اسلاميات

على ماذا تدل المخلوقات؟ .. وفوائد التفكير بمخلوقات الله

ما هي الحكمة من خلق الله للمخلوقات

يذكر أن الله عز وجل هو الخالق لجميع المخلوقات، سواء كانت حية أو غير حية، والغرض الرئيسي من خلق هذه المخلوقات هو التأمل في عظمة الخالق وتفكر في قدرته، حيث إن الله سبحانه وتعالى هو المسؤول عن كل شيء في هذا الكون، ويقوم بإرزاق من يشاء ومحاسبة من يريد

يجب على كل مخلوق قد خلقه الله أن يعبد اللهوحده وأن لا يشرك به أبداً، ومن بين العبادات الأساسية التي يجب الامتثال لها هي التوحيد بألوهية الله وربوبيته، والتي توضح لجميع العباد مدى عظمة وقدرة الله.

يجب الإشارة إلى أن الهدف الرئيسي من خلق جميع المخلوقات هو عبادة الله وحده لا شريك له، والاعتراف بألوهيته، وهذا يجب أن يكون الهدف الأساسي لحياة الإنسان.

إن الله تعالى هو المالك الوحيد لهذا الكون بأسره، وقد أرسل سبحانه الرسل والأنبياء إلى الناس ليدعوهم إلى الهداية وتعريفهم بالأخلاق الكريمة، وأهم دعوة كانت دعوة التوحيد والإيمان بالله وعدم الشرك به أبدًا.

وقد خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام أول مخلوق، وبعده خلق زوجته، حيث كانوا يتمتعون بنعيم الجنة، ولكن لم يستمر الأمر طويلا بعد أن أوسوا الشيطان، فأغواهما وأمر الله بنزولهم إلى الأرض

تكاثر سيدنا آدم عليه السلام وزوجته بشرًا، والهدف من ذلك كان الحفاظ على النوع والاستمرارية في العبادة والتوحيد، وليدرك الجميع أن الله هو المالك الوحيد لهذا الكون، فهو الخالق العظيم لجميع المخلوقات.

على ماذا تدل المخلوقات

بدون شك، الكائنات المخلوقة تشير إلى وجود الله تعالى وعظمته، لأنه هو الذي خلق كل شيء في هذه الحياة، سواء كانت الكائنات حية أو غير حية، وهو الذي يسيطر عليها. وقد امتيز الله تعالى بين الكائنات الحية والغير حية، حيث جعل الحية قادرة على التنفس والتكاثر والحركة، في حين جعل الغير حية غير قادرة على ذلك

تمكّن قدرة وعظمة الخالق سبحانه من إخراج النباتات من الأرض لتكون غذاءً لكثير من الكائنات الأخرى، فضلاً عن مساهمتها في تنقية الجو حيث تستخدم ثاني أكسيد الكربون وتمد الحياة بالأكسجين اللازم لحياة الكائنات الأخرى.

فوائد التفكر في خلق الله

من العبادات الواجبة على جميع العباد التفكير في مخلوقات الله، إذ تعتبر من العبادات الحسية والقلبية التي تتمتع بالعديد من الفوائد، مثل:

  • الإيمان بالله وحده والتمسك الشديد به سبحانه.
  • الإدراك بأن الإنسان ضعيف جدًا أمام عظمة الخالق تعالى.
  • تطوير حاسة التأمل والتفكير واستخدام العقل والقيام بالبحث بشكل مستمر.
  • الامتثاللأوامر الله، وعدم الامتثال للشيطان والوقوع في المعصية، والحذر والخوف من الله تعالى.
  • التقوى وعمل الكثير من الخير.
  • اعتراف بأن الله واحد لا نشرك معه أي شيء.
  • نحن نقرب من الله تعالى من خلال هذا العبادة.
  • التواضع لله وحده.
  • تعرف على جمال وعظمة وقدرة الخالق عن طريق خلقه.
  • إمداد الروح بالصفاء.
  • العمل المستمر الصالح الذي يجلب الكثير من الثواب للعبد

ثمرات التفكر في مخلوقات الله

عندما يفكر الإنسان في مخلوقات الله، يزيد إيمانه بالله تعالى ويصبح واثقا من وجوده، ونظرا لأهمية التفكر وأنه من العبادات التي يحثنا عليها الله، ذكر في القرآن الكريم أهمية التأمل في خلق السماوات والأرض قائلا: `ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار`

التفكر هو أن يشغل الإنسان عقله بكل ما خلقه الله، ويسأل نفسه عن الخالق لهذا الكون ليتعرف على عظمته وقوته وكمال كل ما خلقه، ويتم ذلك عن طريق التفكر الجيد في آيات خلق الله، وتشمل نتائج التفكر في كل ما خلقه الله

  • من خلال فهم عظمة خلق الله وتوحيده، نكون بالإيمان به.
  • الخشوع هو عبادة أمرنا الله بها.
  • يساعد الاقتراب من الله وزيادة التقوى على تنمية الإنسان، حيث قال تعالى في كتابه “إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ” (يونس: 6).

المجالات التي يجب على الإنسان التفكر فيها

تتعدد المجالات التي يمكن للعباد التفكر فيها والتي تتمثل في:

  • التأمل في آيات الله سبحانه وتعالى، وجمال مخلوقاته في السماوات والأرض والجبال والبحار والأنهار والشمس والقمر والنظام الذي يسير على كل شيء في هذا الكون. وقال الله تبارك وتعالى: (تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا)
  • التأمل في روعة خلقه والتفكر في دقة خلقه، مثل أجهزة الإنسان وتناغمها، حيث يتجانس كل جهاز مع الآخر ويعمل لصالح الإنسان
  • التفكير في حال هذه الدنيا وكيفية تغيرها في لحظات معدودة من حالة إلى أخرى
  • يجب التفكر في النفس لفهمها أكثر، ومعرفة مدى إقبالها على ارتكاب المعاصي والمحرمات، والتي تغضب الله تعالى، ومعرفة أسباب حبها للشهوات والمعاصي

حديث عن التفكر في خلق الله

يجب على كل مؤمن التفكر في مخلوقات الله تعالى، وذلك لأنها من الفرائض التي أمرنا بها الله، وتعتبر هذه الفريضة أعلى درجات الإيمان بالله، حيث أن الله أمرنا بالتأمل في آياته العظيمة وذكر ذلك في كتابه العزيز. وحثنا على التفكر والتدبر في كثير من المواضع في الكتاب المقدس. وقد ورد في السنة النبوية أن التفكر لمدة ساعة يعد أفضل من أداء عبادة سنة كاملة

عبادة التفكر

أمرنا الله تعالى بالتفكر والتأمل في القرآن الكريم، وثنى على جميع عباده المتأملين عندما قال: (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) [آل عمران: 191]، وقال: (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الجاثية: 13]

كما قال أبو الدرداء: `التفكر ساعةٌ خيرٌ من قيام ليلة`، ويجب الإشارة إلى أن من يريد التوسع في معرفة التفكر بشكلٍ أوسع يمكنه الرجوع إلى كتاب بعنوان `إحياء علوم الدين`.

يهدف التفكير في مخلوقات الله إلىزيادة الإيمان بالله والاقتراب منه ومعرفة حكمته وقدرته.

التفكر في مخلوقات الله يزيد الإيمان

التأمل في مخلوقات الله يزيد من الإيمان في قلوب المؤمنين، فإنه ينقذهم من جميع الخطايا والابتلاءات ويحمي أنفسهم ودينهم من الهلاك والفساد. إن التأمل والتفكر في الحياة يعتبران لكل قلب وروح من خلال معرفة الكثير من المسائل المهمة. إنها من أعمال العبادة التي تنفع المؤمن وتنبه قلبه وتهديه، وتجلب السكينة للنفوس البشرية. وهناك أنواع مختلفة من التأمل، مثل

  • التأمل في كافة الآيات الكونية.
  • التأمل في القرآن الكريم.
  • التفكر في الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى