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكرٍ فأخذَ بمنكبِه ودفعَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [غافر: 28]” رواه البخاري.

وفي موقف آخر قام عقبة بإحضار سلا الجزور، وهي مشيمة الناقة، وقام بوضعها على ظهره وهو يصلي. فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلا جزور، فقذفه على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يرفع رأسه، فجاءت فاطمة فأخذته عن ظهره، ودعت على مَن صنع ذلك.

فقال: «اللهُمَّ، عَلَيْكَ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ …» قال: “فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر …” رواه مسلم، .

وقد نزلَ في شأنِ عقبةَ بنِ أبي مُعَيْطٍ قوله تعالى: وفي يوم القيامة سيعض الظالم على يديه ويقول: يا ليتني اتبعت مسلك الرسول، يا ويلتي لو لم أتخذ فلانًا صديقًا، وسيعاقبه الله بسبب كفره حتى قتل في يوم بدر.

سبب تسمية سورة الممتحنة بهذا الاسم

ذكرت بعض التفاسير سبب تسمية سورة الممتحنة بهذا الاسم، وهو وجود آية امتحان إيمان النساء اللواتي اعتنقن الإسلام وجاءن إلى الرسول للدخول في الإسلام، وقبل قبولهن، أمتحنهن الصحابة لمعرفة سبب قدومهن من مكة إلى المدينة، وما يمكن استخلاصه من سورة الممتحنة هو سبب تسميتها بهذا الاسم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى