امثلة على اندماج الشركات
تعتبر عمليات الاندماج والاستحواذ شائعة في الأعمال التجارية، خاصة في صناعات مثل الرعاية الصحية، والتكنولوجيا، والتمويل، وتجارة التجزئة، ومع الابتكارات السريعة في عالم الأعمال الحديث، أصبح من الأهمية فهم أسباب تلك العمليات وكيفية حدوثها، وما هي أكبر عمليات الاندماج التي حدثت بين الشركات؟
لماذا تندمج الشركات؟
في كثير من الحالات، التعاون هو السبب. ويشير هذا المصطلح إلى دمج الأعمال لزيادة الأداء وتقليل التكاليف. عندما تكون لدى شركتين نقاط قوة وضعف مكملة، يكون الدمج هدفا استراتيجيا مدروسا. وفي بعض الحالات، يتم دمج الشركات لتنويع أو تعزيز نشاطها التجاري. يحق للشركة المدموجة من أجل التنويع أن تحصل على شركة أخرى في صناعة غير مرتبطة بصناعتها للحد من تأثير أداء صناعة معينة على ربحيتها.
غالبا ما تندمج الشركات التي تسعى إلى زيادة تركيز نشاطها مع الشركات التي تمتلك تغلغلا أعمق في السوق. ويمكن لعمليات الدمج أن تساعد الشركات على زيادة حصتها في السوق من خلال شراء أعمال المنافسين، ويشار إلى هذه الممارسة باسم الاندماج الأفقي، فيما تتركز عمليات الاندماج العمودي على سلسلة التوريد. إذا قامت إحدى الشركات بشراء أحد مورديها، فإنها يمكن أن توفر على التكاليف التي كان يضيفها المورد سابقا. أما في حالة شراء موزع، فإن هذا النوع من الاندماج يمكن أن يؤثر إيجابا على تكاليف الإنتاج.
بطبيعة الحال، أحد أكثر الأسباب شيوعا لمواصلة الاندماج هو القضاء على المنافسة من الشركات الأخرى. عندما تستحوذ شركة على منافس من خلال صفقة استحواذ، يمكنها الحصول على حصة سوقية أكبر بكثير في ضربة واحدة. ومع ذلك، قد تكون هذه الممارسة مكلفة، ولذلك من المهم أن تتأكد الشركات من الفوائد قبل اختيار بدء صفقة الاندماج والاستحواض.
أشهر عمليات اندماج الشركات
اندماج فودافون ومانيسمان
: تم اندماج شركة Vodafone، المقر الرئيسي لها في المملكة المتحدة، مع شركة Mannesmann الألمانية عام 2000 بقيمة تزيد عن 180 مليار دولار، وهي أكبر صفقة اندماج واستحواذ في التاريخ. وبعد الصفقة، أصبحت Vodafone أكبر مشغل للهواتف المحمولة في العالم، مما فتح الطريق لصفقات مستقبلية في قطاع الاتصالات. وعارض العديد من الألمان هذه الصفقة لأنهم أرادوا للشركات الألمانية أن تظل لاعبا رئيسيا في السوق العالمية.
كانت هذه الصفقة مهمة لأنها تشير إلى ازدهار صناعة الاتصالات، حيث زادت شعبية الهواتف المحمولة. وعلى الرغم من ذلك، لم تكن ناجحة في النهاية. بعد رفض مانسمان عرض فودافون الأول، اضطرت فودافون إلى زيادة عرضها تقريبا.
اندماج أمريكا أون لاين وتايم وارنر
يعد اندماج شركتي AT&T و Time Warner ثاني أكبر عملية اندماج في التاريخ، وقد تم إتمامه خلال نفس العام الذي تم فيه شراء شركة مانسمان. في عام 2000، اشترت شركة America Online شركة Time Warner مقابل 164 مليار دولار. في ذلك الوقت، كان معظم الأميركيين يستخدمون خدمة الهاتف الثابت للوصول إلى الإنترنت من خلال مزود الخدمة AOL، مما جعل الشركة واحدة من أكبر المؤسسات التكنولوجية في أمريكا. وعلى الرغم من أن هذه الصفقة كانت باهظة الثمن، إلا أنها استمرت لمدة تسع سنوات فقط. في عام 2009، أصبحت Time Warner شركة مستقلة مرة أخرى في حين استمرت AOL في الانخفاض في قيمتها خلال عصر ما بعد الهاتف.
اندماج فايزر وورنر لامبرت
في عام 2000، اشترت شركة Pfizer الصيدلانية شركة Warner-Lambert مقابل 90 مليار دولار. ويعتبر هذا الاندماج واحدا من أكثر الصفقات العدائية في التاريخ، لأن شركة Warner-Lambert تمت الاستحواذ عليها من قبل شركة American Home Products للسلع الاستهلاكية. إنها إحدى أكبر المدفوعات على الإطلاق مقابل صفقة فاشلة، وفقا لشركة Yahoo Financ.
عندما اندمجت فايزر مع وارنر لامبرت، أصبحت ثاني أكبر شركة للأدوية في العالم، وذلك بسبب ملكيتها لعقار Lipitor الأكثر مبيعا للكوليسترول، حيث كانت شركة Pfizer تمتلك حقوق الترخيص لشركة Lipitor وتوزيع الأرباح عليها، وفي عام 1999، رفعت شركة وارنر لامبرت دعوى قضائية ضد شركة فايزر لإنهاء اتفاقية الترخيص. وباستحواذها على وارنر لامبرت، تخلصت فايزر من أي مخاطر مرتبطة بالدعوى وحصلت على السيطرة الكاملة على أرباح عقار Lipitor العالية التي وصلت إلى أكثر من 13 مليار دولار سنويا.
اندماج إيه تي آند تي وبيلساوث
في عام 2006، أعلنت AT&T عن نيتها شراء BellSouth. وكانت الهدف النهائي لهذا الصفقة تعزيز مكانة AT&T كلاعب رئيسي في صناعة الاتصالات اللاسلكية. بعد شراء BellSouth بقيمة 86 مليار دولار، نجحت AT&T في توسيع نطاق تغطيتها لتشمل المناطق الريفية في الولايات المتحدة، مما منح AT&T ميزة تنافسية في سوق الهواتف المحمولة. استغلت الشركة موقعها الجديد لتقديم خدمات متكاملة تشمل خدمات الهاتف المحمول بالإضافة إلى الاتصالات التلفزيونية وخدمة الإنترنت، بهدف جذب مشتركين جدد ومنع العملاء من الانتقال إلى مزودي خدمات آخرين.
اندماج أكسون وموبيل
حدث هذا الدمج في عام 1999 وأنجبت قوة عظمى في صناعة الطاقة. كانت أسعار النفط في انخفاض مستمر، وكانت شركات الطاقة تتأثر بذلك. اندمجت إكسون وموبيل أيضا في صفقة وصفتها ياهو فاينانس بأنها واحدة من أنجح عمليات الاندماج والاستحواذ في تاريخ الاندماج. وافقت الحكومة الأمريكية على الصفقة بعد التأكيدات بأن الشركتين المندمجتين ستبيعان أكثر من 2400 محطة للوقود في جميع أنحاء البلاد. دافعت إكسون عن الصفقة، وهي الأكبر في سلسلة عمليات التوحيد في الصناعة، مشيرة إلى ضغوط الأسعار على النفط الخام والحاجة إلى مزيد من الكفاءة والمنافسة.