علاجات منزلية فعالة لحرقة المعدة

ما هي حرقة المعدة

المعدة هي عضو عضلي أجوف في الجهاز الهضمي يقوم بتخزين الطعام وتحليله كيميائيا وميكانيكيا. يتم إدخال الطعام إلى المعدة من خلال المريء، ويتم تنظيم دخوله إلى المعدة بواسطة صمام المريء السفلي. تفرز المعدة الطعام في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، وهي الاثني عشر، من خلال العضلة العاصرة البوابية، وتكون المعدة ذات حموضة عالية.

وفي المعدة، هناك خلايا مختصة تفرز حمض الهيدروكلوريك القوي HCl، وهو ضروري لتحويل بروتين البيبسينوجين إلى إنزيم البيبسين، والذي بدوره يهضم البروتينات ويفكك الأحماض الأمينية. ويحدث ذلك بسبب وجود كمية كبيرة من حمض الهيدروكلوريك في المعدة، والتي تجعلها شديدة الحموضة، حيث يصل مستوى الحموضة إلى الرقم الهيدروجيني 2، وهو أعلى مستوى للحموضة في الجسم. وتفرز بطانة المعدة سوائل قلوية لزجة تشكل طبقة عازلة تحمي الجدار الداخلي للمعدة من التأثير السلبي للحموضة العالية. وعندما يعود الطعام من المعدة إلى المريء، يمكن أن تسبب الحموضة العالية ألما في الصدر، ويشار إليه باسم حرقة المعدة ويزداد سوءا.

أسباب حرقة المعدة

يمكن أن يكون الشعور بالحموضة المعوية ناتجا عن أسباب مرضية مثل ارتجاع المريء أو القرحة، أو لأسباب غير مرضية مثل الحمل والإفراط في تناول الطعام، وما يلي هو إشارة إلى هذه الأسباب وغيرها

• يعتبر الارتجاع المريئي واحدا من أكثر الأمراض الهضمية انتشارا، حيث يحدث بسبب ضعف الصمام المريئي السفلي، الأمر الذي يؤدي إلى عودة الطعام الحمضي بشدة إلى الجزء السفلي من المريء وبالتالي يسبب الحموضة. تسبب الحموضة أيضا تقرح الخلايا الظهارية في تلك الأجزاء مما يؤدي إلى الشعور بألم في المعدة، ويشار إلى هذا باسم الحموضة المعوية.
• قرحة المعدة: تعني التهابات تقرحية في بطانة المعدة نتيجة تعرضها المباشر والمزمن لحمض الهيدروكلوريك. وفي معظم الحالات، السبب الرئيسي هو بكتيريا الملوية البوابية. قد تحدث القرحة في المعدة أو في الأقسام العلوية الاثني عشر. وهذا يسبب للمريض ألم حرقة مستمر، ويزداد سوءا بعد تناول الطعام.
• الحمل يزيد الضغط داخل تجويف البطن لدى النساء، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على صمام المريء السفلي، ويمكن أن يؤدي هذا إلى الضعف في الأشهر الأولى من الحمل وزيادة احتمالية عودة الطعام إلى المريء وحدوث حرقة في المعدة لدى النساء الحوامل.
• يؤثر التدخين مباشرة على صمام المريء السفلي ويقلل من فعاليته، حيث تتسبب الجذور الحرة التي تطلقها السموم في الدخان في تدمير خلايا الغشاء المخاطي في المعدة وتقليل إفراز المركبات الأساسية التي تحمي الغشاء المخاطي في المعدة من الحموضة.
• يحدث تقسيم الحجاب الحاجز عندما يبرز جزء من المعدة في البطن إلى تجويف الصدر، مما يضع ضغطا مباشرا على صمام المريء السفلي ويزيد من احتمالية عودة الطعام من المعدة ويزيد من احتمالية الإصابة بارتجاع المريء.
• الإفراط في تناول الطعام، بتناول كميات كبيرة من الطعام وخاصة الأطعمة الدهنية على فترات قصيرة، يؤدي إلى تراكم الطعام في المعدة، مما يقلل من فعالية صمام المريء السفلي ويسبب حرقة المعدة.

أعراض حرقة المعدة

يتراوح الرقم الهيدروجيني الطبيعي للجزء الأوسط من المعدة بين 2 و3 درجات، في حين يكون ثابتا تقريبا لخلايا الغشاء المخاطي المعوي. تشمل أعراض حرقة المعدة الحموضة المعوية، التي تحدث عندما يكون مستوى حموضة الأس أقل من المستوى الطبيعي في الخلايا المخاطية للمعدة، ويتميز بآلام في المعدة. يجب الانتباه إلى أن آلام الصدر الناتجة عن أمراض القلب تختلف تماما عن آلام حرقة المعدة

• ألم متمركز في أسفل الصدر.
•  عسر هضم.
• غثيان واستفراغ.
• الفواق أو الحازوقة.
• الكحة المتكررة.

علاج حرقة المعدة

يعتمد علاج حرقة المعدة على علاج سببها كقاعدة عامة، حيث يتم استخدام الأدوية التي تقلل حموضة المعدة عن طريق تحييدها أو تقليل إفراز خلايا المعدة لحمض الهيدروكلوريك، وفيما يلي نظرة عامة عن الأدوية المستخدمة في علاج قرحة المعدة:

• تحتوي مضادات الحموضة على المركبات الأساسية التي تعمل على تحييد الحموضة كيميائيًا، ولكنها لا تعالج السبب، ويتم تناولها بعد الوجبات أو قبلها بفترة وجيزة.
• تعتبر حاصرات مستقبيات الهيستامين الخيار الأول لعلاج حرقة المعدة لدى مرضى ارتجاع المريء، حيث تقلل هذه الأدوية من إفراز الخلايا الجدارية للحمض في المعدة، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات حمض المعدة وتحسين الأعراض.
• مثبطات مضخة البروتون هي الأدوية الأكثر فعالية في علاج حرقة المعدة، حيث تعمل على تثبيط مضخة البروتون الحمضية الهيدروجينية، وتستخدم هذه الأدوية في علاج ارتجاع المريء وقرحة المعدة.
• يعتبر النظام الغذائي وتناول الطعام القليل بشكل منتظم أحد العوامل المهمة في علاج حرقة المعدة،بالإضافة إلى الأدوية، ويجب على المريض تجنب تناول الأطعمة الدهنية والزيوت والتوابل والمشروبات الغازية.

علاج حرقة المعدة بالأعشاب

يسعى بعض المرضى إلى العلاج بالأعشاب لحرقة المعدة كبديل للأدوية الصناعية، وعادة ما تحتوي هذه الأعشاب على مركبات أساسية لتخفيض حموضة المعدة، كما أثبتت الأبحاث الطبية فاعلية بعض هذه الأعشاب وقدرتها على علاج حرقة المعدة وآلام المعدة، وإليك أهم هذه الأعشاب وأكثرها استخدامًا:

• الكمون أو الكراوية.
•  الخردل.
•  عروق الصباغين.
•  حشيشة الملائكة.
•  البابونج الألماني.
•  بلسم الليمون.
•  عرق السوس.
•  النعناع الفلفلي.
•  عشبة حليب الشوك.

نصائح لتجنب حرقة المعدة

يعاني الملايين من الأشخاص من حرقة المعدة وارتجاع المريء. من بين العلاجات الشائعة تعتبر مضادات الحموضة مثل أوميبرازول. ومع ذلك، يمكن أن تقلل تغييرات بسيطة في العادات الغذائية وأنماط النوم بشكل كبير من الأعراض. وإليك أهم النصائح لتخفيف أعراض حرقة المعدة

• يجب تجنب الإفراط في تناول الطعام، حيث يؤدي تناول وجبات كبيرة إلى زيادة حموضة المعدة والتسبب في أعراض الحموضة.
• تجنب شرب الكحوليات، حيث يزيد شرب الكحول من الحموضة في المعدة، ويخفض الضغط على عضلة العاصرة للمريء، ويقلل من قدرة المريء على التخلص من الأحماض الموجودة فيه.
• يجب تجنب الإفراط في شرب القهوة، لأن الكافيين الموجود فيها يسبب ارتخاء عضلات المريء، مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض حرقة المعدة.
• يجب تجنب تناول البصل النيء، فقد يزيد من حرقة المعدة وارتجاع الحمض والتجشؤ مقارنةً بوجبة مماثلة لا يحتوي على البصل.
• يمكن تخفيف أعراض الحرقة بتقليل تناول المشروبات الغازية، حيث تزيد هذه المشروبات مؤقتًا من التجشؤ، مما يزيد من ارتداد الحمض في المريء.
• يجب تجنب شرب عصير الحمضيات؛ لأنه يمكن أن يهيج بطانة المريء، مما يزيد من أعراض حرقة المعدة.
• يمكن أن يؤدي تقليل استهلاك الشوكولاتة إلى تقليل أعراض حمض المعدة، وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحث لتأكيد هذا التأثير.
•  تجنب تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات، فقد يؤدي تناول الطعام قبل النوم إلى تفاقم أعراض حرقة المعدة.

هل يساعد الحليب واللبن في التخفيف من حرقة المعدة

في الخمسينيات من القرن الماضي، قبل توفر الأدوية الفعالة لعلاج حموضة المعدة، كان هناك نظام غذائي يتألف من الخبز والحليب والزبادي لعلاج قرحة المعدة. كان يعتقد أنه يقلل من حموضة المعدة، ولكن تبين أنه يقلل مؤقتا من حموضة المعدة ولكن لا يعالج قرحة المعدة المصاحبة للحموضة. بالتالي، يمكن للحليب والزبادي تخفيف أعراض حموضة المعدة مؤقتا، وتساعد البروبيوتيك الموجود في الزبادي على تحسين عملية الهضم. وبالتالي، يمكن للحليب والزبادي المساهمة في تخفيف أعراض الحرقة عن طريق تغيير حموضة المعدة.