المراةنسائيات

هرمون الأوكسيتوسين .. هرمون الحب

يحتفل العالم بعد عدة أيام بعيد الحب يتحدث الناس عن الهدايا وطقوس الاحتفال بهذا اليوم ، لكننا نتطرق للحديث عن المشاعر والأحساسيس وهي الأهم وليس في يوم عيد الحب فقط بل طوال العمر ، إذ يلعب الحب دورا كبيرا واساسيا في الشعور بالسعادة والحياة ، وقد يسمع البعض عن هرمون الأوكستوسين المسمى هرمون الحب ، أو هرمون السعادة ، والذي يذكر العلماء أثره في سلوك البشر .

هرمون الأوكسيتوسين يتكون في المخ، في منطقة تحت المهاد، ويفرزه الغدة النخامية. ينظم وظائف الإنجاب في النساء، مثل الولادة والرضاعة الطبيعية. يبدأ إفرازه أثناء الولادة لتحفيز الرحم على الانقباض وزيادة حركته، مما يساعد على توسعة عنق الرحم وتسهيل الولادة. يلعب الهرمون دورا فعالا في إفراز الحليب والرضاعة الطبيعية. لذلك، يستخدم كدواء لتسهيل الولادة والحد من النزيف فيما بعد .

دور هرمون الأوكسيتوسين في الحب :
عندما يفرز هرمون الأوكسيتوسين في المخ تتأثر السلوكيات العاطفية والاجتماعية ، إذ ثبت دوره في الشعور بالثقة ، والاسترخاء ، والاستقرار النفسي ، كما يساعد افراز الهرمون في تقليل التوتر ، والترابط بين الزوجين ، والعلاقة الزوجية ، وقد لوحظ ازدياد معدل الهرمون في الجسم خلال اللحظات الرومانسية مما دعى العلماء لتسميته بهرمون الحب .

استخدام هرمون الحب في العلاجات :
بعد نجاح الأبحاث التي أثبتت العلاقة بين هرمون الأكسيتوسين والعلاقات الإنسانية بين الأم والطفل والعلاقة الحميمة بين الزوجين وتأثير هذا الهرمون الساحر على الحالة النفسية والمزاجية، بدأت الدراسات تستخدمه في علاج بعض الأمراض النفسية مثل التوحد ومكافحة القلق والرهاب الاجتماعي وعلاج اكتئاب المرأة بعد الولادة .

يأمل الأطباء في استغلال تأثير هرمون الأوكسيتوسين لتحسين الرفاهية الشخصية والفردية، واستخدامه لحل بعض المشاكل الاجتماعية مثل نقص الثقة بالنفس والانطواء والخوف من العلاقات الاجتماعية والقلق المستمر .

ويعد استخدام هرمون الأوكسيتوسين في علاج التوحد أكبر الآمال المرجوة من هذا الهرمون ، إذ يتم الإعتماد على الهرمون لتنشيط مراكز دماغية تتحكم في قدرة الشخص على الاندماج في العلاقات الاجتماعية ، وقد تم اجراء دراسة بحثية لعدد من الأطفال المصابين بالتوحد ، وتم اعطائهم جرعات من الهرمون لعدة شهور ، ثم تم معرفة أثره على المخ بالتصوير باستخدام الرنين المغناطيسي مما أظهر الفرق الواضح للسلوك الإجتماعي لهؤلاء الأطفال واقبالهم على الاندماج في المجتمع ، مما يجعله بارقة أمل لهؤلاء الأطفال .

لذلك، بعد دراسة تأثير الحب على التركيب البيولوجي للإنسان، يجب علينا عدم الانتظار حتى يأتي عيد الحب لنعبر عنه، بل يجب علينا العمل على زرع الحب بين الناس في جميع الأوقات والأطوار، داخل الأسر وبين الأقارب والمجتمع ككل، وذلك لتحقيق عالم هادئ ونبذ الكراهية والحروب التي تهدد العالم .

كما يمكنك الاطلاع على مقالات أخرى :
يتعلق البرود العاطفي بين الزوجين وكيفية علاجه
اسرار الحفاظ على الحب بين الزوجين
نصائح لحياة زوجية سعيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى