صفات الشخصية الوسواسية .. والفرق بينها وبين الوسواس القهري
ما هي الشخصية الوسواسية
تعتبر الشخصية الوسواسية تعبيرا طبيعيا عن الاضطراب العقلي الذي ينتج عن العدد الكبير من الأمراض الصحية والنفسية. تدفع هذه الشخصية صاحبها إلى الالتزام بعدد من القوانين والشروط التي يصعب الالتزام بها من قبل أصحاب الشخصيات العادية أو الطبيعية.
تعاني الشخصية الوسواسية من الحاجة المستمرة للشعور بالكمال، وهذا يتعارض تمامًا مع الطبيعة البشرية. لذلك، يلجأ أصحاب هذه الشخصية إلى استخدام العديد من الأساليب للدفاع عن معتقداتهم وصفاتهم، ويعتبر العناد من أبرز هذه الصفات التي يتمتع بها أصحاب هذه الشخصية.
يستخدم الأفراد الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري الانفعال بشكل متكرر، خاصة عند الرغبة في تفسير وجهة نظرهم، ويؤدي ذلك إلى فقدان حقوقهم وتحتاج هذه الفئة إلى فترات طويلة من العلاج النفسي المكثف.
تشير هذه الشخصية إلى عدم القدرة على التركيز بوضوح والشعور المستمر بالمثالية، مما يجعل من الصعب التواصل مع الآخرين أو إقامة علاقات مشتركة معهم، وبالتالي يتطلب هذا الاضطراب النفسي العلاج للتخلص منه.
تختلف الشخصية الوسواسية عن مرض الوسواس القهري في أن أصحاب هذه الشخصية يدركون تمامًا أن جميع معتقداتهم غير صحيحة، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم لا يستطيعون السيطرة عليها أو التخلص من هذه المشاعر السلبية التي تسيطر عليهم في كثير من الأحيان.
صفات الشخصية الوسواسية
تتميز الشخصية الوسواسية بعدد من الصفات أو الأعراض التي تظهر عليها باستمرار، وخاصة عند التعامل مع الآخرين، وتشمل هذه الأعراض:
- التركيز والاهتمام بالتفاصيل والأشياء الصغيرة والدقيقة بشكل مفرط يجعله صعب التحمل للأشخاص العاديين.
- تتميز الأشخاص الذين يتمتعون بالدقة بالعمل بشكل متقن وبدقة عالية، ويقوم الكثيرون منهم بتكرار بعض المهام المطلوبة حتى تتم بشكل مثالي وخالٍ تمامًا من الأخطاء.
- يجب اتباع جميع القواعد والشروط، خاصة الشروط الصارمة، في مختلف أماكن العمل، حيث يبحث هؤلاء الأشخاص عن الكمال والمثالية في القواعد العلمية.
- الاهتمام بالعمل أو الأشياء المرتبطة به بطريقة خاصة ومحددة، حتى في أوقات الراحة والإجازات، يؤدي إلى فقدان الكثير من العلاقات الإنسانية وعدم الشعور بالحياة أو البهجة الموجودة فيها.
- يعاني أصحاب الشخصية المتوترة من الشعور الدائم بالقلق والتوتر، وخاصة في العمل الجماعي، ولذلك يفضلون العمل الفردي كي ينجزوا جميع المهام المطلوبة والغير المطلوبة بشكل جيد ومختلف.
- يتضمن اتباع النظام الاقتصادي بشكل مستمر وعدم الرغبة في الإنفاق حتى على الأشياء الضرورية.
- الاحتفاظ الدائم بجميع الأشياء، وخاصة تلك التي لا قيمة لها أو فائدة منها، والبحث المستمر عنها حتى يتأكد من وجودها.
طريقة التعامل مع الشخصية الوسواسية
تحتاج الشخصية الوسواسية إلى طريقة معينة ومحددة للتعامل معها، حتى لا يحدث أي اضطراب عقلي يصعب السيطرة عليه، ولهذا يجب التعرف على سمات الشخصية القلقة.
- من المهم أن يضع أصحاب الشخصية الوسواسية مجموعة من المعايير والخطط الواقعية أمامهم، وعدم السعي وراء الأشياء الصعبة التحقيق أو التي تتطلب قدرات أعلى.
- يجب توقع النتائج الإيجابية والسلبية على حد سواء، وعدم الاعتماد على نتيجة واحدة، حتى لا يؤثر ذلك فيما بعد على شخصية الفرد، ومن المهم أن يتقبل أصحاب هذه الشخصية النتيجة بروح إيجابية ورياضية.
- يتم تقسيم المهام، وخاصة تلك الكبيرة، إلى خطط صغيرة لتنفيذها وتحقيقها بطريقة صحيحة ومثالية، والتركيز على هذه الخطط الصغيرة وعدم التشتت أثناء تنفيذها.
- يجب على أصحاب هذه الشخصية أن يدركوا أن جميع الأشخاص في أي مكان عرضة لارتكاب الأخطاء، وبالتالي يجب عليهم تصحيح هذه الأخطاء بطريقة بسيطة وسهلة.
كيفية علاج الشخصية الوسواسية
الشخصية الوسواسية تحتاج إلى علاج نفسي للتخلص من الصفات أو الأعراض التي تؤثر عليها ، ويوجد عدد من الطرق العلاجية التي يجب اتباعها حتى يتم التخلص منها.
- تعتبر تمارين الاسترخاء ضرورية، وتساعد على الوقاية من الأمراض النفسية الخطيرة مثل التوتر والاكتئاب والعديد من الأشياء الأخرى.
- تعد اليوغا أو التمارين الرياضية التي تساعد على التأمل من أهم جلسات العلاج التي يحتاجها أصحاب الشخصية الوسواسية، وتساعد هذه التمارين المميزة في التخلص من الإجهاد والتعب والإرهاق العام الذي يشعر به الجسم.
- يتضمن العلاج السلوكي والعلاج المعرفي، ويساعد هذا النوع المميز من العلاج على تحسين الصحة العقلية لأصحاب هذه الشخصية.
- يساعد العلاج السلوكي على زيادة قدرة الفرد على التركيز، وهو أمر ضروري ومهم جداً، ويتم ذلك من خلال التخلص من التوتر والقلق والعديد من الأمراض النفسية الخطيرة.
- يحتاج أصحاب الشخصية الوسواسية إلى التفاعل المستمر مع الآخرين والعمل على إيجاد عدد من المهام أو الأنشطة المشتركة بينهم.
- يتطلب العلاج من هذه الشخصية تناول عدد من الأدوية الطبية التي تساعد على التخلص من أعراضها، وتحدد هذه العلاجات الطبية من قبل أطباء متخصصين.
الفرق بين الشخصية الوسواسية والوسواس القهري
يعتقد الكثير من الناس أن الشخصية الوسواسية هي الشخصالذي يعاني من الوسواس القهري، ولكن من المهم أن يدرك هؤلاء الأشخاص أن هناك العديد من الفروق بين أصحاب الشخصية الوسواسية وأصحاب مرض الوسواس القهري.
على الرغم من وجود العديد من الصفات المشتركة بين أصحاب الشخصية الوسواسية ومن يُعانون من مرض الوسواس القهري، إلا أن النسبة الصغيرة جدًا من أصحاب الشخصية الوسواسية هم الذين يعانون من مرض الوسواس القهري، ويمكن الاطلاع على بعض الفروق بين الإثنين
- يدرك أصحاب مرض الوسواس القهري طبيعة المرض النفسي الذي يعانون منه، ويسعون إلى التخلص منه نهائيًا من خلال الجلسات العلاجية المختلفة، بينما يعتقد أصحاب الشخصية الوسواسية عادةً أنهم لا يعانون من أي اضطراب نفسي أو عقلي، وبالتالي يتجنبون الجلسات العلاجية.
- يفرض أصحاب الشخصية الوسواسية قواعدهم الصارمة على جميع الأشخاص من حولهم دون أن يعانوا من هلاوس أو توتر يصعب التخلص منه، ولكن يعاني أصحاب الوسواس القهري من هلاوس شديدة وتوتر وقلق دائم ومستمر، ولذلك يمكن التعرف على صفات الشخصية القلقة.
- ينشغل أصحاب الشخصية الوسواسية بالمهام والأعمال التي يجب عليهم القيام بها، ويعملون على إنجازها بأفضل طريقة ممكنة. ولكن ينشغل مرضى الوسواس القهري بالهلاوس والتوتر النفسي الذي يصاحبهم طوال الوقت، وبالتالي لا ينجحون في أداء أي مهمة حتى لو كانت بسيطة.
- ينفصل مرضى الوسواس القهري عن الأشخاص المحيطين بهم بسبب الهلاوس التي تصيبهم وتؤثر على حياتهم، ولكن ينفصل أصحاب الشخصية الوسواسية عن الأشخاص المحيطين بهم بسبب انشغالهم في الأعمال المختلفة والعمل على تحقيق أفضل النتائج على الإطلاق.