حقيقة المعدل الطبيعي للجماع علميا و طبياً
يقصد بالجماع العملية الجنسية بين الرجل والمرأة، وهي غريزة طبيعية لدى الإنسان تهدف إلى التكاثر والحفاظ على النوع. تبدأ هذه العملية عندما يصل الإنسان إلى سن البلوغ، حيث ينشط هرمون البلوغ الذي يؤدي إلى تنشيط الغريزة الجنسية لديه. هناك آراء مختلفة بين الأطباء حول العدد المناسب من المرات التي يجب فيها ممارسة الجماع بين الزوجين. ومن خلال هذه المقالة، سيتم توضيح نتائج الدراسات الحديثة التي ركزت على تحديد عدد مرات متوسط لممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين.
المعدل الطبيعي للجماع علمياً وطبياً
لا نستطيع فعلياً، تحديد معدل أو رقم ثابت، يتعلق بعدد مرات ممارسة العلاقة الحميمة مابين الزوجين، فهي تختلف من شخص إلى آخر، وتتعلق بالحالة النفسية للزوجين، لذلك فقد أكدت بعض الدراسات الحديثة، على أنّ هناك العديد من العوامل، التي تؤثر في قدرة الرجل على الجماع، منها على سبيل المثال، العلاقة الزوجية نفسها، وعمر الزوج، حيث أنّه كلما كان الزوج أكبر في السن، كلما تراجعت قدرته على ممارسة العلاقة. وهذا يعود إلى التغيرات الهرمونية، والتي تحدث في جسمه، مثل انخفاض ل هرمون التستوسترون.
ومع ذلك، تعد الرومانسية أيضا أمرا هاما جدا في الحياة الزوجية، حيث تشجع الرجل على ممارسة الجنس، ويمكن أن يحدث ذلك عدة مرات في اليوم. ووفقا لدراسة أخرى قام بها مجموعة من الأطباء على عينة من الأزواج، تبين أن المعدل الطبيعي لممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين يتراوح بين ثلاث مرات وأربع مرات في الأسبوع، حتى يصل الرجل إلى سن الثلاثين. وعندما يصل الرجل إلى الأربعينات من العمر، يصبح هذا المعدل لا يتجاوز مرتين في الأسبوع. وأظهرت الدراسات أيضا أن الزوجين الذين يمارسون العلاقة الحميمة بانتظام، على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، يتمتعون بحياة زوجية سعيدة أكثر من غيرهم.
الفوائد الطبية للجماع
لقد أجمعت الدراسات الحديثة، على أهمية الجماع مابين الزوجين، والفوائد الطبية والصحية له، مثل: علاج أمراض الأنفلونزا، تحسين حاسة الشم، وكذلك زيادة المناعة في الجسم، وزيادة إنتاج الأجسام المضادة، بالإضافة إلى الوقاية من أمراض القلب، والسرطان مثل: سرطان البروستات، وعند زيادة العلاقة الحميمية مابين الزوجين، تزيد معها مستويات هرمون الأوكسيتوسين، والذي يُعرف أيضاً باسم هرمون الحب، والذي يساعد على بناء الثقة بين الزوجين، ويُعتقد أنّ تأثيره على النساء أكبر من الرجال، لأنّ النساء عادة، تميل إلى الرومانسية والحب أكثر من الرجال.
من فوائد الجماع الجنسي الأخرى الهامة هي علاج الاكتئاب وتحسين المزاج. وأظهرت دراسة أجراها الطبيب النفسي العصبي ديفيد ويكس وشملت حوالي 3500 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و100 عام، أن الأشخاص الذين يمارسون الجنس بانتظام هم أسعد في حياتهم من الأشخاص الذين لا يمارسون، ويبدو هؤلاء الأشخاص أصغر سنا من أعمارهم الحقيقية.
تم إجراء دراسة أخرى في جامعة نوتنغهام البريطانية على مجموعة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و60 عاما ويمارسون الجنس بانتظام. أظهرت النتائج أن هؤلاء الرجال يتمتعون بصحة جيدة وأن خطر إصابتهم بسرطان البروستاتا أقل. ومع ذلك، حذر العلماء أيضا من زيادة ممارسة الجنس التي قد تؤدي إلى نتائج معاكسة وظهور الأمراض، لذا يجب التحلي بالاعتدال والتنظيم بشكل جيد.
أخيرا، أجريت دراسة في فنلندا على 1000 رجل من مختلف الأعمار بين 55 و 75 عاما لمدة 5 سنوات متتالية، وتبين من نتائج الدراسة أن الرجال الذين يمارسون الجنس أقل من مرة في الأسبوع يعانون من عجز في الانتصاب بشكل أكبر. وأشار الدكتور غراهام جاكسون إلى أن الجنس يعد مفيدا للياقة البدنية ويعادل المشي لمسافة ميل واحد.
رأي الإسلام في الجماع
كما نعلم، الدين الإسلامي هو دين واضح وحاسم، ويشرح جميع الأمور الحياتية بغض النظر عن حجمها أو صغرها. وقد شرح الرسول صلى الله عليه وسلم آداب الجماع بين الزوجين، وأنه يجب ألا يتعامل الزوج مع الزوجة على أنها وسيلة للمتعة فقط، وأننا لا ننظر إلى النساء كالحيوانات. فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (اجعلوا بينكم وبينهن رسولا، قالوا وما الرسول؟، قال: القبلة)، وهذا يعني أن العلاقة الزوجية يجب أن تكون منظمة ومبنية على المودة والمحبة والاحترام بين الزوجين، وأن يتم التحضير للجماع قبل القيام به.
أوضح الإسلام العديد من فوائد الزواج التي ذكرت في الأحاديث الشريفة، ومن بينها الحفاظ على العفة وحماية الزوجين من أفكار الشيطان والحفاظ على النسل وتحقيق الرزق ونزول البركة، والحصول على الهدوء والسكينة والابتعاد عن المعاصي وكل ما يغضب الله. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أفضل ما تتزوجون به الصالحة)