تناول السكريات أثناء الحمل يؤثر على ذاكرة الطفل مستقبلا

يؤكد العلماء أن استهلاك كميات كبيرة من السكر أثناء الحمل يؤدي إلى إدراك ضعيف في مرحلة الطفولة، خاصة في الذاكرة والتعلم. كما يؤكد العلماء أن تناول المشروبات الغازية الدايت أثناء الحمل له آثار سلبية، في حين وجدوا أن تناول الفاكهة بكثرة له آثار مفيدة ومرتبط بظهور درجات معرفية أعلى. تم نشر هذه النتائج في مجلة الطب الوقائي الأمريكية .

تؤثر تناول السكريات خلال فترة الحمل على ذاكرة الطفل في المستقبل
يركز هذا البحث بشكل متزايد على التأثير السلبي لاستهلاك السكر على الصحة، وخاصة شراب الذرة عالي الفركتوز، حيث أن استهلاك السكر بين الأمريكيين أعلى من الحدود الموصى بها، وتؤكد المبادئ التوجيهية الحالية للأمريكيين على أهمية تقليل السعرات الحرارية من السكريات المضافة، التي يتم دمجها في الأطعمة والمشروبات أثناء التحضير أو المعالجة، مع المشروبات المحلاة بالسكر ( SSBs ) كونها أكبر مساهم في النظام الغذائي للأميركيين، وتظهر أدلة أيضا على أن استهلاك السكر قد يؤثر سلبا على التطور المعرفي للأطفال لاسيما على الذاكرة وعملية التعلم .

الارتباطُ بين تأثيرِ استهلاكِ السُكَّرِ أثناء الحملِ على النسلِ
توضح المحققة الرئيسية جوليانا إف دبليو كوهين الدكتورة في كلية العلوم الصحية، كلية ميريماك شمال أندوفر، والدكتورة في قسم التغذية في هارفارد، مدرسة تشان للصحة العامة في بوسطن ماساتشوستس : ” كان الهدف من دراستنا هو دراسة الارتباطات بين استهلاك السكر أثناء الحمل لاسيما (السكروز والفركتوز)، على إدراك الطفل، بالإضافة إلى ذلك قمنا بفحص ارتباطات استهلاك الأم والطفل لأصناف SSB والمشروبات الأخرى، بما في ذلك مشروبات الصودا والعصائر والفاكهة على معرفة الطفل ” .

البيانات التي قام الباحثون بجمعها
تم جمع بيانات تقييم النظام الغذائي لأكثر من 1000 امرأة حامل منذ عام 1999 حتى عام 2002، والذين شاركوا في مشروع Viva، وتم تقييم أطفالهم في مرحلة الطفولة المبكرة، كما تم تقييم إدراك الطفل في أوائل ومنتصف الطفولة (عند سن 3 و 7 سنوات على التوالي) .

اكتشافات الباحثون
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن زيادة استهلاك الفواكه وتقليل السكر، بالإضافة إلى تجنب الصودا الدايت أثناء الحمل، يمكن أن يؤثر بشكل ملموس على وظائف الطفل العقلية، وتتضمن النتائج الرئيسية ما يلي:

ترتبط استهلاك الأمهات للسكر، وخاصة المشروبات المحلاة، أثناء فترة الحمل بتقليل قدرات الأطفال غير اللفظية في المرحلة العمرية المبكرة، بما في ذلك قدرتهم على حل المشكلات الجديدة، وكذلك بنقص الذاكرة اللفظية .

ترتبط استهلاك المشروبات الغازية المحلاة بالسكر خلال الحمل بضعف الذكاء، ويترافق ذلك مع نقص في المعرفة اللفظية والمهارات غير اللفظية .

تم ربط استهلاك مشروبات الصودا أثناء الحمل بتأثير سلبي على القدرات الحركية الدقيقة للأطفال، وتقليل القدرات البصرية في المرحلة الأولى من الطفولة، وتقليل القدرات اللفظية في منتصف مرحلة الطفولة .

يرتبط استهلاك مشروبات السكر المحلى بالأطفال في مرحلة الطفولة بذكاء شفهي ضعيف في منتصف تلك المرحلة .

ارتبط استهلاك الأطفال للفواكه في مرحلة الطفولة المبكرة بزيادة في الدرجات المعرفية في العديد من المجالات .

ترتبط الفواكه بزيادة القدرات الحركية البصرية في الطفولة المبكرة، وزيادة الذكاء اللفظي في منتصف فترة الطفولة .

لم يتم ربط تناول عصير الفاكهة بتحسين الإدراك، وهذا يشير إلى أن الفوائد المرتبطة بالفواكه تأتي من جوانب أخرى، مثل المواد الكيميائية النباتية، وليس الفركتوز بشكل خاص .

الدليل الذي يقدمه البحث
تقول الدكتورة كوهين : ” يقدم هذا البحث دليلا على أنه لا ينبغي أن يكون هناك مزيد من التأخير في تطبيق العلامة الجديدة للحقائق الغذائية، وسوف تقدم العلامة الجديدة معلومات عن السكريات المضافة بحيث يمكن للنساء الحوامل والآباء والأمهات، اتخاذ خيارات مستنيرة فيما يتعلق بالسكريات المضافة بسهولة أكبر للحد من تناولها، كما يوفر البحث دعما إضافيا للحفاظ على برامج التغذية الفيدرالية القوية، مثل برنامج التغذية التكميلية الخاصة للنساء والرضع والأطفال ( WIC )، وبرنامج الغداء الوطني للمدارس، لأن اختيارهم للوجبات الغذائية الأعلى في الفاكهة والمنخفضة في السكريات المضافة، قد يكون مرتبطا مع تحسين الإدراك في مرحلة الطفولة ” .