العسكريةزد معلوماتك

ماهي الحرب بالوكالة

الحروب هي صراع بالأسلحة بين دولتين أو أكثر، وعادةً ما يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية للدول المتصارعة. ولكن في بعض الأحيان، تتجنب بعض الدول هذا الصراع المسلح وتستعين بقوى أخرى لخوض هذا النزاع بدلاً منها بشكل خفي أو معلن، وهذا ما يُعرف باسم الحرب بالوكالة .

جدول المحتويات

تعريف الحرب بالوكالة

الحرب بالوكالة هي الحرب القائمة على تحالف أحد طرفي الحرب مع بعض القوات الكبرى ، ضد الطرف الآخر حيث أن الحرب بالوكالة لا تعتبر حرب مستقلة لكنها تابعة للحرب الفعلية القائمة بين كل من الأطراف وتعتبر الحرب بالوكالة فرع ثانوي من الحرب القائمة ، وبشكل مفصل هي عبارة عن تمويل القوى العظمى بالأموال والأسلحة في محاربة الطرف الآخر سواء كانت هناك مصالح مشتركة لتلك القوى كما هو الحال في تمويل الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة الأفغانية للحرب ضد تنظيم القاعدة ، وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية ترى خطورة بقاء تنظيم القاعدة على الأمن العام بها ، وقد تكون تلك الحرب بدون مصالح  واضحة ومشتركة كما هو الأمر في تمويل إيران للحوثيين ضد اليمنين .

تعتمد حرب الوكالة عادة على طرف ثالث يبتعد تماما عن الحرب الأصلية، وغالبا ما يكون هؤلاء الأطراف الإرهابيين أو المتمردين الذين يحصلون على التمويل والأسلحة اللازمة من قبل القوى العظمى التي تسعى في الغالب لتحقيق مصالحها الشخصية. تسعى تلك القوة العظمى بشكل أساسي لتحقيق ما يعود بالنفع عليها وعلى شعبها، حتى إن كان ذلك عن طريق الاعتداء على حقوق الدول الأخرى في حروب الوكالة. تلعب الدول العظمى دور الممول الذي يقوم بتوفير الأسلحة والأموال للمشاركين في حرب الوكالة، ولكنها لا تشارك فعليا في هذه الحروب، وذلك لحماية شعوبها وللاستعانة بأشخاص يتمتعون بمعرفة عميقة بالدول التي يجري فيها حروب الوكالة .

أسباب اللجوء للحرب بالوكالة

من أهم الأسباب التي تدفع الدول إلى اللجوء إلى هذا النوع من الحروب هو الخوف على أرواح شعوبها من الموت، وبالتالي يقومون بتمويل أطراف أخرى للقيام بذلك بدلا منهم. وهذا ما يحدث في حالة الولايات المتحدة الأمريكية وأفغانستان حيث تقوم بتمويل المحليين أو حكوماتهم، نظرا لأن المحليين يتمتعون بمعرفة أكبر بمناطق البلد، وهذا يجعل استخدامهم وتمويلهم للحروب التي تدور في أراضيهم أفضل من تدخل الدول الأخرى، خاصة أن تدخل هذه الدول الأخرى قد يؤدي إلى ردود فعل غير مرغوب فيها من قبل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، التي قد تنتقد هذه الأفعال أو الحروب .

قد يكون هناك أسباب أخرى لذلك، مثل دعم دول أخرى والمشاركة الأيديولوجية بين الأحزاب السياسية، مثل حزب الله اللبناني وإيران. ومن الأسباب الأخرى للجوء إلى وكلاء الحرب هو عدم الدخول في حروب مباشرة، مثلما تفعل روسيا في أوكرانيا من خلال تمويل المعارضين للحكومة هناك. وفي معظم الأحيان، لا تكون هذه التمويلات أو الحروب واضحة تماما، بل تكون سرية في الغالب. وهذا يصب في مصلحة الدول لعدم الدخول في حروب مع القوى العظمى التي تدعم وتمول المعارضة أو العصابات في تلك الدول. كما حدث في حرب إسرائيل ضد حزب الله اللبناني، حيث استمرت الحرب لسنوات بفضل الدعم المالي الذي قدمته إيران لحزب الله اللبناني، ولكن إيران لم تشن هجوما مباشرا على إسرائيل خوفا من العواقب .

بالرغم من بعض الفوائد التي تتمثل في الحرب بالوكالة إلا أن هناك بعض الأمور الخطرة التي تتعلق بذلك النوع من الحرب ، وذلك لأن جميع الأطراف يسعون بشكل دائم إلى تحقيق المصالح الخاصة بهم ، فالسبب الأول لما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان هو حفظ الأمن الخاص بها خاصة بعد حادث 11 سبتمبر ، وفي غالب الأمر يكون الوكلاء من الطبقة الغير صالحة في شتى الدول وكذلك هم من الغير الأكفاء ، كما أن الدول الراعية تكون في أكثر الأحيان سعيدة بما يحدث بين تلك الشعوب بعضها البعض ، حتى أن ذلك غالبا ما يؤدي إلى وجود العديد من الصراعات والتناحر بين معظم الدول بين المؤيدين والمعارضين لتلك الحروب .

كانت أحد أهم الأسباب التي دفعت الدول في العصور القديمة والوسطى إلى اللجوء إلى الحروب بالوكالة هي تحقيق مصالحها الخاصة والسعي للحصول على نفوذ سياسي يجعلها ذات مكانة عالية بين دول العالم. واعتمدوا على طرق الصراع والمنافسة بين الأطراف المتحاربة. ومع بداية القرن العشرين، بدأت الحروب بالوكالة تتم بتمويل طرف ضد الآخر .

تأثير حروب الوكالة على المجتمعات

ومن التأثيرات التي تعود على الدول التي تقام بها تلك الحروب الأضرار الكبيرة التي تقع على عاتق الدول من خسائر سواء كانت تلك الخسائر بشرية بقتل عشرات الآلاف من البشر  مثلما كانت الحرب السوفيتية سببا في قتل الآلاف من البشر منذ بدايتها وصولا إلى انتهائها ، كل تلك الحروب كانت في المنطقة الأوروبية .

حرب الوكالة ودول الشرق الأوسط

لكن بالنظر إلى الشرق الوسط نجد تلك الحروب ظاهرة جلية فيما يحدث في سوريا بين كل من دولة إيران التي تمول الجيش السوري ضد المعارضين ، وكذلك ظهور داعش التي عملت على معاداة جميع الدول ويعود ذلك إلى كونها ممولة من إحدى القوات العظمى الخفية ، كما هو الحال فيما يحدث في الدولة اليمنية وظهور الحوثيين الممولين من قبل إيران للحرب على كل تلك الدول كانت حرب الوكالة فيها سببا في الدمار للمؤسسات والمنشآت الحيوية ، وتدهور التعليم وجميع المرافق الأخرى ، كما أن تلك الحروب كانت سببا أيضا في ترحيل العديد من أبناء تلك الشعوب إلى أوطان أخرى غير أوطانهم التي أقاموا فيها ، وتعرضوا بسبب الاغتراب إلى العديد من المواجهات الأمنية أو الاضطهاد بشكل عام .

كان القتل والسجن والموت نتيجة لحروب الوكالة في الشرق الأوسط، جنبا إلى جنب مع الدمار الذي حل بهذه البلاد. ويعود السبب في التأثير إلى توفر العديد من الأسلحة والأموال التي يقدمها أصحاب القوى الكبرى للجانب المفوض للحرب في هذه البلاد، وذلك لتحقيق مصالحهم الخاصة. وعادة ما تتسبب هذه الحروب في خسارة هائلة في البنية التحتية للدول التي تشهد الحروب، بالإضافة إلى فقدان المنشآت الحيوية. وحتى مفاوضات السلام التي تعقد لا تؤدي إلى نتائج إيجابية لحل تلك الحروب بين الدول، لأنها تستغرق وقتا طويلا في المفاوضات بين جميع الأطراف المشاركة في الحرب. وعادة ما لا يتم التوصل إلى حل مجد بسبب الاختلافات والصراعات بين المسؤولين عن تلك الأطراف السياسية. وعلى الرغم من أن حروب الوكالة قد تعود بالفائدة على بعض الدول، إلا أنها تحمل العديد من العيوب والأضرار على الدول الأخرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى