اقتصاد العالممال واعمال

عمليات الاستحواذ العدائية على الشركات

الاستحواذ هو مصطلح يستخدم في عالم الاقتصاد والشركات بكثافة، ويشير إلى سيطرة شركة على أخرى بالاتفاق والموافقة من الجانبين، أو بطريقة غير قانونية وغير مشروعة تسمى الاستحواذ العدائي. وبموجب هذه الصفقة، يتم استحواذ الشركة على جميع الموظفين والمعدات والأصول التابعة للشركة المستهدفة، ويتم تغيير اسم الشركة المستحوذة أيضا

عمليات الاستحواذ العدائية على الشركات

تتعلق هذه العملية بالسيطرة على شركة ما عن طريق عدم الموافقة والرضا من تلك الشركة. غالبا ما يتم ذلك مع الشركات التي لديها أسهم متداولة في البورصة، حيث يصبح من السهل السيطرة عليها من خلال استحواذ على تلك الأسهم. ويتم ذلك عن طريق امتلاك المستثمر لبعض الأسهم التابعة للشركة

وغالبا ما يكون هناك أسباب واضحة لعدم رغبة الشركة في السيطرة عليها من قبل الشركة الأخرى إما بسبب المبلغ الذي يتم عرضه وعدم التوافق بينهما في ذلك الأمر أو بسبب عدم رغبة تلك الشركة في تمليكها للشركة الأخرى ، أو أنها لا ترغب في الأساس في بيع الشركة والأسهم الخاصة بها بسبب تطلعها مستقبلا لجني العديد من الأرباح .

وفي العادة، يحدث امتلاك شركة لأخرى بشكل كبير ولكنها تختلف تماما عنها في النشاط الاقتصادي أو المنتجات المقدمة. يرجع ذلك إلى رغبة صاحبي الشركتين في تحقيق أرباح كبيرة في المستقبل. هناك طريقتان لتنفيذ هذه العملية، إما بشكل عدائي أو بامتلاك عدد من الأسهم الخاصة بالشركة المستهدفة. في الطريقة الأولى، يمكن للمستحوذ السيطرة على الشركة عن طريق تقديم عروض بأسعار أعلى لأسهمها والتلاعب بالجوانب المالية. وفي بعض الأحيان، يتم الاستحواذ على الشركة من خلال امتلاك عدد من أسهمها الخاصة بها. ومع ذلك، يتم استخدام هذه الطريقة بشكل محدود للحد من امتلاك وتوغل المستحوذين في الشركة . 

 الطريقة الثانية للسيطرة على الشركات هي الحرب بالوكالة، وتتضمن إقناع أحد مالكي الشركة أو حاملي عدد من الأسهم فيها بإحداث معارضة للإدارة الحالية للشركة وإزاحتها بشكل كلي، مع إقناع المسؤولين الآخرين بمعارضة الإدارة أيضا، وذلك لصالح الشركة التي تريد الاستحواذ على الشركة المستهدفة. وتتم هذه الطريقة بتخطيط جيد، وغالبا ما يتم جلب إدارة جديدة تابعة للمستحوذين للمساعدة في الاستحواذ على الشركة المستهدفة. وتعد الطريقة الثالثة أكثر خطورة في السيطرة على الشركات، حيث تتضمن العبث بالهيكل الإداري للشركة وإحداث معارضة بين الإدارة والموظفين

طرق التصدى لعمليات الاستحواذ العدائية

هناك بعض الطرق التي تستخدمها الشركات للحفاظ على ممتلكاتها والتصدي لتلك العملية بشكل مبكر، ومن بين هذه الطرق تشمل:

موافقة الاغلبية

واحدة من الطرق الأساسية التي تعتمد عليها الشركات للحماية من الاستحواذ العدائي هي عملية الأغلبية، وتتضمن الاعتماد على موافقة معظم المساهمين في الشركة على أي صفقات تتم داخلها. ولا يتم إبرام أي صفقة قبل الرجوع لجميع مساهمي الشركة للحصول على موافقتهم الكاملة دون استثناء. وهذا يؤدي إلى حدوث تعثرات في عمليات الاستحواذ أو السيطرة، خاصة لأنه يتطلب موافقة جميع المساهمين وأطراف الشركة. وهذا الأمر غير متوفر في العديد من الحالات .

تملك اسهم في الشركة

بعض الشركات تمتلك أسهمًا غير كبيرة لا تمنحها أي حق في التصويت على قرارات الشركة، ولكن يكمن دورها في عرقلة الشركات الاستحواذية عند محاولة السيطرة على الشركة، وإذا نجحت الشركة في السيطرة عليها، فإنها لا تحصل على حق السيطرة على تلك الفئة من الأسهم .

يرى المتخصصون في مجال الاقتصاد أن الإجراءات الوقائية التي تتخذها الشركات للدفاع عن أنفسها ليست حلولا نهائية للتخلص من الاستحواذ أو السيطرة الأخرى، بل هي إجراءات تخفف من حدة الألم وتقلل من خطر الخسارة، ولذلك تعمل بعض الشركات الكبرى على إيجاد حلول بديلة لتقليل عمليات الاستحواذ والخسائر المحتملة، ومن هذه الحلول الشهيرة “حبوب السم” التي تتضمن بعض النقاط الرئيسية التي يمكن للشركات استخدامها لمنع السيطرة الأخرى عليها

اتخاذ القرارات الحاسمة من قبل المسؤولين تجاه موظفيهم في حالة السماح أو التسهيل للشركات الأخرى في عملية الاستحواذ ، حيث أن أتباع عملية الاستحواذ يعتمدون بشكل كبير على موظفي الشركات التي يرغبون في السيطرة عليها ، وبتلك الطريقة يتم السيطرة على الشركة ومنع أي من محاولات الاستحواذ سواء الداخلية أو الخارجية .

وسائل أخرى للدفاع عن الشركات

أحد الأساليب الأخرى المستخدمة للدفاع عن الشركة هي تحديد حصص المساهمة لكل فرد أو جهة بأقل عدد من الأسهم، لتقليل سيطرة أي شخص على الحصة الأكبر في الشركة. هناك أيضا بعض الشركات التي تعمل على خفض سعر السهم للمساهمين أو أعضاء الشركة، لتعزيز سيطرة المساهمين على الشركة وتقليل انتزاعها من قبل الآخرين .

أحد الطرق أيضا هو أن تتعامل الشركة المستحوذة مع العديد من الديون للمؤسسات الأخرى لإجبار الشركة المستحوذة على سدادها في حال رغبت في الاستحواذ على تلك الشركة. ويتم العمل على هذه الخطة بمجرد معرفة نية الشركة المستحوذة في الحصول على الشركة الحالية، وهذا يجعل الشركة المستحوذة تتراجع في القرارات التي تتخذها نتيجة للشركة التي تسعى للسيطرة عليها

أمثلة على الاستحواذ العدائي

يعد الملياردير كارل إيكان أحد أشهر أمثلة المحاولة العدائية للاستحواذ، حيث قدم في عام 2011 ثلاثة عروض منفصلة للاستحواذ على شركة كلوروكس، لكنها تم رفضها جميعاً، وعمل مجلس إدارة كلوروكس بجد لتقليص جهود إيكان ومنعه من الاستحواذ عليها .

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى